- بقلم علي بدوان
﴿ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا﴾ (مريم - 7).
داوود محمد عبد الرحمن زبيدي، ابن مخيم جنين، ومن مواليده، شقيق زكريا، يعود بأصوله الى بلدة من قرى (مثلث الكرمل) جنوب غربي مدينة حيفا، وأعتقد بأنها بلدة (إجزم) التي يُقيم معظم مواطنيها لاجئين في سورية.
زكريا، وداوود، صاحبا السحنة الحنطية، الفلسطينية القحة، وبجمالها الشبابي، كان دوماً الى جانب وفي قلب مخيم (الأيقونة) مخيم جنين، المخيم الذي كال لجيش الإحتلال الضربات الهائلة بالرغم من الفارق الموجع بميزان قوى السلاح والتسليح واللوجستيك على الأرض.
مخيم جنين، الذي انجب المقاتلين، زعتراً وزيتون، هو اليرموك، وتل الزعتر، والبقعة، وجباليا...الخ.
هو حافظ الهوية الوطنية، ومفتاح العودة الى فلسطين، بشيبه وشبابه. هو الراية التي لن تنتكس، بل تتناقلها الأجيال. فداوود وزكريا من مواليد مابعد النكبة بسنواتٍ طويلة، لكن فلسطين بقيت ومازالت مغروسة ومنغرسة في افئدتهما كما حال كل ابناء شعبنا في الوطن ومخيمات وتجمعات الشتات. (كمشة صغار تربو على الحصيرة، وهاي صاروا كبار ومانسيوش الديرة) مين اللي ينسى (فلسطين الجنة).
داوود زبيدي، شقيق زكريا زبيدي القائد الفتحاوي العسكري في كتائب الأقصى في الإنتفاضتين الأولى 1987 و 2000، ومن ابطال معركة مخيم جنين في آذار/مارس 2002 الى جانب القائد جمال ابو الهيجاء والطوالبة (النورسي)... ومن الذين حرروا أنفسهم الى جانب رفاقه من سجن جلبوع في ايلول 2021، والذي اطلق عليه اعلام الإحتلال نقلاً عن مصادر أمنية "إسرائيلية" لقب "قط الليل". واللقب له ماله، ووراءه ماله وعليه.
داوود زبيدي، شقيق زكريا، وفي الذكرى الـــ 74 للنكبة، سقط شهيداً في الأمس 15/5/02022 برصاص الإحتلال في مخيم جنين. وقد نعته "كتيبة جنين – حزام نار" في بيان الشهيد داوود محمد الزبيدي (42 عاما)، والذي استشهد إثر تعرضه لعملية تصفية على يد الاحتلال، عقب إصابته واعتقاله في اشتباك مسلح في مخيم جنين.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت