عادت عضو الكنيست غيداء ريناوي الزعبي من حزب "ميرتس"، يوم الأحد، عن استقالتها من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي واكدت استمراريتها، وذلك بعد اتصالات سرية ولقاء طويل مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية يائير لابيد.
بمجرد التوصل إلى الاتفاقات مع لابيد، ستصوت ريناوي الزعبي مرة أخرى مع الائتلاف، الذي يضم 60 مؤيدًا معه.
وفي ظل الضغوط الشديدة التي مورست عليها خلال عطلة نهاية الأسبوع، قررت ريناوي الزعبي بالفعل عدم الاستقالة من الكنيست، وفي وقت سابق، استضاف لابيد لقاءًا موسعًا شارك فيه، بالإضافة إلى ريناوي الزعبي، ممثلين مختلفين عن المجتمع العربي.
وقال مصدر مطلع "ان قرار عضو الكنيست الزعبي جاء بعد أن تلقت تعهدات من لابيد بان تقوم الحكومة بإزالة حواجز بيروقراطية بغية تسريع تطوير مشاريع في المجتمع العربي."حسب هيئة البث العبرية.
وحضر هذا اللقاء، الذي عقد في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية بالقدس، أيضا الوزير عيساوي فريج من "ميرتس"، الذي يعتبر معاونًا لعضو الكنيست ريناوي الزعبي عن الحزب، وعن وزير المالية حمد عمار من حزب "إسرائيل بيتنا". بالإضافة إلى ذلك، شارك سبعة رؤساء سلطات محلية عربية مختلفة.
وبحسب مصادر في الائتلاف المعنية بالتفاصيل، أثار رؤساء السلطات قضايا مدنية وأعربوا عن شعورهم بأن الحكومة لم تفي بوعودهم تجاه المجتمع العربي. رغم تصريح جميع رؤساء السلطات خلال الاجتماع بأنهم يحترمون الحكومة ويريدون استمرارها.
وكانت ريناوي الزعبي بعثت برسالة إلى لابيد ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، قالت فيها إنها قررت الانشقاق عن الائتلاف، لأنه "في الأشهر الأخيرة وبسبب اعتبارات سياسية ضيقة، فضل قادة التحالف الحفاظ على جانبه اليميني وتعزيزه. وآثر قادة الحكومة مرارا وتكرارا اتخاذ مواقف متشددة ويمينية بشأن القضايا الأساسية ذات الأهمية للمجتمع العربي بأسره: الأقصى وقبة الصخرة، الشيخ جراح، الاستيطان والاحتلال، هدم المنازل ومصادرة الأراضي في النقب وطبعا قانون المواطنة".
وأضافت في رسالتها تلك أنه "لاقيت الاستخفاف التام من قبل الائتلاف الحكومي تجاه الاحتياجات الحقيقية للبلدات العربية خاصة في مجالات تطوير السلطات المحلية، وقضايا الإسكان، والتوظيف والتعليم".
وتابعت في تلك الرسالة أنه "كان الشهر الماضي، شهر رمضان المبارك، لا يطاق. وكانت المشاهد التي أتت من مسجد الأقصى لرجال شرطة يتعاملون بعنف غير مبرر تجاه الحشود من المصلين، وتشييع جنازة الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة ، مشاهد غير محتملة. حتى وصلت إلى نتيجة حتمية واحدة. لم يعد بإمكاني دعم وجود تحالف يضيق بهذه الطريقة المشينة تجاه المجتمع العربي الذي أتيت منه".
وشارك في الاجتماع مع لابيد من رؤساء سلطات محلية عربية، رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، ورئيس مجلس عيلوط، إبراهيم أبو راس، ورئيس بلدية كفر قاسم، عادل بدير، ورئيس مجلس كفر كنا، عز الدين أمارة، ورئيس مجلس كفر مندا، علي زيدان، ورئيس مجلس محلي كفر برا، محمود عاصي، ورئيس مجلس يافة الناصرة، ماهر خليلية.
ونقلت القناة 12 التلفزيونية عن أحد المشاركين في الاجتماع قوله إن المطلب الذي قدمته ريناوي الزعبي في الاجتماع هو تسريع الإجراءات وإزالة العوائق والبيروقراطية لخطوات يطالب بها المجتمع العربي. ويتوقع أن تدعي الزعبي أنها تحضر الاجتماع بدعم كامل من المجتمع العربي الذي لا يريدها أن تستقيل.
وحسب مصادر، طرحت ريناوي الزعبي خلال الاجتماع موضوعي "المسجد الأقصى والفلسطينيين"، بحيث أن "مسيرة الأعلام" التي ينظمها المستوطنون في البلدة القديمة في القدس المحتلة لا تثير استفزاز الفلسطينيين، وكذلك بشأن اللجنة الإسرائيلية – الأردنية حول الأقصى.
إلا أن مصادر شاركت في الاجتماع أكدت أنه لم يتم خلاله التطرق إلى "مسيرة الأعلام" ولا لاعتداءات شرطة الاحتلال على المصلين في المسجد الأقصى، التي تحدثت عنها الزعبي في رسالتها التي أعلنت عن فيها عن انشقاقها عن الائتلاف.
وصباح اليوم، توقع بينيت، في بداية اجتماع الحكومة، أن ريناوي الزعبي، التي أعلنت انشقاقها عن الائتلاف الأسبوع الماضي، "في طريق عودتها" إلى الائتلاف، وأن "الأمور تبدو إيجابية".