ذكر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بأنه "بعد مئات التهديدات المتكررة ضد عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير وعائلته، تم رفع مستوى الحماية له إلى مستوى يكاد يكون مساويًا لمستوى حماية وزير الجيش، ثاني أكثر طبقات الحماية للشخصيات في إسرائيل بعد رئيس الوزراء ".
وحسب الموقع، " وحدة عوز هي وحدة أمن الأفراد التابعة لحرس الكنيست، ترافق بن غفير مؤخرًا في كل وقت، كما يتحرك عربة مصفحة، ويصل فريق الأمن لتمشيط الأماكن التي من المفترض أن يزورها قبل وصوله، كما أن منزل بن غفير متصل بشبكة من الكاميرات، وتقرر مؤخرًا إنشاء مركز حراسة خارج منزله في كريات أربع يعمل على مدار الساعة.
من هو ايتمار بن غفير:
بن غفير، المولود بالقدس الغربية عام 1976 لأم وأب من يهود العراق، معروف بمواقفه المتطرفة تجاه الفلسطينيين وهو من سكان مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي الخليل بجنوب الضفة الغربية، بحسب صفحته على موقع الكنيست.
برز اسم بن غفير في كل الأحزاب اليهودية المتطرفة بدءا من "موليدت"، الذي دعا إلى تهجير المواطنين العرب من إسرائيل، مرورا بحزب "كاخ" المصنف إرهابيا بالقانون الإسرائيلي، وصولا إلى حزب "الصهيونية الدينية" الذي أدخله إلى الكنيست في إبريل/نيسان 2021 بعد محاولات فاشلة.
وعندما بلغ سن 18 عاما، تم إعفاءه من الخدمة الإلزامية بالجيش الإسرائيلي، بسبب مواقفه اليمينية المتشددة.
وقالت صحيفة "هآرتس" في إبريل/نيسان 2018: "طوّر بن غفير سمعة كافية باعتباره محرضًا مراهقًا، ليتم حرمانه من الخدمة في الجيش، وهي شارة العار التي يرتديها حتى يومنا هذا".
ونقلت عن بن غفير قوله: "الجيش الإسرائيلي خسر، عندما لم يأخذني".
محامي المتطرفين وقتلة الفلسطينيين
درس بن غفير القانون، ولكنّ نقابة المحامين في إسرائيل رفضت طلبه العضوية، بسبب سجله الجنائي، ولكن بعد احتجاجات قادها بنفسها، تم السماح له بالانتساب للنقابة.
ففي شهر يناير/كانون الثاني 2011، كتب موقع "واللا" : "رفضت اللجنة المركزية لنقابة المحامين الإسرائيلية طلبا من الناشط اليميني إيتمار بن غفير للحصول على إذن، للتخصص كمحام".
وأضاف: "تخرج بن غفير من كلية الحقوق قبل نحو ثلاث سنوات (2008 آنذاك)، ولكن بما أن لديه سجلا جنائيا لتورطه في مظاهرات وأنشطة لليمين المتطرف، فإنه مطالب بالحصول على موافقة اللجنة، قبل أن يتمكن من التخصص (كمحامٍ).. كان هناك اعتراض قوي على السماح لبن غفير بالتخصص".
ولكن في شهر يونيو/حزيران 2012، قالت صحيفة "معاريف" : "اجتاز الناشط اليميني المتطرف امتحانات نقابة المحامين بعد صراع طويل".
ومع حصوله على شهادة مزاولة المحاماة، برز بن غفير كمدافع عن عناصر اليمين المتشدد المتهمين بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين، بما فيه جماعة "لاهافا" اليمينية المتهمة بتنفيذ هجمات ضد فلسطينيين.
وبدورها، فقد أشارت صحيفة "هآرتس" في إبريل/نيسان 2018، إلى أن قائمة موكليه، كمحام، شملت "المشتبه بهم في قضايا الإرهاب اليهودي وجرائم الكراهية في إسرائيل".
وقالت آنذاك: "بن غفير يدافع أمام المحاكم، كمحام، عن اثنين من المراهقين المزعوم تورطهم في هجوم بقرية دوما بالضفة الغربية، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد عائلة دوابشة".
وكان مستوطنون قد ألقوا مواد حارقة على منزل عائلة دوابشة، وهم نيام، في يوليو/تموز 2015، ما أدى إلى مقتل أب وأم وطفل يبلغ من العمر (18 شهرا)، إضافة إلى التسبب بحروق كبيرة لطفل عمره 4 سنوات.
وأشارت "هآرتس" إلى أن بن غفير دافع أمام القضاء، أيضا عن المستوطن دانيال بينر، من مستوطنة "تبوح" شمال الضفة الغربية الذي تم احتجازه لرقصه بسلاح، في مقطع زفاف مثير للجدل احتفالًا بالهجوم على عائلة دوابشة.
كما مثّل موكلًا آخر، طعن يهوديًا، بعد أن ظن أنه عربي، ومستوطنا كان متهمًا بإضرام النار في كنيسة، بالإضافة إلى مراهق يشتبه في مهاجمته الحاخام أريك أشرمان، من منظمة "حاخامات من أجل حقوق الإنسان"، الرافضة للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة.
وقالت هآرتس، إن بن غفير يدافع عن المتطرفين، بدون مقابل.
وفي هذا الصدد نقلت عنه قوله: "إنني لا أفعل ذلك من أجل المال، في أفضل السيناريوهات، أُغطي نفقات الوقود الخاصة بي. السبب في أنني أفعل ذلك هو أنني أؤمن حقًا أنني بحاجة لمساعدة هؤلاء الأشخاص ".
ودافع بن غفير أيضا عن "شبان التلال"، وهم مستوطنون متهمون بالاستيلاء على أراض فلسطينية خاصة، والاعتداء على فلسطينيين، والذين وصفهم بأنهم: "ملح الأرض. هؤلاء الأطفال الذين يسكنون قمم تلال يهودا والسامرة (الضفة الغربية) هم أكبر الصهاينة الموجودين".
امتداد لحزب كاخ الإرهابي
ويقول المحامي خالد زبارقة، من مدينة اللد : "بن غفير هو متطرف ينتمي إلى المجموعات الإسرائيلية المتطرفة، التي تقوم بعمليات إرهابية ضد الفلسطينيين سواء حرق المزروعات وقتل الفلسطينيين".
ويضيف زبارقة لوكالة الأناضول: "هو ينتمي إلى حزب (كاخ) الذي أسسه مئير كهانا، وهو ينتمي إلى أفكار هذا الحزب، وأيديولوجية هذا الحزب المحظور الذي يدعو إلى طرد العرب وتحويل إسرائيل إلى دولة يهودية بالكامل".
وتابع: "هو متطرف، يعتمد على العنف وعلى نشر الفوضى في تنفيذ مخططاته وأيديولوجيته، هو يحمل أيديولوجية خطيرة جدا، تستهدف الوجود العربي بشكل مباشر".
وأكمل: "هو يعتقد أن يهودية الدولة، بمفهومه، تعتمد بالأساس على طرد العرب وإقامة دولة يهودية وهو يحمل أفكار متطرفة جدا".
ويقول مركز "مساواة" لحقوق المواطنين العرب في إسرائيل على موقعه الإلكتروني: "كان إيتمار بن غفير جزءًا من حزب (كاخ)، الراديكالي، والذي حظرته الحكومة الإسرائيلية في نهاية المطاف في عام 1994".
وأضاف: "على الرغم من الادعاء بأن حزبه المتطرف، لا يتبع نفس الخط الحزبي مثل حزب كاخ، فإنه ما يزال يؤيد ويدفع نفس السياسات".
وتابع: "لقد دعا بن غفير إلى طرد المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل، الذين يدّعي أنهم ليسوا موالين للدولة، وكانت هناك صورة معلقة في منزله له مع باروخ غولدشتاين، الذي ذبح 29 مسلمًا في الحرم الإبراهيمي عام 1994، لكنه أزالها من أجل الترشح لعضوية الكنيست".
وتابع: "وزّع بن غفير إعلانات تحرض على أعضاء الكنيست العرب الفلسطينيين، قائلا إنهم "قنبلة موقوتة"، ووزع ملصقات كتب عليها "إما نحن أو هم .. اطردوا العدو العربي. (زعيم حزب كاخ مائير) كهانا على حق".
وبدأت شهرة بن غفير قبل أسابيع قليلة من اغتيال رئيس الوزراء الراحل، اسحاق رابين، في نوفمبر/تشرين الثاني 1995، إذ ظهر على شاشة التلفزيون في ذلك الوقت، وهو يلوّح بقطعة مسروقة من سيارة رابين، وهو يهدد: "وصلنا إلى سيارته، وسنصل إليه أيضًا".
وكان متطرف إسرائيلي، يدعى إيغال عامير اغتال رابين في وسط تل أبيب، بداعي توصله إلى اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين عام 1993.
وأضافت الصحيفة: "تم توجيه الاتهام إليه أكثر من 50 مرة، بارتكاب أشكال مختلفة من التحريض، لكنه يعتقد أنه قد يكون لديه رقم قياسي وطني في أحكام البراءة، حيث تم إسقاط جميع التهم الموجهة إليه تقريبًا، في نهاية المطاف".
وعن استيطانه وعائلته بالضفة الغربية يكرر بن غفير قوله للإعلام العبري: "أعتقد أننا في مهمة هامة، هناك".