- سهيله عمر
بدايه ارثي الاعلاميه شيرين ابو عاقله التي عرفها الجميع بمهنيتها وانتمائها الصادق لكل ما هو فلسطيني، ومشاركتها الدائمه لنقل جرائم الاحتلال على مر اكثر من ثلاثين عام.
لا اعتقد انه يوجد فلسطيني او حتى عربي او مسلم او مسيحي لم تدمع عينيه بعد مشهد اغتيالها من قبل قناص اسرائيلي لاشك انه كان يستهدفها شخصيا.
كلما اطلت علينا هذه البطله عبر قناه الجزيره لتوثق جرائم الاحتلال بمنتهى المصداقيه وهي في مهب نيرانهم واسلحتهم لتنقل معاناه الفلسطينيين، حتما راود جميعنا االمخاوف انه من الممكن ان يستهدفها الاحتلال بالاغتيال او الاسر وهي تعد افضل واشجع مراسله اعلاميه محترفه لفضح ممارسات الاحتلال والتعبير عن معاناه الفلسطينيين وعبر قناه الجزيره التي تعد افضل قناه اخباريه على مستوى العالم. اعتقدت لوهله ان جوازها الامريكي او ديانتها المسيحيه او عملها الاعلامي بقناه قطريه شكل لها حمايه فلن تجرأ اسرائيل بالمساس بها حتى لا تتعرض لصدام مع امريكا او قطر او المسيح. لكن اكتشفنت اليوم انهم تركوها طليقه ليسهل اعتيالها واخماد صوتها للابد.
المرحومه الشهيده شيرين ابو عاقله توحدنا. لقد سخرت حياتها تجاهد حق جهاد لتوثيق جرائم الاحتلال ونقل معاناة الفلسطينيين. استشهادها اعاد للاذهان ان ديننا واحد وقضيتنا واحده. نعبد اله واحد ونؤمن بنفس الرسل ونفس الكتب السماويه وقضيتنا واحده وهي احتلال اسرائيل لاراضينا وممارساته القمعيه حيال الشعب الفلسطيني سواء بالتهجير والاغتيالات والاسر والحروب والمجازر والحصار وتدنيس المقدسات . بل انه حتى القران الكريم اكد ان اول من يشهد على نبوه الرسول والقرءان الكريم هم اليهود والنصارى.
قال تعالى "وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدًۢا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُۥ عِلْمُ ٱلْكِتَٰبِ"
لهذا لم يكن القرءان الكريم محل خلاف بين اليهود والنصارى والمسلمين، فاليهود والنصارى هم اكثر من يؤمنون بما جاء بالقرءان الكريم ويؤمنون انه منزل من قبل الله تعالى وان محمد نبي الله. الشهيده شيرين ابو عاقله عرفت باتقانها للغه القرءان اللغه العربيه خلال عملها كاعلاميه. هي بمشيئه الله شهيده. والشهداء احياء عند ربهم. وانا ادعو ان يصلي عليها المسلمون والمسيح معا.
قال تعالى:"وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"
ارتاحي في ضيافة الرحمن، ارتاحي مع الشهداء، ارتاحي هناك حيث الخالدون وجدوا طريقهم قبلنا، واعلمي أن لك من الحب الكثير لدى كل فلسطيني.
لطالما اعتدنا ان اسرئيل تستهدف بالتصفيه القيادات الفلسطينيه السياسيه والعسكريه التي لها حضور شعبي ووطني بشتى طرق التصفيه وفي الوقت الذي تحدده. واليكم بعض الامثله:
- قامت اسرائيل بتصفيه الرئيس الراحل ياسر عرفات بحصاره بهدف تهميشه. فشلت بتهميشه حيث كانت له الكلمه العليا حتى وهو محاصر، فلجأت لمحاوله ابعاده من فلسطين، وعندما فشلت بهذا، لجأت لاعتياله. وفد شهد وزير الخارجيه القطري حول معلوماته التي وصلته بنيه اسرائيل لتصفيته.
- قامت اسرائيل بنصفيه القيادي الراحل الشهيد ابو جهاد الوزير في داره بتونس الذي كان لديه ثقل سياسي وعسكري في حركه فتح.
- قامت اسرائيل بتصفيه رئيس حركه حماس احمد ياسين في هجوم صاروخي شنته الطائرات الإسرائيلية عليه.
- قامت اسرائيل باستهاف رئيس حركه حماس عبد العزيز الرنتيسي في عملية اغتيال بواسطة طائرة أباتشي.
- اغتيال محمود المبحوح أحد أعضاء كتائب عز الدين القسام بفندق في مدينة دبي على يد الموساد الاسرائيلي.
- قامت اسرائيل بمحاوله اعتيال رئيس حركه حماس خالد مشعل بالاردن.
- قامت اسرائيل باغتيال الشهيد عمر نايف ببلغاريا
- قامت اسرائيل باغتيال الشهيد فادي البطش في ماليزيا
واعداد لا حصر لها من القيادات السياسيه او العسكريه التي استهدفتها اسرائيل بالاغتيال .
وهناك تصفيه من نوع اخر تمرست بها اسرائيل حيال القيادات السياسيه العسكريه الفلسطينيه وهي التصفيه بالاسر. كما حدث مع القيادي مروان البرعوثي والقيادي احمد سعادات والقياديه خالده جرار والالاف من قيادات الفصائل السياسيه او العسكريه لكافه الفصائل الفلسطينيه.
واليوم نرى ان بنك الاهداف لاسرائيل توسع ليشمل الاصوات الحره االوطنيه الفلسطينيه التي نحظى على مصداقيه وشعبيه عاليه في الوسط الفلسطيني. ويتضح هذا في استهداف البطله الشهيده شيرين ابو عاقله وغيرها من الاصوات والكفاءات الحره الفلسطينيه التي لاقت حتفها على يد الاحتلال سواء بالاعتيال او الاسر او غير ذلك.
وهناك ايضا تصفيه من نوع اخر حيال الشعب الفلسطيني يقوم بها من وراء اسرائيل بالنيابه. وهي الحصار لاهل فلسطين عبر المواقع الإلكترونية. لا يوجد موقع مالي الا ويحظر الفلسطينيين من التسجيل لدفع او التحويل المالي الالكتروني، وفي مقدمتها المواقع الكبرى كجوجل وبيبال وسكريل و Ebay . كلما وجد موقع يحظر فتح حسابات للفلسطينيين ستجدون ان من تديره في الخلف اسرائيل. وتصفيه شخص بعينه تتم باعلاق حسابات من يتمكن بفتح حسابات بمحافظ او بنوك الكترونيه، او اغلاق حساباته بمواقع نشر او مواقع تواصل اجتماعي يوجد نفوذ اسرائيلي في ادارتها كامازون او ingramspark وقوقل وغيرهم بدون ادنى سبب لاخماد صوته ومنشوراته
وحتى التطبيع الاسرائيلي مع الدول العربيه احد اهدافه الخفيه هو تصفيه الفلسطينيين الذين يقيمون بتلك الدول ويشكلون قلق لاسرائيل من خلال التعاون الامني الاستخباراتي بين تلك الدول واسرائيل. لذا نرى تلك الدول اصبحت تنتهج سياسات اسرائيل في قمع حريه الراي ويتم اعتقال اشخاص او ترحيلهم على مجرد راي او شكوى لا تكون على هوى اسرائيل او نظام تلك الدوله.
قمه الازدواجيه في المعايير العالميه ان نرى العالم باسره يحاصر روسيا لانه غزا اوكرانيا وشرد شعبها، بينما تجد العالم يتعامى عن ممارسات اسرائيل نحو الشعب اللسطين ويعتبرها دوله فوق القانون. بل الادهى والامر انه يحاصر ويطارد ايضا الشعب الفلسطيني بدل ان يتعاطف معه لانه محتل على كافه المستويات ماليا او معيشيا او معنويا او على مستوى حريه الراي او العمل او التعليم او النشر او غير ذلك.
الفلسطيني اينما كان بالداخل او الشتات مستهدف وفي خطر. متى يستيقظ العالم وينقذه ويرد له حقوقه وكيانه ؟؟
لا يسعنا ان نقول:" إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ"
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت