أمام المؤتمر العام الـ26 للألكسو:

أبو زهري يدعو العرب لدعم الحقوق التعليمية والثقافية للشعب الفلسطيني

شارك وفد دولة فلسطين، برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية- رئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم أ.د علي زيدان أبو زهري، في أعمال الدورة العادية الـ26 للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، وذلك في العاصمة التونسية تونس، بالفترة ما بين 20-21 من شهر مايو الجاري.

جاء ذلك بحضور أمين عام اللجنة الوطنية عضو المجلس التنفيذي للمنظمة عن دولة فلسطين د. دوّاس دوّاس، ووكيل وزارة الثقافة نائب رئيس اللجنة الدائمة للثقافة العربية أ. جاد غزاوي، ورئيس هيئة الرقابة المالية والإدارية للألكسو معاوية موسى من ديوان الرقابة المالية والإدارية، وق.أ مدير عام الإدارة العامة للبرامج والمشاريع باللجنة الوطنية محمد صوافطة، وق.أ مدير عام المنظمات الدولية خلود حنتش، ومحمود عباس المستشار في السفارة الفلسطينية لدى الجمهورية التونسية، بالإضافة للوزراء ورؤساء الوفود العربية ومدير عام الألكسو د.  محمد ولد أعمر، ورئيس وأعضاء المجلس التنفيذي وممثلي السفارات العربية.

ودعا أبو زهري العرب لدعم الحقوق التعليمية والثقافية للشعب الفلسطيني، وذلك في كلمته أمام المؤتمر العام، وقال: " تستمر الضغوط الإسرائيلية على المؤسسات التعليمية في القدس بشتى الوسائل لتطبيق المنهاج الإسرائيلي في مواجهة التمسك بالمنهاج الفلسطيني، وتواصل سلطات الاحتلال تشويه المناهج الفلسطينية، حيث تحذف كل النصوص التي تحمل معاني الدفاع عن شرعية وعدالة القضية الفلسطينية، وكل ما له علاقة بالهوية الوطنية الفلسطينية، وإننا في اللجنة الوطنية الفلسطينية إذ نهيب بمنظمتنا الموقّرة والكل العربي إلى استثمار كافة الميادين من أجل فضح ومواجهة مخطط تهويد المناهج الفلسطينية ودعم وحماية المنظومة التربوية والثقافية والعلمية الفلسطينية."

ودعا أبو زهري دول الاتحاد الأوروبي لتكليف جهة محايدة بهدف دراسة المناهج التعليمية الفلسطينية والإسرائيلية، والوقوف على المضمون التحريضي والعنصري الذي تضمنه المناهج الإسرائيلية ضد كل ما هو عربي وفلسطيني، والتأكد من أن المناهج الفلسطينية منسجمة مع كافة المعايير الدولية.

وأضاف: "وإننا في اللجنة الوطنية الفلسطينية إذا نثمّن على وجه الخصوص كل أشكال الدعم المقدّم لفلسطين والقدس والقطاعات التربوية والثقافية والعلمية، ونؤكّد على أهمية تكثيف الدعم والتعاون مع القطاعات الفلسطينية بما يساهم في دعم الحقوق التعليمية للشعب الفلسطيني وحماية المقدرات الثقافية في ضوء ما تتعرض له  فلسطين و القدس بالذات من اعتداء سلطات الاحتلال ومحاولات التهويد والسلب."

وأشار أبو زهري إلى أنه وفي الوقت الذي كان فيه العالم يكافح جائحة كورنا، كانت فلسطين وما زالت تحارب على جبهتي كورونا والاحتلال. وبينما وجّهت جائحة كورونا ضربة قاسية ومؤلمة للاقتصاد العالمي، فإن فلسطين تعيش معاناة مضاعفة بفعل تداعيات كورونا والقرصنة الإسرائيلية المتواصلة للأرض والأموال الفلسطينية، كما تتواصل وتتصاعد الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته ومؤسساته التربوية والتعليمية والثقافية يومياً، وتتواصل عمليات التهويد، لا سيّما في مدينة القدس، التي تواجه أعلى نسبة اعتقالات شهرياً وعمليات تنكيل وانتقام ممنهجة على مرأى ومسمع المجتمع الدولي.

وفي جريمة أخرى بشعة يندى لها جبين الإنسانية، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي على اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة، أثناء تغطيتها اقتحام مخيم جنين، في محاولة إسرائيلية ممنهجة لإسكات الرواية الفلسطينية وطمس الحقيقة وللتغطية على جرائم الاحتلال ومستوطنيه ضد شعبنا.

وشدد أبو زهري على أن الاحتلال يقود حملة إعلامية ودبلوماسية تجاه المناهج التعليمية الفلسطينية، تدّعي بأن هذه المناهج تحتوي على مواد تبث الكراهية وتشجع على العنف، وتتجاهل أن شعب فلسطين يمارس حقه المشروع في مقاومة الاحتلال الذي يمارس كل أنواع العنف والتمييز والاقتلاع تجاه الشعب الفلسطيني. وما يثير القلق هو تجاوب بعض دول الاتحاد الأوروبي مع هذه الادعاءات، والذي يربط مساعداته للشعب الفلسطيني بشروط تتعلّق بتغيير المنهاج، ، كما دعا المؤسسات والجامعات العربية إلى إتّخاذ أدوار أكثر فاعلية في كل مجال يعزز المشهد التربوي والثقافي الفلسطيني، بما يتضمنه ذلك من الانضمام لكرسي "الألكسو" لدراسات القدس الشريف.

مشيرا أيضا، إلى أن الاحتلال ما زال يبذل جهوداً متواصلة لتزييف هذا الوعي وزرع روايته الخاصة للصراع العربي- الإسرائيلي، وبالأخص في المدارس العربية داخل القدس، ومن هنا فإن الوقوف إلى جانب فلسطين في مواجهة أسرلة التعليم، يجب أن يكون ضمن الأولويات العربية، وليس موضوعاً على الهامش، لأن هذه القضية تفع ضمن اهتمامات فلسطين والدول العربية.

وتوجه أبو زهري بعظيم الشكر والامتنان إلى منظمة "الألكسو" ممثلة بمديرها العام وكافة طواقمها، على الإنجازات التي حققتها في العامين المنصرمين، والأنشطة والمشاريع التي دعمتها ونفذتها، لا سيّما تلك الموجّهة لفائدة دولة فلسطين، معبرا عن أمله أن تتكّلل أعمال هذه الدورة بالنجاح، وقدم الشكر الموصول إلى كافة الدول العربية الشقيقة على دعمهم الدائم لفلسطين والقدس، داعيا إلى تجنيد كافة طاقاتهم التي يعقد عليها أبناء شعبنا في الوطن والشتات آمال كبيرة لمواصلة مشوارهم النضالي نحو الحرية وتحصيل كافة الحقوق الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - تونس