كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الإثنين، أن انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" لا يشكل تهديدا لموسكو.
جاد ذلك خلال مشاركته في قمة "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" في العاصمة موسكو، حسبما نقل موقع قناة "روسيا اليوم".
وقال: "روسيا ليس لديها مشاكل مع فنلندا والسويد، وانضمامهما إلى حلف الناتو لا يشكل تهديدا، لكنه يتطلب رد فعل وإجراءات جوابية".
وأوضح أن توسع حلف الناتو من خلال هذه الدول "لا يخلق تهديدا مباشرا لروسيا"، مشيرا إلي أن توسيع البنى التحتية العسكرية في هذه المناطق "سيؤدي بالتأكيد إلى إجراءات جوابية، وذلك بناء على التهديدات التي ستلحق بموسكو".
وتعد تصريحات بوتين هي الأولي من نوعها التي يعترف خلالها بأن "ليس لديه مشكلات" مع انضمام فنلندا والسويد لحلف الناتو.
وكانت موسكو حذرت مرارا الدول الواقعة على حدودها من الانضمام لحلف الناتو واعتبرت أن أي قرارات في هذا الشأن تهدد أمنها وتعد توسعات غير شرعية لحلف شمال الأطلسي.
واعتبرت أن انضمام فنلندا إلى "الناتو" سيشكل انتهاكا لاتفاقية أبرمتها مع روسيا عام 1992، وينص أحد بنودها على التزام كل منهما بعدم السماح باستخدام أراضيهما لشن عدوان عسكري على الدولة الأخرى.
وفي 24 فبراير/شباط الماضي، شنت موسكو عملية عسكرية ضد أوكرانيا لإلزامها بمبدأ الحياد والتخلي عن أي خطط للانضمام لتكتلات عسكرية، ولاسيما الناتو، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في سيادتها.
وأكدت السويد وفنلندا أنهما ستتقدمان بطلب للحصول على عضوية "الناتو"، لينهي البلدان عقودًا من عدم الانحياز العسكري.
في السويد، قال الاشتراكيون الديمقراطيون إنهم يؤيدون الانضمام إلى التحالف الأمني، مما يمهد الطريق أمام البلاد للمضي قدما.
جاء هذا الإعلان بعد وقت قصير من إعلان فنلندا رسميًا أيضًا أنها ستقدم طلبًا للانضمام إلى التجمع.
وقال رئيس فنلندا ساولي نينيستو اتخاذ القرار بأنه "يوم تاريخي".
كما عبرت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين عن أملها في أن يوافق البرلمان على القرار في الأيام القليلة القادمة.
قالت إنها لا تعتقد أنه ستكون هناك عقبات في طريق انضمام بلدها إلى حلف "الناتو".
وأضافت "لدينا صلات وثيقة مع الناتو، وقد اطلعنا على بعض البيانات التي تشير إلى وجود بعض الإشكالات، لكن من المهم إجراء حوار هادئ مع الدول المعنية حول أي إشكالات".
وقال الرئيس نينيستو إنه تحدث إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قبل شهر، مضيفا أن أنقرة أعربت عن استعدادها لدعم انضمام فنلندا إلى الحلف، لذلك فهو لا يفهم التقارير التي تتحدث عن احتمال معارضة تركيا لانضمام بلاده إلى الحلف.
من جانبها، تحدثت رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون في مؤتمر صحفي قائلة إن السويد بحاجة إلى الضمانات الأمنية الرسمية التي تأتي مع عضوية الناتو.
وقالت أندرسون إن قرنين من عدم الانحياز العسكري خدما بلدها جيدًا، لكن القضية كانت إذا ما كان الحال سيبقى على هو عليه، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقرر الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم أن العضوية لن تسمح بتمركز قواعد للناتو أو أسلحة نووية على أراضيها.
وتفيد التقارير بأن كلا البلدين يخططان لتسليم طلبات العضوية إلى "الناتو" يوم الأربعاء. وقال العديد من وزراء خارجية الحلف إنهم يريدون عملية انضمام سريعة.
وظلت السويد على الحياد في الحرب العالمية الثانية وتجنبت لأكثر من قرنين من الزمان الانضمام إلى التحالفات العسكرية.
وتشترك فنلندا في حدود بطول 1300 كيلومتر (810 ميل) مع روسيا. وحتى اليوم، بقيت خارج الناتو لتجنب استعداء جارتها الشرقية.