ـ إسرائيل ستجني ثمارا مُرة في حال أقدمت على تنفيذ عملية اغتيال
ـ هناك وساطة مستمرة للحفاظ على الهدوء، لكن الاحتلال لا يُؤمَن غدره
ـ كسر إسرائيل لحالة الهدوء في غزة سيشهد مقابله ردا مؤلما
ـ الميناء البحري من حق الفلسطينيين لضبط حركة التجارة
ـ صفقة التبادل ستبقى حتى يتم إنضاجها من خلال وصول الجهة الوسيطة لعدد مُرضٍ من الأسرى الفلسطينيين
ـ العمليات في الضفة أثبتت فاعليتها في ردع الاحتلال
- علاقتنا مع مصر طبيعية، ويدنا مفتوحة لدول الخليج والسعودية لمن يُريد منهم دعم القضية
- ثمة تطورات في علاقتنا مع النظام السوري، لكنها بحاجة إلى المزيد من الوقت
قال القيادي في حركة "حماس" محمود الزهار، إن "حالة الردع" التي ثبتتها الفصائل في قطاع غزة، ستمنع إسرائيل من تنفيذ أي اعتداء أو اغتيال للقادة الفلسطينيين.
وتوعّد الزهار، في مقابلة مع وكالة "الأناضول"، إسرائيل بـ"رد حاسم" في حال أقدمت على اغتيال قائد الحركة بغزة يحيى السنوار، تنفيذا لدعوات إسرائيلية داخلية.
وشكك في إمكانية تنفيذ إسرائيل عملية الاغتيال، قائلا: "لم تخرج الدعوات عن إطار التهديد والتخويف، وكافة محاولات الاغتيال السابقة، التي تم تنفيذها بحق شخصيات فلسطينية، لم يسبقها أي إنذار".
لكنّ ذلك، بحسب الزهار، لا يعني "غياب حالة الحرص والحذر لدى قيادة المقاومة".
وأردف: "الاحتلال لا يؤمَن غدره، ونأخذ إجراءات الحرص والحذر خشية تنفيذ أي هجوم".
وعلى مدى أيام، انطلقت دعوات صريحة منذ 6 مايو/ أيار الجاري، من نواب ومسؤولين سابقين وصحفيين إسرائيليين، لاغتيال "السنوار"، مبررين ذلك، في مقابلات وتغريدات ، بتحميله مسؤولية الهجوم الذي وقع في 5 من الشهر نفسه في مدينة إلعاد، قرب تل أبيب وأدى إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين، وإصابة آخرين.
وكان السنوار، قد دعا في خطاب ألقاه في غزة في 30 أبريل/ نيسان الماضي، الفلسطينيين في الضفة والمناطق العربية في إسرائيل إلى شن هجمات بالأسلحة النارية، والبيضاء إن تعذر ذلك، ردا على الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى.
وحذّرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، في 7 مايو، إسرائيل من المساس بـ"السنوار"، أو "قادة المقاومة".
عجز إسرائيلي
وقال الزهار إنه "تبعا لتقديرات (لم يكشف عنها)، فإن التهديدات الإسرائيلية للقطاع (بتنفيذ اغتيالات أو عملية عسكرية)، لن تخرج إلى دائرة الفعل".
وتساءل: "هل يستطيع الكيان أن يُنفّذ اغتيالا بهذا الحجم، ليجني ثمارا مُرّة، كما حدث مع معركة مايو الأخيرة؟ (2021)".
ورجّح "عجز إسرائيل عن تنفيذ هذا الاغتيال، في ظل الأوضاع (الأمنية المتوترة) التي يعيشها الكيان (إسرائيل) اليوم، خاصة في الضفة الغربية والمناطق المحتلة عام 1948".
واستكمل: "المناطق العربية في الأراضي المحتلة (بإسرائيل)، نهضت نهضة كبيرة بإمكانيات قليلة وإرادة قوية (في إشارة منه للعمليات الفردية التي نفذها فلسطينيون انطلاقا من تلك المناطق)".
وأشار إلى أن إسرائيل غير قادرة على "تحمّل أعباء أي عملية اغتيال تُنفّذها"، في ظل توعّد كتائب القسام، بالرد على ذلك.
وفي حال نفّذت إسرائيل تهديداتها بالاغتيال، قال الزهار إن "رد المقاومة لن يتخيّله الكيان الإسرائيلي".
حراك الوسطاء
وأوضح القيادي في "حماس"، أن هناك "حراكا دائما من وسطاء عرب وأجانب وأوروبيين لضمان استمرار حالة الهدوء في غزة".
وقال: "قضية الهدوء لم تنته يوما، وهناك حراك دائم من وسطاء لضمان هذه الحالة ، بدلا من التصعيد".
وأضاف أن الوساطات لضمان التهدئة، ما زالت موجودة، فـ"الجميع في المنطقة معني بعدم تطور الأمور في غزة إلى حرب".
وذكر أن هذه الوساطات تأتي بتحريك من "الكيان (الإسرائيلي)، حيث لن تكون أي حرب لصالحه".
وأكمل: "يحاول الاحتلال أن يُحرك العناصر والأطراف التي لها أثر، بإقناع المقاومة لعدم الانجرار للحرب".
وأشار الزهار إلى أن أي محاولة إسرائيلية لكسر حالة الهدوء "ستشهد ردا مؤلما من المقاومة".
ورغم حراك الوسطاء، فإن حركة "حماس"، وفق الزهار، "لا تأمن الجانب الإسرائيلي، وتأخذ الحيطة من تنفيذ أي هجوم".
وأضاف: "الكيان لا يحترم رأي الوسطاء، ممكن أن يقنع أي وسيط بأنه جاد في التهدئة، ومن ثم يخونه، لتحقيق أهدافه".
الميناء البحري
وفي موضوع آخر، قال الزهار، إن إنشاء ميناء بحري، أو ما يُعرف بـ"الخط البحري" قبالة سواحل غزة، لتنظيم التجارة بين القطاع والعالم الخارجي، من حق الفلسطينيين.
وكان السنوار، قد قال في 30 أبريل الماضي، إن "حماس" ستبدأ خلال الفترة القريبة القادمة بتشغيل "الخط البحري لقطاع غزة، لكسر الحصار بشكل كامل".
وأوضح الزهار أن جهات (لم يسمّها) سبق وأن عرضت على "حماس" مشروع الميناء، مقابل تفادي اندلاع حرب آنذاك.
وقال: "إن هذه الجهات كانت على استعداد لتفعيل الخط، وربما كانت مدفوعة من الكيان (...) لكن اليوم مع استمرار الحصار من كل الجهات، الميناء حق لنا".
وزاد: "من حقّنا أن يكون لنا ميناء برعاية دولية غير موالية للكيان، تكون قادرة على ضبط حركة التجارة لتوفير كافة الإمكانيات المطلوبة للشارع الفلسطيني".
وعن مستجدات الملف، قال الزهار: "لا نريد أن نُبالغ في الحديث عنه، إلا إذا كان لدينا قضايا عملية تُثبِت هذا الأمر على أرض الواقع".
الحالة الإنسانية في غزة
وبعد مرور عام على العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، في مايو 2021، نفى الزهار وجود أي تطور جديد في ملف إعادة إعمار ما تم تدميره.
وأرجع سبب تأخر عملية إعادة الإعمار، إلى استمرار الحصار الإسرائيلي المُمتد لأكثر من 15 عاما على القطاع؛ "وكل من يشارك فيه".
وقال إن ما "تم إعماره في القطاع، بعد مرور عام، لا يتناسب مطلقا مع حجم الدمار الذي جرى".
واعتبر أن "الطريقة الوحيدة التي نُحقق فيها هذه الغايات هي الممر (الخط) البحري الآمن، الذي ترعاه دول مقبولة بالنسبة لنا، وتدخل من خلاله مواد البناء والترميم الضرورية لما تم تدميره في الحرب الأخيرة، ولما تتطلبه الزيادة السكانية بغزة".
ورفض الزهار الكشف عن الدول المقبولة لرعاية هذا الممر، قائلا "عندما تتوفر جهات رسمية قوية وفاعلة وضامنة سيتم الإعلان عنها".
وفي السياق، اتهم الزهار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بالتقصير في تقديم الخدمات للاجئي غزة، خاصة "الصحية" وتقليص مساعداتها الغذائية، وبرنامج توفير فرص العمل.
وطالب "أونروا"، بتعزيز خدماتها لتمكين اللاجئين من الصمود في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة.
من جانب آخر، جدد الزهار رفض "حماس" محاولة إسرائيل ربط عملية إعمار القطاع بعودة الأسرى الجنود لدى كتائب القسام، قائلا "الأسرى مقابل الأسرى".
وفي 10 مايو 2021، شنّت إسرائيل حربا على قطاع غزة استمرت 11 يوما، أسفرت عن مقتل 248 فلسطينيا، وتدمير 2075 وحدة سكنية بشكل كامل أو بليغ، و15 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي.
ملف الأسرى
وحول وجود تطورات في ملف "تبادل الأسرى"، قال الزهار إن هذا الملف "سيبقى حتى يتم إنضاجه".
وأضاف: "إنضاج هذا الملف يرتبط بوصول الجهة الوسيطة، إلى عدد مُرض من الأسرى الفلسطينيين، ممن سيخرجون ضمن الصفقة".
وأردف: "خصوصا الأسرى المرضى وأصحاب الأعذار الجسدية، ومن أصحاب المحكوميات العالية، والكبار في السن، لذا اختيار الأسماء يتم بحرص شديد مع الأخذ بعين الاعتبار التقديرات الإنسانية الضرورية".
وأوضح أن إسرائيل تحاول تعطيل خروج تلك الحالات، من خلال وضع شروط، مثل وضع أسماء أسرى بقيَ لمحكوميتهم سنوات قصيرة.
ووصف الزهار التوصل إلى صفقة تبادل بـ"العملية المعقدة، نظرا للتفاصيل والترتيبات" التي تتطلبها وتَجري في إطارها.
وحول تقديم معلومات للوسطاء عن الأسرى لدى "حماس"، قال الزهار إن "إعطاء أي معلومة عن الأسرى يتم بثمن (...) كنا نقدّم معلومات للوسطاء مقابل الحصول على قضايا إنسانية ومعيشية".
وتحتفظ "حماس" بأربعة جنود إسرائيليين في غزة من دون الإفصاح عن معلومات بشأنهم، وقد أُسر اثنان منهم خلال حرب صيف 2014، في حين دخل الآخران القطاع في ظروف غامضة.
القدس والضفة
وفيما يتعلق بآخر التطورات في مدينة القدس، قال الزهار إن "الكيان الإسرائيلي، وبعد المعركة الأخيرة (في مايو2021)، بات يدرك أن المساس بالقدس، أمر لا يمكن تجاوزه أو القبول به من الجانب الفلسطيني".
وتابع: "الشهر الماضي (رمضان) كان هناك تدخلات إقليمية ودولية لثني الاحتلال عن دخول المسجد الأقصى (تخوفا من تصاعد التطورات)، وهذا يشير إلى أن المعركة الأخيرة، ما زالت آثارها قائمة، إذ يدرك الاحتلال أن تهديدات المقاومة لم تكن فارغة".
ويرجع الزهار، حذر "الاحتلال الإسرائيلي من الدخول في معركة جديدة، وتكرار تجربة مايو"، إلى تعافي المقاومة بعد الحرب.
وقال إن "المقاومة الفلسطينية خرجت من الحرب الأخيرة متعافية"، مضيفا "لو لم تكن كذلك، وخرجت مهزومة، لما تركها الاحتلال".
واندلعت شرارة الحرب الأخيرة، جرّاء الأحداث التي كانت جارية في حيّ الشيخ جراح والمسجد الأقصى منذ أبريل 2021.
وخلال الحرب، أطلقت الفصائل بغزة ما يزيد على 4 آلاف صاروخ تجاه مدن جنوب ووسط إسرائيل، أسفرت عن مقتل 12 إسرائيليا وإصابة نحو 330 آخرين؛ وفق مصادر عبرية.
وعن العمليات الفردية التي يتم تنظيمها ضد إسرائيليين في الضفة، يقول الزهار "إن هذه العمليات أثبتت فاعليتها في ردع الاحتلال".
وأردف: "المتابع للموقف الصهيوني حول العمليات والوضع في القدس والأقصى يُدرك أن العمليات التي تمت رادعة".
العلاقة مع الدول العربية
وعن تطورات علاقة "حماس"، بمصر، قال الزهار إنها "تسير في وضعها الطبيعي، ولا يوجد أي جديد في هذا الخصوص".
وأضاف: "مصر لديها إشكاليات أمنية في سيناء، وقضية اقتصادية كبيرة، ما يُلقي بظلاله على قطاع غزة".
وأشار إلى إن التجارة التي تربط غزة بمصر، مُرتبطة بالوضع الأمني في سيناء.
أما عن العلاقة مع السعودية ودول الخليج العربي، فقال الزهار إن "يد (الحركة) مفتوحة لمن يريد أن يُعيد دعم القضية، ويتخلّى عن سياساته السابقة".
لكنه قال إن تطبيع بعض الأنظمة علاقتها مع إسرائيل ترك "جرحا حقيقيا وكبيرا"، لافتا إلى أن "حماس" لم ترغب "بوجود إشكاليات في علاقاتها مع أي دولة".
وفيما يتعلق بمستجدات علاقة "حماس" مع النظام السوري، كشف الزهار عن وجود تطورات (وتحسّن)، دون الحديث عن تفاصيلها، قائلا "إن هذه العلاقة بحاجة إلى مزيد من الوقت".