أجهزة الأمن الإسرائيلية توصي بعدم تغيير مسار "مسيرة الأعلام" واجتماع طارئ في غزة ..المقاومة ترفع حالة التأهب

صحيفة :"المقاومة بغزة ترفع حالة التأهب استعدادًا لتصعيد محتمل"

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، يوم الخميس، أن هناك إجماعي إسرائيلي من مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية وحتى من أعلى المستويات السياسية على أن تجري مسيرة الأعلام الاستفزازية في القدس المحتلة يوم الأحد المقبل وفق مسارها الذي كانت تسلكه كل عام في السنوات الأخيرة.

وبحسب الصحيفة، فإن الشاباك والجيش والشرطة وجميع الأجهزة الأمنية والعسكرية المختلفة أوصت رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بأن لا يتم تغيير مسار المسيرة، وأن تمر بشكل طبيعي من منطقة باب العامود رغم تهديدات حماس.

وأشارت الصحيفة، إلى أن المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في حال تأهب عالية لاحتمال التصعيد يوم الأحد، ولكن التقديرات تشير إلى أن حركة حماس غير معنية بالتصعيد.

وقال مصدر أمني إسرائيلي خلال مناقشات داخلية: "إذا قامت حماس بتفجير الأوضاع فيجب أن يكون الرد حادًا"، فيما أظهر بينيت موقفًا حازمًا خلال تلك المناقشات وشدد على أنه لا مجال لتغيير مسار المسيرة وأنه يجب الحفاظ على السيادة الإسرائيلية، محذرًا من أن تغييرها قبل يوم من "يوم القدس" من شأنه أن يفسر على أنه ضعف واستسلام لحماس.

وقال ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، إن حماس مردوعة ولا تريد تصعيدًا واسعًا، مشيرين إلى أن أي تصعيد سيكون مسؤول عنه محمد الضيف قائد كتائب القسام الذي كان هو من أمر بإطلاق الصواريخ على القدس العام الماضي.

جميع الأجنحة العسكرية في حالة ترقب شديد

ورفعت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، من حالة التأهب في صفوف عناصرها وخاصة وحداتها الصاروخية، استعدادًا لتصعيد محتمل مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل إصراره على مرور مسيرة الأعلام الاستفزازية يوم الأحد المقبل من باب العامود في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.

وتأتي هذه الخطوة، في ظل استعداد إسرائيلي أيضًا لاحتمال إطلاق صواريخ من قطاع غزة، حيث قرر جيش الاحتلال نشر مزيد من بطاريات القبة الحديدية، وتجهيز العديد من الخطط هجومية لاحتمال وقوع مثل هذا التصعيد، إلى جانب رفع حالة التأهب في القوات الجوية والدفاعية، وفقًا لوسائل إعلام عبرية مختلفة.

وتحلق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بدون طيار، بشكل مكثف في أجواء قطاع غزة منذ أيام، في إطار جمع المعلومات الاستخباراتية والاستعداد لضرب أي أهداف في حال وقع إطلاق أي صواريخ، كما كان المشهد في معارك سابقة.

وبحسب مصادر من المقاومة تحدثت لموقع صحيفة "القدس" الفلسطينية -"القدس" دوت كوم، فإن المقاومة بدأت في وقف الدورات العسكرية، وإخلاء مواقعها، ورفعت من جهوزيتها في ظل إمكانية انجرار الأوضاع لتصعيد محتمل خاصة في حال وقعت مواجهات عنيفة في القدس خلال مسيرة الأعلام قد تؤدي إلى وقوع شهداء في صفوف المقدسيين الذين يتجهزون بدورهم للتصدي لتلك المسيرة الاستفزازية، ومحاولة الاحتلال تثبيت معادلة جديدة لإظهار سيادته على المدينة المقدسة.

ووفقًا للمصادر، فإن بعض الأجنحة العسكرية أصدرت تعليماتها لوحداتها الصاروخية بالاستعداد الجيد لمثل هذه الخطوة، وأن تكون على أهبة الاستعداد التام لتوجيه صواريخها نحو مستوطنات ومدن إسرائيلية، واستمرار الحذر الشديد في التعامل الميداني مع الأحداث من خلال عدم إطلاق أي صواريخ بشكل فردي، ورهن ذلك بقرار قيادة المقاومة فقط.

وأشارت المصادر، إلى أن جميع الأجنحة العسكرية في حالة ترقب شديد وأن هناك إجماع داخلها بما في ذلك داخل غرفة العمليات المشتركة على أن الجميع غير معني بالتصعيد في الوقت الحالي خاصة وأن هناك قضايا مرتبطة بالعدوان الأخير في مايو/ أيار من العام الماضي لم يتم انجازها مثل ملف إعمار المنازل المدمرة.

وقالت المصادر: "إذا حدث الأمر بصورة فجة يوم الأحد المقبل، الأمر سيكون جر لمربع لا يريده أحد".

وبحسب مصادر مقربة من حركة حماس تحدثت لـ "القدس" دوت كوم، فإن المقاومة لا تريد أن تُسحب منها منجزات معركة "سيف القدس" العام الماضي، بعد أن منعت مسيرة الأعلام من المرور عبر باب العامود، لكن الأوضاع والظروف الصعبة في القطاع قد لا تسمح بمعركة جديدة، ولذلك فإن حالة التأهب في صفوف المقاومة ستكون لنقطة صفر تتمثل في خطوط حمراء وضعتها المقاومة لنفسها لا يمكن أن تسمح بتجاوزها.

ووفقًا للمصادر، فإن هناك تقديرات متفاوتة لدى قيادة الفصائل بغزة حول التعامل مع القضية، مشيرةً إلى أن حركة حماس تفضل حاليًا الامتناع عن الدخول في معركة كبيرة ولكنها تؤيد تصعيدًا محدودًا في حال تجاوز الاحتلال للخطوط التي حددتها المقاومة في معركتها السابقة.

وتشير المصادر إلى أن هناك حالة من العجز في رد فعل الوسطاء إزاء ما يجري، وأن هناك حالة من عدم القدرة في الضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه الأعمال الاستفزازية.

وكانت مصادر أخرى قالت ، في الأيام الماضية إن المقاومة وجهت رسائل للاحتلال عبر الوسطاء حذرت فيها من تصعيد الأوضاع بسبب مرور مسيرة الأعلام من منطقة باب العامود، وأنها لن تسمح بعودة الاستفزازات للقدس والاستمرار في اتخاذ قرارات جديدة تغير الوضع الراهن في المسجد الأقصى.

وبحسب قناة ريشت كان العبرية، فإن إسرائيل ردت على رسائل الوسطاء بإبداء رغبتها أنه لا رغبة لديها بالتصعيد وأن المسيرة ستمر وفق مسارها المعتاد في السنوات الأخيرة، وأنها سترد بقوة على أي محاولات للتصعيد من غزة.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن حركة حماس غير معنية بالتصعيد وأنها لا زالت في حالة "ردع" منذ عملية العام الماضي، إلا أن الحركة التي تسيطر على قطاع غزة تؤكد مرارًا وتكرارًا إنها لن تتوانى في الدفاع عن القدس والأقصى مهما كان الثمن.

اجتماع الطارئ بدعوة من نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة

وبدعوة عاجلة من نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة جميل مزهر، تعقد الفصائل الفلسطينيّة اجتماع الطارئ يوم الخميس الساعة الخامسة مساءً في مكتب الجبهة ، لتباحث تطورات الأوضاع في ظل إصرار الاحتلال على تنظيم مسيرة الأعلام.

الشيخ: استمرار القتل والهدم واستباحة أرضنا تنذر بدخول مرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، "إن استباحة المستوطنين للأراضي الفلسطينية ومسيرة الأعلام في القدس الشرقية، واستمرار القتل والهدم والاعتقال والاستيطان، تنذر بدخولنا مرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال في ظل حكومة متطرفة وصمت وعجز دوليين وكيل بمكيالين في تطبيق الشرعية الدولية."

الخارجية: تحويل القدس لثكنة عسكرية تحت شعار حماية مسيرة الأعلام يثبت فشل الاحتلال

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن تحويل القدس إلى ثكنة عسكرية تحت شعار "حماية مسيرة الأعلام"، يُسقط أية شرعية مزعومة للاحتلال في القدس، ويثبت من جديد أن القدس الشرقية مدينة محتلة وجزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة.

وأضافت الخارجية في بيان صحفي اليوم الخميس، أن ذلك يبرز أيضا عمق أزمة الاحتلال وفشله الذريع في ضم القدس، خاصة في ظل الصمود الأسطوري للمقدسيين وحفاظهم على جميع مظاهر عروبة القدس وهويتها وانتصاراتهم المتواصلة في الدفاع عن القدس ومقدساتها، والتي كان آخرها انتصارهم في معركة رفع العلم الفلسطيني في ربوع العاصمة المحتلة وتحديهم للاحتلال في تشييع الشهيدة شيرين أبو عاقلة والشهيد وليد الشريف.

وأدانت الخارجية، إصرار الحكومة الإسرائيلية على المضي في تنظيم ما تسمى بـ(مسيرة الأعلام) في القدس، وتعتبرها جزءا لا يتجزأ من تصعيد العدوان الإسرائيلي على المدينة المقدسة ومواطنيها ومقدساتها، وتحدٍ سافراً للمطالبات والمواقف الدولية والأميركية الهادفة لوقف التصعيد وتهدئة الأوضاع.

وأكدت أن هذه المسيرة وغيرها من أشكال عدوان الاحتلال على القدس محاولة لتصدير أزمات هذه الحكومة إلى الجانب الفلسطيني وعلى حساب الحقوق الفلسطينية.

وحذرت من استمرار التحشيد الممزوج بخطاب الكراهية والعنصرية الذي تقوم به الجماعات اليهودية المتطرفة لتجميع أكبر عدد ممكن من المتطرفين اليهود للمشاركة في مسيرة الاحتلال والاستفزاز والتخريب داخل أحياء وشوارع وأزقة القدس المحتلة وبشكل خاص بلدتها القديمة، وما يرافق هذا التحشيد من دعوات خطيرة لاستباحة المسجد الأقصى المبارك.

وأشارت إلى أن هذا التحشيد الإرهابي الظلامي ليس بعيدا عن السياسة الاستعمارية التي ينشغل الاحتلال في تكريسها يوميا في المسجد الأقصى المبارك عبر الكثير من الإشارات اللافتة والماثلة بشكل فاضح، كحصار المسجد الأقصى والتمهيد التدريجي لتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم، ومحاولة الجماعات اليهودية المتطرفة تحويل مشاهد أداء الطقوس التلمودية في باحات الأقصى إلى مشاهد مألوفة تترافق مع كل عملية اقتحام، وجعل اقتحام الحرم جزءا أساسيا في برنامج (المناسبات الوطنية) في دولة الاحتلال، وهو ما شهدناه خلال الاحتفال بـيوم تأسيس دولة الاحتلال، وهو ما نشهده أيضا هذه الأيام فيما يتعلق بإحياء الاحتلال ليوم (توحيد) القدس بعد احتلالها أو ما يعرف بـ(يوم القدس).

وحملت الخارجية، الحكومة الإسرائيلية برئاسة المتطرف نفتالي بينت المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات هذه المسيرة الاستفزازية، وترى أنها تعكس حقيقة التبني الإسرائيلي الرسمي غير المحدود لجميع أشكال الاعتداءات الاستيطانية التهويدية التي تتعرض لها الأماكن المقدسة كسياسة حكومية معتمدة.

وأكدت أن السياسة الاستعمارية الاستفزازية التي ينفذها الاحتلال ضد القدس ومواطنيها تُهدد بدفع ساحة الصراع نحو مربعات حرب دينية لا يمكن توقع نتائجها وتداعياتها.

عشرات المستوطنين يقتحمون "الأقصى" ودعوات للاعتكاف في رحابه

 واقتحم عشرات المستوطنين، يوم الخميس، المسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وأفادت مصادر مقدسية بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى المبارك على شكل مجموعات من جهة باب المغاربة وأدوا طقوسا تلمودية ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.

وعلى مدار الأسبوع تتوالى الدعوات للاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك، بدءا من غد الجمعة 27 أيار، ردًا على دعوات المستوطنين لاقتحام مركزي ومكثّف للمسجد الأقصى فيما يسمى "يوم توحيد القدس"، وهو اليوم الذي تم فيه احتلال شرقي القدس عام 1967، الذي يُصادف الأحد 29 من الشهر الجاري.

وكانت جماعات "الهيكل" المزعوم، قد دعت إلى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى احتفالًا بذكرى احتلال شرقي القدس، ورفع الأعلام في باحاته، وأداء طقوس تلمودية.

ويتعرض المسجد الأقصى بشكل يومي لاقتحامات المستوطنين ما عدا الجمعة والسبت، عبر مجموعات وعلى فترتين صباحية ومسائية، وبحماية سلطات الاحتلال، في محاولة احتلالية لفرض التقسيم الزماني والمكاني في الأقصى، وتزداد هذه حدة هذه الاقتحامات الاستفزازية في الأعياد والمناسبات اليهودية

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة - غزة - رام الله