شارك وفد دولة فلسطين، برئاسة عضو المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم د. دوّاس دوّاس، في أعمال الدورة الـ117 للمجلس التنفيذي للمنظمة، وذلك في العاصمة التونسية تونس، بالفترة ما بين 18-19 من شهر مايو الجاري.
فيما عبر المجلس من خلال قراراته عن دعمه للموقف الفلسطيني في مواجهة مخططات ومشاريع تفريغ المنهج التعليمي الفلسطيني من مضمونه الوطني، وفي التصدي للحملات الإعلامية والدبلوماسية الإسرائيلية وبعض الدول الأخرى، من خلال العمل لدى المنظمات الدولية المتخصصة وكافة الدول الأعضاء.
جاء ذلك بحضور وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية نائب رئيس اللجنة الدائمة للثقافة العربية أ. جاد غزاوي، ورئيس هيئة الرقابة المالية والإدارية للألكسو معاوية موسى، وق.أ مدير عام الإدارة العامة للبرامج والمشاريع باللجنة الوطنية محمد صوافطة، وق.أ مدير عام المنظمات الدولية والإسلامية والعربية خلود حنتش، ومحمود عباس المستشار في السفارة الفلسطينية لدى الجمهورية التونسية.
وناقشت الدورة في أعمالها تقريرا للمدير العام للمنظمة أ.د محمد ولد أعمر، عن تنفيذ برامج المنظمة للعام 2021، بما فيها القدس والأخطار التي تهددها، والأوضاع التربوية والثقافية والعلمية في فلسطين، كبنود دائمة تم اعتمادها استنادا لقرارات المجلس التنفيذي والمؤتمر العام، كما استعرض د. دوّاس تقرير مقدما من اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم عن الأوضاع التربوية والثقافية والعلمية في فلسطين بشكل عام والقدس الشريف بشكل خاص.
وأقر المجلس التنفيذي في جلسته مجموعة من القرارات حول مشاريع قرارات تتعلق بالأوضاع التربوية والثقافية والعلمية في فلسطين، مؤكدا على أن التعليم قرار سيادي فلسطيني وأن المناهج التعليمية الفلسطينية تتضمن الهوية والكرامة الوطنية، والرواية التاريخية العادلة للشعب الفلسطيني، لا مقايضة عليها بأي ثمن أو دعم مادي أو بأي منهج مغاير، ومشددا على مواصلة التحرك لدى مختلف الدول والمنظمات لإسناد الموقف الفلسطيني المتمسك بتضمين الحق والرواية التاريخية للشعب الفلسطيني في مناهجه التعليمية ومواجهة حملات الاحتلال الإسرائيلي ضد المنهاج الفلسطيني بالتشويه والتحريض والروايات المزيفة.
ودعا المجلس التنفيذي أيضا، الإدارة العامة والدول الأعضاء بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الفلسطينية وجهات الاختصاص في دولة فلسطين لتبني مشروع بحثي يهدف إلى دراسة ورصد المضامين العنصرية والتمييزية في المناهج التعليمية الإسرائيلية، وإبراز الانتهاكات الإسرائيلية للحقوق التعليمية للشعب الفلسطيني.
وأدان المجلس التنفيذي ضمن قراراته، الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة بحق المنظومة التعليمية الفلسطينية بكافة مكوناتها (الطالب والمعلم والمدرسة)، والتي تشكّل انتهاكاً صارخاً وفاضحاً للقوانين والمواثيق الدولية لا سيّما اتفاقية "اليونسكو" لمكافحة التمييز في مجال التعليم، إضافة إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وأدان أيضا سياسات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءته المستمرة على الحقوق والمقدرات والمؤسسات الثقافية والإعلامية في فلسطين، وذلك من خلال الاعتداءات المتواصلة على المواقع التراثية الفلسطينية واستهداف المؤسسات الثقافية والإعلامية والصحفيين الفلسطينين، وآخرهم الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة.
وطلب المجلس من الادارة العامة تخصيص جائزة الشباب العربي للبحث العلمي للعام 2023 لتكون تحت عنوان: جائزة الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة للإعلام وحرية العمل الصحفي، وذلك تخليداً لذكراها ودعماً للحريات الإعلامية والعمل الصحفي، ودعا الإدارة العامة والدول الأعضاء إلى مواصلة تقديم الدعم المالي والفني للمشاريع والأنشطة والبرامج التربوية والثقافية والعلمية لصالح دولة فلسطين، والمساعدات التمويلية الضرورية، بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الفلسطينية، للإسهام في تطوير وتمكين القطاع التربوي والثقافي والعلمي الفلسطيني ضمن الأولويات والأجندة الوطنية.
وطالب المجلس بالتوجه للإدارة العامة والدول الأعضاء لتنظيم أنشطة وفعاليات عربية، وذلك لتسليط الضوء على الحقوق التربوية والثقافية والعلمية الفلسطينية، وفضح سياسات الاحتلال الإسرائيلي العنصرية. إضافة للمشاركة الفاعلة في إنجاح الفعاليات الفلسطينية والمقدسية، وذلك من خلال زيارة فلسطين عبر المؤسسات الرسمية الفلسطينية بما يساهم في تعزيز قدرة وصمود الشعب الفلسطيني على مواجهة التحديات، بما يتضمّنه ذلك من مواصلة دعم التوجّه الفلسطيني لاستضافة الاجتماعات والأنشطة العربية والثقافية والتعليمية والتربوية في فلسطين.
وفي قراراته أيضا، دعا المجلس التنفيذي الإدارة العامة والدول الأعضاء لمواصلة توفير الدعم اللازم للجهود الفلسطينية لإدراج التراث الفلسطيني (المادي وغير المادي) على قائمة التراث العالمي، من خلال توفير الدعم المالي الفني والتقني والاستشاري لذلك. بما في ذلك إطلاق برنامج تدريبي متخصّص في مجال التسجيل والتوثيق وإعداد الملفات للتراث المادي وغير المادي لرفع قدرات وإمكانيات الكوادر المتخصصة الفلسطينية والعربية.
كما دعا الإدارة العامة بالتعاون مع المجموعة العربية في منظمة "اليونسكو" لإعداد ورفع تقارير موحّدة عن الأوضاع التربوية والثقافية والعلمية في فلسطين والقدس والأخطار التي تهدّدها، بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الفلسطينية وجهات الاختصاص في دولة فلسطين، وذلك لعرضها على المؤسسات الدستورية لليونسكو (المؤتمر العام، المجلس التنفيذي)، واللجان والمؤتمرات المتخصصة، والطلب من الإدارة العامة مواصلة العمل لوضع الآليات اللازمة وتوفير الاحتياجات اللازمة لإطلاق مشروع رقمنة المخطوطات الفلسطينية وذلك من خلال معهد المخطوطات العربية بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالبند الخاص بالقدس والأخطار التي تتهددها، أدان المجلس الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق المؤسسات التعليمية والثقافية الفلسطينية في مدينة القدس، بما في ذلك الاعتداءات المستمرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتقييد ومنع حرية العبادة، ورفض كافة المحاولات للعمل على فرض المنهاج الإسرائيلي على المؤسسات التعليمية الفلسطينية في القدس.
كما دعا الإدارة العامة والدول الأعضاء لمواصلة العمل على توفير الدعم والحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية والمعالم العربية التي يسعى الاحتلال لتهويدها، وحماية المؤسسات التربوية والثقافية والعلميّة التي تواجه خطر المصادرة، إضافة إلى دعم المؤسسات الفلسطينية في المدينة المقدسة بالشكل الذي يضمن استمرارها بأداء دورها وتقديمها للخدمات لكافة المقدسيين وعلى كافة الأصعدة التربوية والثقافية والاجتماعية والصحية وغيرها، ودعوة الإدارة العامة لمخاطبة اللجان الوطنية في الدول الأعضاء للعمل لدى مؤسساتها وجامعاتها لعمل ما يلزم للانضمام لكرسي الألكسو لدراسات القدس الشريف للتأكيد على تاريخها وتراثها الحضاري والثقافي العربي، خصوصا في ظل ما تتعّرض له المدينة المقدّسة من انتهاك وعدوان متواصل.
ودعا المجلس الإدارة العامة إلى مواصلة الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الفلسطينية لإطلاق المنصة الإعلامية "القدس عروس عروبتكم".
وتم تعيين كل من أ. جاد غزاوي وكيل وزارة الثقافة رئيسا للجنة الثقافة ، والاخ محمد صوافطة ق.أ مدير عام الإدارة العامة للبرامج والمشاريع مقرراً للجنة المالية والإدارية، وذلك للجان المنوي عقدها خلال المؤتمر العام للمنظمة في دورته الـ26 بتاريخ 21 مايو 2022. وخلال الجلسة عرض أ. معاوية أسعد مدير عام الإدارة العامة للرقابة على الاقتصاد في ديوان الرقابة المالية والإدارية بصفته رئيس هيئة الرقابة المالية والإدارية للمنظمة تقرير الهيئة عن الحساب الختامي للمنظمة للسنة المالية 2021.
يذكر أنه إضافة إلى بندي القدس وفلسطين، فقد تضمن جدول أعمال المجلس التنفيذي في دورته الحالية 117 البنود التالية: مشروع الخطة العربية للتعليم في حالات الطوارئ والازمات، رؤية المنظمة المستقبلية الآلية عمل اللجان الدائمة، الدليل الاسترشادي العربي لدعم الموهوبين في القطاع الثقافي، الحساب الختامي للإدارة العامة والمراكز الخارجية والصناديق الخاصة عن السنة المالية 2021 (تقرير رئيس هيئة الرقابة الداخلية، رئيس هيئة الرقابة المالي والإداري، تقرير مراقب الحسابات القانوني الخارجي، رد المدير العام) ، وتعيين إدارتي التربية والعلوم والبحث العلمي.