الوضع في إسرائيل .. "أزمة إستراتيجية" و"هدوء مضلل" و"خطط جديدة" لجولة مقبلة

مقارنة بين الأماكن التي استهدفها جيش الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة في مايو/ أيار الماضي وصور تم التقاطها بعد عام من العدوان الإسرائيلي

وصف رئيس "المعهد للسياسة والإستراتيجية" في جامعة رايخمان في هرتسيليا، عاموس غلعاد، والباحث في المعهد نفسه في الشؤون الفلسطينية وفي "مركز ديان" في جامعة تل أبيب، د. ميخائيل ميلشتاين، الوضع الذي تواجهه إسرائيل الآن بأنه "أزمة إستراتيجية لا تقل عن ذلك الذي واجهته العام الماضي، ويجسد أن الكثير من المشاكل الأساسية بداخلها ما زال وجودها مستمر وتنطوي على اشتعال محتمل، وأن الهدوء النسبي الذي ميّز جزءا من المناطق في السنة الأخيرة مضلل من أساسه".

وعدد الخبيران الأمنيان في مقال مشترك نشرته  صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية "المشاكل الأساسية"، وأشارا إلى أن "المعضلة الأشد" هي قطاع غزة، إلى جانب "معضلة متعلقة بالجمهور العربي في إسرائيل"، بينما الوضع في الضفة الغربية "الهادئة نسبيا" قد يتبين من وجهة النظر الإستراتيجية على أنه "تهديد" على وجود إسرائيل "كدولة يهودية و/أو ديمقراطية"، بسبب تأييد متزايد من جانب الفلسطينيين بفكرة الدولة الواحدة".

من جانبه، رأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أنه لا يمكن اختبار نتائج عملية "حارس الأسوار/سيف القدس" العسكرية (أي العدوان على غزة العام الماضي) من دون النظر إلى الواقع الأمني في الأسابيع الأخيرة. "وتوجد علاقة واضحة بين الفترتين"، وموجة العمليات المسلحة التي نفذها فلسطينيون في الشهرين الأخيرين داخل إسرائيل والضفة الغربية، "بتشجيع نشط من جانب قيادة حماس في غزة"، تدل على أن "الوضع لم يتغير بشكل كبير. وفي نهاية الأمر، ستذكر "حارس الأسوار/سيف القدس" كتعادل محزن آخر في سلسلة متواصلة ولا نهائية" من المواجهات.

تصفية يحيى السنوار

ونشرت مواقع عبرية، مساء الثلاثاء، تقارير تضمنت مقابلات مع ضباط كبار في الجيش والشرطة الإسرائيلية، بعد مرور عام على عملية "حارس الأسوار/ سيف القدس".


وقال قائد لواء 282 في الجيش الإسرائيلي نمرود تسيبولسكي، "مر هذا العام بسرعة، وكأننا انتهينا من المعركة منذ لحظات قليلة .. كانت تجربة مهمة للكثير من الوحدات، ونحن نستعد ونتعلم ونبحث ونبني خططًا جديدة للجولة المقبلة المحتملة".


وأضاف: "نحن لا نتعامل مع أي احتمالات لجولة جديدة، ولكننا نستعد دائمًا لوقوع مثل هذا الاحتمال في أي وقت، ووقوع مثل هذه الجولة يعتمد علينا وعلى الطرف الآخر، ونحن نتعامل بدقة مع الأوضاع وحين يطلب منا أن نكون جاهزين، فنحن على أتم الجهوزية".


وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يطور من تدريباته واستعداداته لأي جولة مقبلة، مشيرًا إلى أن الجيش يملك أدوات كثيرة لتحقيق انجازات عسكرية. وفق زعمه.


من جهته قال قائد المنطقة الجنوبية الأسبق في الجيش الإسرائيلي، يوم توف ساميه، إن إسرائيل ليس لديها استراتيجية منظمة للتعامل مع القضية الفلسطينية عامة وحماس وغزة بشكل خاص.


وحول الدعوات لتصفية زعيم حماس بغزة يحيى السنوار، قال: "صدقوني، الجيش الإسرائيلي ليس لديه مشكلة في القيام بذلك، ولكن كيف سيساعد هذا الأمر عندما لا يكون جزءًا من استراتيجية شاملة للقضاء على حماس؟"


وأضاف: "إذا قاموا بتصفيته، فسوف ندخل في مواجهة واسعة النطاق، وحينها سنسأل ما هي الخطوة التالية؟ احتلال القطاع؟ السيطرة على المنطقة؟ .. "لن أخرج وأقضي على السنوار دون تحديد الأهداف .. هذا سيؤدي إلى جولة أخرى وإلى نفس النتائج بالضبط - سيقتل الجنود، وسيقتل ألف فلسطيني، وسيتم تدمير منازل أخرى، وسيتم إلقاء الكثير من القنابل باهظة الثمن في البحر والرمال وبعد عام لن نحقق شيئًا في هذا الأمر".


واعتبر أن العودة الإسرائيلية إلى غزة غير مهمة ولا نية لإسرائيل بذلك، وأنه يجب أن تعمل إسرائيل للقضاء على حكم حماس نهائيًا.

مواجهات في المدن المختلطة

من جهته نقل موقع صحيفة "هآرتس" العبرية، عن ضباط في الشرطة الإسرائيلية قولهم إن قوات الشرطة غير مستعدة لاحتمال قدرتها على منع مواجهات جديدة في المدن المختلطة بالداخل.


ونقل الموقع عن مسؤول بالشرطة الإسرائيلية قوله، إنه يتوقع أحداث أكثر عنفًا في أي جولة قتال مقبلة، وأنها قد تستمر لفترة أكثر من التي وقعت في المعركة الأخيرة.


فيما قال مسؤول آخر إن الأدوات التي تم جلبها للشرطة كقنابل الغاز ومزيد من الأسلحة وغيرها، لن تكفي، وأنه يجب أن يكون هناك قوات شرطية أكبر لأن القوات الحالية لا تستطيع التعامل مع السيناريوهات المتوقعة.


وأضاف: إذا لم يفهموا المسؤولين هذا الأمر، سنجد أنفسنا في مأزق، ومن الواضح لنا أن جولة التصعيد القادمة داخل المدن هي مسألة متى فقط".

فصائل المقاومة

وصرّح الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، مساء الثلاثاء، بمناسبة مرور عام على معركة "سيف القدس/حارس الأسوار" أن "معركة سيف القدس شكلت تحولًا إستراتيجيًا في طبيعة الصراع ما بين شعبنا وبين المحتل الصهيوني، ورسمت خطًا أحمرًا بالنار والدم والبارود بين غزة والقدس، وبين القدس والضفة والداخل المحتل والشتات، لتصبح القدس كما كانت دائمًا محور الصراع بنيننا وبين الاحتلال".

وشدد قاسم على أن "ما كان قبل سيف القدس لن يكون بعدها، وهذا الخط الذي رسمناه مع القدس سيظل مثبتًا ومرسخًا، وأن قواعد الاشتباك تغيرت بعد المعركة، لنكون أمام مقاومة حقيقية في قطاع غزة للدفاع عن كل القضايا الوطنية وليس فقط عن قطاع غزة".

وفي سياق متصل قال الناطق باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أبو حمزة، مساء اليوم ، في رسائل على قناة "تيليغرام" إنه "قبل عام من الآن، وفي مثل هذه اللحظات، صدر قرار القيادة بضربة الكورنيت شمالي غزة؛ لتكون شارة انطلاق معركة سيف القدس البطولية التي خضناها في سرايا القدس، ومعنا فصائل المقاومة بكلٍ شرفٍ؛ انتصارًا للقدس، ودفاعًا عن أهلها الشجعان، الذين هبوا في انتفاضة خاضها شعبنا بكل عنفوان في كل الميادين".

وأضاف أبو حمزة أن "معركة سيف القدس البطولية شكّلت علامة فارقة في تاريخ الصراع مع العدو، واستطعنا في المقاومة الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، ضمن قواعد اشتباك جديدة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتراجع عنها، وسندع الأفعال تدلل على ما نقول إن ".

وقال مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين " محمد البريم - أبو مجاهد" : "معركة سيف القدس محطة ملهمة أضائت طريق الحرية والنصر والعودة لكل فلسطين من نهرها الى بحرها ."

وأضاف أبو مجاهد في تصريح "معركة سيف القدس وما بعدها من عمليات ما هي إلا صفحة مضيئة من تاريخ العزة والكرامة لشعبنا وأمتنا سيبقى صداها يتردد شاهدا على الإرادة التي لا تلين والعزيمة التي لا تنكسر  لشعبنا ومقاومته الباسلة ."

وقال : "معركة سيف القدس" حققت إنتصارات نوعية وكبيرة ولا زلنا نعيش ظلالها ومصممون على مواصلتها حتى تطهير قدسنا ومقدساتنا واستعادة حقنا المغتصب ."

وشدد : "معركة سيف القدس" اثبتت وحدة شعبنا وهويته في ميادين المواجهة والإشتباك في كافة أماكن تواجده"، مضيفا "معركة سيف القدس فرضت معادلات وقواعد إشتباك جديدة على العدو الصهيوني وبات يحسب لها ألف حساب ".كما قال

وقال أبو خالد الناطق العسكري لكتائب المقاومة الوطنية (قوات الشهيد عمر القاسم) الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية  في تصريح مقتضب :"في الذكرى السنوية الأولى لمعركة "سيف القدس" وأمام ما يجري من وقائع ميدانية في فلسطين، فإن الكتائب تراقب عن كثب جرائم الاحتلال الصهيوني وعدوانه المتصاعد بحق شعبنا ومقدساته وتهديداته لقادة المقاومة، ونقول لبينت وعصابته "ستدفعون ثمن جرائمكم، ولن نسمح بتغولكم على شعبنا ومقاومته ومقدساته".

وقالت كتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان :"إن معركة سيف القدس التي استمرت لـ 11 يومًا، أظهرت المقاومة خلالها تفوقًا عسكريًا أجبرت الاحتلال على وقف عدوانه على غزة والقدس وأحياءها، وأثخنت فيها بجنود العدو الصهيوني، وغيّرت فيها معادلة الصراع مع الاحتلال الصهيوني، الذي لم يفلح في تحقيق أيّ من أهدافه."

وأضافت "أمام ما تقدم وبهذه المناسبة العزيزة فإن كتائب الشهيد أبو علي مصطفى تؤكد أن قيادة كتائب الشهيد أبو علي مصطفى تراقب عن كثب سلوك العدو الصهيوني وتهديداته الواهية ويدها على الزناد للرد على أي تغول بحق شعبنا."

وتابعت "نؤكد بأن قواتنا في مختلف التشكيلات العسكرية في حالة تأهب وجهوزية مع كافة الأجنحة العسكرية للمقاومة، وذلك بالتزامن مع إعلان العدو عن انطلاق مناورة شهر الحرب "عربات النار".

وأكدت على أن "معركة سيف القدس قد شكلت نقلة نوعية للمقاومة و شكلت فصلاً هاماً في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، حيث استطاعت أن تفرض معادلاتها رغم أنف العدو."

وأضافت "فصائل المقاومة وفي مقدمتهم كتائب الشهيد أبو علي مصطفى شكلت بعد التجارب التي خاضتها في معركة سيف القدس، منظومة عسكرية متكاملة تستطيع أن تلجم عدوان الاحتلال وتفرض عليه معادلات جديدة."

وشددت "على العدو أن يدرك بأنه لا مكان له على أرضنا وستبقى قوة المقاومة تتعاظم حتى دحر الاحتلال ولا خيار له سوى الرحيل أو الموت على أرضنا."

وقال أبو جهاد المتحدث باسم كتائب شهداء الأقصى - في ذكرى السنوية الأولى لمعركة "سيف القدس" ،" المقاومة الفلسطينية  كانت على قلب رجل واحد، واستطاعت فرض معادلات جديدة  ترغم العدو على عدم الاستفراد بالأقصى و بأي فصيل على حدا."

وأضاف  أبو جهاد في تصريح صحفي "معركة سيف القدس  كانت البداية وليس النهاية، وقامت المقاومة من خلالها إيصال رسالة لحكومة الاحتلال أن الحساب سيبقى مفتوح، وإن المقاومة لن تلقي السلاح طالما بقي مغتصب على أرض فلسطين المحتلة."

وقال " تحية إجلال وإكبار إلى أرواح شهداء معركة سيف القدس  الذين روُوّا بدمائهم الزكية الطاهرة أرض فلسطين المباركة."

وشدد على أن "أي معركة قادمة مع الاحتلال ستكون مختلفة عن سابقتها، لأن المقاومة لديها الكثير من القدرة على لجم العدو."

وبعد مرور سنة على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي بدأ مثل هذا اليوم من العام الماضي، لم تحقق إسرائيل شيئا تقريبا من هذا العدوان، باستثناء الدمار الرهيب الذي خلفته في قطاع غزة وعدد الشهداء الكبير في قطاع غزة والضفة الغربية، وبضمنها القدس المحتلة، وتصعيد القمع بحق المجتمع العربي في أراضي الـ48.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة - عرب ٤٨ - القدس دوت كوم