الشرطة الإسرائيلية تنشر مسار "مسيرة الأعلام" في القدس
حذر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله من أن "أي مساس بالمسجد الأقصى سيؤدي إلى انفجار كبير في المنطقة".
وقال نصر الله في كلمة بمناسبة "عيد المقاومة والتحرير" إن "أي مساس بالأقصى سيؤدي إلى ما لا يُحمد عقباه"، مشيرا إلى أنّ "المقاومة الفلسطينية أخذت خيارها بالرد على أي مساس بالمسجد الأقصى".
وأضاف "مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس قد تؤدي إلى انفجار كبير في فلسطين".
وقال نصر الله إنّ "العدو (إسرائيل) بواقع مأزوم ويعاني انقساماً داخلياً حاداً ونسبة لأي زمانٍ مضى لم يكن بهذا الضعف والوهن"، مشدداً على "حكومة العدو ألا تقوم بخطوة نتائجها كارثية على وجود الكيان المؤقت". كما قال
ودعا إلى الترقب والانتباه والاستعداد لما قد يجري وله تداعيات كبيرة على المنطقة وهذا يتوقف على "حماقة العدو" على حد تعبيره.
وتابع أنّ "المقاومة الجادة والقوية هي التي تجبر العدو على ارسال رسائل التطمين"، مشيراً إلى أنّ "الاختلاف والسجال على المقاومة قديم وهو قائم ويستمر وكل طرف استخدم الحجج التي لديه".
وأكد أنّ "هذه المقاومة أقوى مما تتوقعون وتتصورون وهي أقوى من أي زمن مضى ومعنوياتها عالية".
وفي وقت سابق اليوم، أفادت مصادر في المقاومة الفلسطينية لقناة "الميادين، بأنّ "المقاومة أجرت مباحثات عدة خلال الأيام الأخيرة مع الوسطاء بخصوص الاستفزازات التي يقوم بها الاحتلال في مدينة القدس".
وأكّدت المصادر أنّ "المقاومة أبلغت الوسطاء بأنّها لن تسكت على استفزازات الاحتلال ومحاولاته فرض وقائع جديدة في القدس وخاصة التقسيم الزماني والمكاني"، وأنها "لن تسمح بعربدة المستوطنين في القدس وشوارعها".
وشددت المقاومة على أنّ "الرد على مثل هذه الاستفزازات سيكون من كل الساحات بما فيها غزة"، مشيرةً إلى أنّ "كل الخيارات مطروحة على طاولة المقاومة لمواجهة استفزازات الاحتلال بما في ذلك الخيار العسكري".
وحذرت الرئاسة الفلسطينية، من أن سماح سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين بتنظيم "مسيرة الأعلام" في البلدة القديمة في مدينة القدس، يوم الأحد المقبل، سيؤدي إلى مزيد من "التوتر وتفجير الأوضاع".
وقال الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، في بيان، إن "الاحتلال يسيء مجددا تقدير عزيمة الشعب الفلسطيني وقيادته وقدرته على الصمود والتحدي، من خلال إصراره على تنفيذ المسيرة في القدس القديمة".
واعتبر أن ذلك "يأتي إذعانا رسميا للمتطرفين لليهود". فيما دعا المتحدث الرسمي الفلسطيني، حكومة الاحتلال إلى "التراجع عن هذه الاستفزازات التي لا تقود سوى إلى التوتر والعنف". وحمّل إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الذي سيؤدي إلى تفجير الأوضاع".
وأضاف أن "المتطرفين تجاوزوا بتهور وبشكل غير مسؤول كل الخطوط الحمر من خلال التهديد بنسف قبة الصخرة المشرفة، وإصرار الاحتلال على مواصلة الاعتداءات على الأماكن المقدسة". ودعا أبو ردينة المجتمع الدولي والإدارة الأميركية على وجه التحديد إلى "اتخاذ موقف واضح وصريح من هذه الاستفزازات الإسرائيلية".
ودعت حركة فتح "أبناء شعبنا للرباط ورفع أعلام فلسطين في القدس والأقصى يوم الأحد المقبل رداً على المسيرة المرتقبة للمستوطنين".
من جانبه، قال الناطق باسم حركة "حماس"، فوزي برهوم، في بيان، إن "سماح قيادة الاحتلال للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى والمساس بقدسيته فيما تسمى بمسيرات الأعلام تجاوز للخطوط الحمراء، سيجعلها تتحمل الأثمان الباهظة لسلوكياتها العنصرية المتطرفة".
وأضاف برهوم "نحذر حكومة الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء، والتي من شأنها إشعال الساحة وتفجير الأوضاع". ودعا الوسطاء في المنطقة (لم يحددهم) إلى "الضغط على حكومة الاحتلال وكبح جماحها وسحب صواعق التفجير".
ونشرت الشرطة الإسرائيلية، مساء الاربعاء، مخطط لمسار "مسيرة الأعلام" الاستفزازية التي يعتزم اليمين اليهودي تنظيمها في القدس المحتلة الأحد المقبل.
ورفعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من حالة التأهب في صفوف قواتها وعززها في مدينة القدس المحتلة والمدن التاريخية في مناطق الـ48 ونشر المزيد من بطاريات "القبة الحديدية"، وذلك تحسبا من اندلاع مواجهات وانفجار الأوضاع الأمنية نتيجة لـ"مسيرة الإعلام" الاستفزازية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11"، مساء الأربعاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، نشر المزيد في بطاريات القبة الحديدية في جميع أنحاء البلاد، تحسبا من إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة المحاصر، على خلفية "مسيرة الإعلام".
وأصدر المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، أوامر برفع حالة التأهب في صفوف قواته إلى درجة واحدة دون الدرجة القصوى، وذلك في ظل سماح سلطات الاحتلال لـ"مسيرة الأعلام" بالمرور من باب العامود ومنه إلى طريق الواد مرورا بالحي الإسلامي داخل أسوار البلدة القديمة وصولا إلى حائط البراق.
كما أمر شبتاي بإلغاء الإجازات لدى قوات الشرطة وحشد جميع العناصر التي تخدم في منطقة القدس وفي المدن التاريخية المسماة بالمدن المختلطة في الخطاب الإسرائيلي، فيما تقرر نشر أكثر من 3 آلاف شرطي في القدس، وسط توقعات بنشر المئات من عناصر الشرطة في المدن التاريخية، "مع التركيز على عكا واللد"، بحسب ما أفاد موقع "واينت" الإلكتروني.
ولفتت "كان 11" إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية بما في ذلك الجيش والشرطة والشاباك يرون ضرورة في إقامة المسيرة بمسارها المقترح ومرورها من باب العامود، واعتبرت القناة أن ذلك يأتي في محاولة إسرائيلية لفرض "أمر واقع" في القدس يسمح بإقامة "مسيرة الأعلام" سنويا في المدينة المحتلة.
وتنطلق المسيرة من الشق الغربي لمدينة القدس، بمشاركة آلاف المستوطنين، ومن المقرر أن تمر عبر منطقة باب العامود في القدس الشرقية المحتلة، وذلك يوم الأحد 29 أيار/ مايو لإحياء ما يسمى "يوم توحيد القدس"، وهو ذكرى ضمّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الجزء الشرقي من المدينة، بعد احتلاله في حزيران/ يونيو 1967.
وفيما أفادت التقارير العبرية بأن أجهزة أمن الاحتلال لم تتلقى إنذارات حول إمكانية وقوع عمليات تستهدف مسيرة المستوطنين، إلا أن قوات الاحتلال شنت حملة اعتقالات تصفها بـ"الاحترازية" شملت اعتقال نحو 100 شخص تدعي أنهم قد يقودون المواجهات مع الاحتلال أو يشاركون فيها.
وبحسب القناة الرسمية الإسرائيلية، فإن شرطة الاحتلال ستسمح بمرور ما يقدر بـ8 آلاف مستوطن من باب العامود ونحو 8 آلاف آخرين من باب الخليل؛ في حين ستعقد قيادة الشرطة جلسة لتقييم الأوضاع تتخذ خلالها قرارا بشأن طلب عضو الكنيست الكاهاني، إيتمار بن غفير، اقتحام الأقصى.