مركز الإعلام المجتمعي ينفذ سلسلة عروض أفلام وثائقية حول حقوق المرأة والشباب في قطاع غزة

أُطفئت الأنوار، واتضحت شاشة العرض، أم فلسطينية تناضل وتغني، جاذبة بألحانها انتباه الجمهور في القاعة، تروي قصتها بفخر تارة، وبغصة تارة أخرى، وهي تمشي على ركام منزلها الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي. تنهض وتكمل فصول حكايتها، مُعبّرة عن إصرارها على المواصلة.

 

عرض الفيلم قصة واحدة من النساء الفلسطينيات اللواتي يواجهن ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية حرجة، خلفتها العدوانات المتكررة على قطاع غزة، وقامت بتصوير وإخراج هذه القصة مخرجة ومصورة واجهن الظروف عينها، حيث تُمثل القصة سيناريو فيلم من عدّة أفلام وثائقية حول حقوق المرأة والشباب، أنتجها مركز الإعلام المجتمعي بغزة.

ونظّم (CMC) سلسة عروض لهذه الأفلام في محافظات الوسطى، وغزة، والشمال، بالتعاون مع جامعة الإسراء، وجمعية الحق في الحياة، وهيئة دار الشباب للثقافة والتنمية. وحظيت العروض بمشاركة أكثر من 200 شخص من كلا الجنسين، منهم طلبة، وعاملين/ات، وربات بيوت، وشهدت العروض تفاعل ونقاش كبير من المشاركين/ات حول قضاياهم، والانتهاكات التي يتعرضون لها، وآمالهم وأحلامهم.

وبدورها قالت خلود السوالمة، مديرة المشاريع في مركز الإعلام المجتمعي، "نُنفذ عروض أفلام حقوق المرأة والشباب في عام 2022 بشراكة مع مؤسسة إمبارك (EMBARK) وهي إحدى مبادرات منظمة كير العالمية"، وأضافت: "نُقدم خلال العروض ثلاثة أفلام، قام بإنتاجها مخرجين/ات نساء وشباب/ات بإشراف ومتابعة مركز الاعلام المجتمعي، حيث أعلن CMC)) في شهر يونيو من العام الماضي 2021 (أي فور انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة) عن فتح باب المشاركة لاستقبال مقترحات لأفلام وثائقية قصيرة، تعكس صورة الأمل والحياة في غزة، وتتناول حكايات ما بعد العدوان، وتُجسد غزة التي لا يعرفها العالم بقصصها عن الحياة، ودروسها في النهوض من الركام".

وفي سياق متصل وضحت عندليب عدوان، مديرة مركز الإعلام المجتمعي، أن الأفلام التي يتم عرضها تُعبر عن حقوق المرأة والشباب أثناء الحروب والنزاعات، وتتناول ما تتعرض له هذه الحقوق من انتهاكات.

وأضافت عدوان: "تعتبر الأفلام الوثائقية إحدى الأدوات المستخدمة للضغط على صناع القرار والسياسات على المستوى المحلي وكذلك المستوى الدولي، لجذب اهتمامهم لضرورة معالجة مشاكل وقضايا المواطنين/ات وإعمال حقوقهم الأساسية، خاصة حماية حقوق النساء أثناء النزاع كما وردت في قرار مجلس الأمن الدولي (1325) بالإضافة الى أن تلك الأفلام تُمثل وثائق تسجيلية للتاريخ والمستقبل".

ونوهت عدوان إلى أن مركز الإعلام المجتمعي منذ تأسيسه يدعم ويعزز مهارات الشباب/ات والنساء المهتمين/ات بإنتاج الأفلام الوثائقية؛ وذلك بهدف احتضانهم ومساعدتهم في إنتاج أفلام تعكس حالة حقوق الإنسان في فلسطين، وتُعبر عن أحلام الفلسطينيين/ات، وتحديداً النساء والشباب منهم، وتُبرز حقهم في التمتع بحياة آمنة وهادئة يسود فيها العدل، وتُحفظ فيها الحقوق.

فيما أوصى المشاركون/ات بتنفيذ المزيد من عروض الأفلام، ومناقشتها مع كافة أفراد المجتمع، وعرضها على جهات صنع القرار، والمجتمع الدّولي. كما وعبّر المشاركون/ات عن حاجتهم لتطوير قدراتهم واستثمار مواهبهم في مجال إنتاج الأفلام الوثائقية، لاسيّما وأنها "تساهم في معالجة القضايا بطريقة مُختلفة، وتخلق ساحة للحوار والتفاكر ذات قيّمة وممتعة وشيّقة، وتساعد على النظر للواقع والانتهاكات من منظور حقوقي يساهم في تطوير أساليب عرض الرواية الفلسطينية". حسب إحدى المشاركات.

ومن جهتها أشارت عدوان إلى أن مركز الإعلام المجتمعي سيواصل إنتاج وعرض أفلام حول حقوق المرأة والشباب في الأعوام القادمة؛ من أجل ترسيخ فكرة استخدام الأفلام في التعبير عن حالة حقوق الإنسان في فلسطين بالتركيز على حقوق المرأة والشباب في قطاع غزة، كبديل مؤقت للسينما الغائبة عن المشهد الثقافي والفني في قطاع غزة منذ سنوات.

يُذكر أن مركز الإعلام المجتمعي (CMC) هو مؤسسة أهلية تعمل في قطاع غزة منذ عام 2007، تسعى لتطوير دور الإعلام في تناوله للقضايا المجتمعية، وتعزيز قيم الديمقراطية والمساواة وثقافة حقوق الإنسان، مع التركيز على قضايا المرأة والشباب وتسليط الضوء عليها بشتى الوسائل الإعلامية ضمن النهج القائم على حقوق الإنسان.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة