اغتيال صياد خدايي في قلب طهران هل يعيد خلط الأوراق

بقلم: علي ابوحبله

العقيد في الحرس الثوري صياد خدايي
  • المحامي علي ابوحبله

تعد عملية اغتيال صياد خدابي في قلب طهران أبرز هجوم يستهدف شخصية إيرانية على أراضي الجمهورية الإسلامية منذ نوفبمر/تشرين الثاني 2020 لدى اغتيال العالم النووي، محسن فخري زاده بإطلاق نار استهدف موكبه قرب العاصمة، في عملية اتهمت طهران "إسرائيل" بتنفيذها.

ويشار  إلى ان أحد مرافقي قائد اللواء 110 "سلمان الفارسي" التابع لحرس الثورة الإسلامية، العميد حسين الماسي، استشهد في مدينة زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشستان في جنوب شرق إيران، إثر تعرّض موكبه لإطلاق نار من قبل مجموعة وصفتها طهران بالارهابيه ، في شهر أبريل/ نيسان الفائت.

وأشارت وكالة فارس إلى أنّ فريق عمليات الحرس الثوري الإيراني تمكّن من اعتقال المسلحين الذين أطلقوا النار على سيارتهم ، وأعلنت أنّ  المستهدف في الاغتيال هو محمود آبسالان، نجل العميد برويز آبسالان، نائب قائد حرس الثورة في المحافظة. وينبغي الاشاره إلى أن الحرس الثوري الإيراني، أعلن في التاسع من شهر مارس/آذار، اغتيال د 2 من عناصره بضربة صهيونية على سوريا، متوعدا "إسرائيل" بأنها "ستدفع ثمن" هذه العملية.وقال في بيان "إثر الجريمة التي نفذها الكيان الصهيوني بقصف صاروخي على ريف دمشق بسوريا، استشهد اثنان من أفراد الحرس الثوري"، مبينا أن القتيلين هما العقيد حرس إحسان كربلائي بور، والعقيد حرس مرتضى سعيد نجاد.

وجرى اغتيال العقيد خدايي بهجوم مسلح نفذه شخصان يستقلان دراجة نارية عندما كان يركب سيارته الشخصية من طراز "برايد" أمام منزله شرق العاصمة طهران ، وذكرت قناة "قدس" التابعة لفيلق القدس الإيراني في "تلغرام"، إن "العقيد خدايي كان عاداً للتو وقبل أيام من مهمته في سوريا".

فيما ذكر موقع "دفاع برس" التابع لوزارة الدفاع الإيرانية، إن "العقيد حسن صياد خدايي الذي جرى اغتياله في طهران، كان يتولى منصب معاون مدير قسم البحث والتطوير التكنولوجي في هيئة الصناعات الدفاعية التابعة لوزارة الدفاع".بدوره، قال موقع "نسيم" التابعة لجهاز الاستخبارات للحرس الثوري، إن العقيد "خدايي" الذي اغتيل في شرق طهران كان مسئولا عن نقل تقنية صناعة الصواريخ إلى حزب الله اللبناني، كما تولى نقل الأسلحة إلى سوريا ولبنان وتزويد الجماعات الفلسطينية بالأسلحة".

وأضاف الموقع إنه "كان أحد مساعدي قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني الذي تم اغتياله في العراق بطائرة أمريكية مسيرة مطلع عام 2020".ووفق موقع "جاده إيران" المقرب من النظام الإيراني، فإن" خدايي لعب دورًا بارزًا في الصناعات العسكرية، لا سيما المتعلقة بالطائرات المسيرة".

فيما نقلت وسائل إعلام إيرانية عن الصحف الإسرائيلية قولها إن "العقيد خدايي كان مسؤولاً عن التخطيط لهجمات إرهابية واختطاف إسرائيليين".وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية، إن "اغتيال الضابط الحرس الثوري لا علاقة له ببرنامج إيران النووي، ويبدو أن هذا الاغتيال مرتبط بوجود إيران في سوريا ورسالة مباشرة من إسرائيل إلى إيران".

من جانبها، ذكرت وكالة أنباء "نورنيوز" التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن "اغتيال العقيد خدايي، تجاوز دون حساب لخط أحمر سيغيّر الكثير من المعادلات، ومنفذوا هذه العملية ومن يقفون خلفهم سيدفعون ثمناً باهظاً".

وعلى خلفية  الإمكانيات الاسرائيليه " الاستخباري والتسهيلات الدولية المعطاة لها في الإقليم وخارجه، تظهر، في كثير من الأحيان، على أنها الجهة التي تبادر إلى  القيام بعمليات ضد إيران وحلفائها، ومن تصريحات مسئولين إيرانيين قررت الرد على الاعتداءات الاسرائيليه  وعليه المبادرة إلى الردّ. والفعل الإيراني المبادَر إليه ردّاً على الاعتداءات الإسرائيلية قد يعيد خلط الأوراق ، ضمن  استراتجيه تحقيق الردع ومعادلات القوّة في المواجهة  بين الإيرانيين والإسرائيليين ويأتي اغتيال "إسرائيل" العقيد صياد خدايي في سياق المواجهة بين الجانبين. إلّا أن مسار المواجهة وتشعّبها يمنعان معرفة الفعل وردّ الفعل والردّ على الردّ. وتظهر هذه العملية حقائق، فيما تؤكد من جديد، على أخرى:

– الاغتيال كما يبدو من معطياته، مرتبط بالوجود الإيراني في الإقليم، وتحديداً في الساحة السورية، ولم يأتِ على خلفية البرنامج النووي الإيراني، كما حصل في السابق.، الكرة الآن في ملعب إيران، التي عليها أن تقرّر  الرد على الاعتداءات الاسرائيليه من عدمها . وإذا كان الردّ بذاته يحقّق ردعا للاعتداءات "الإسرائيلية" أو لا، إلّا أن الواقع وميزان القدرة يشيران إلى أن المواجهة تتواصل وإن بأساليب مختلفة، ضمن حرب لا يقدّر لها أن تنتهي إلّا  باعادة خلط الاوراق في لعبة الصراع

 

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت