اُختتمت مسيرة الأعلام الاستفزازية الإسرائيلية، مساء الأحد، بمشاركة عشرات آلاف ، حيث انطلقت من منطقة باب العامود، ومن ثمّ إلى البلدة القديمة من مدينة القدس، وانتهاءً بحائط البراق، الذي يسميه اليهود بـ"حائط المبكى".
وذكرت وسائل إعلام عبرية، من بينها قناة "كان" الرسمية وصحيفتا "يديعوت أحرنوت" و"معاريف" العبريتان، أنّ عشرات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين شاركوا بمسيرة الأعلام، في ظلّ إجراءات أمنية مشددة.
وتُنظم مسيرة الأعلام"، سنويا، احتفالا بالذكرى الـ 55 لاحتلال الشقّ الشرقي من مدينة القدس.
وردد المشاركون بمسيرة الأعلام هتافات مسيئة للنبي محمد، كما هتفوا: الموت للعرب.
وانطلقت المسيرة عند الساعة الرابعة مساء بتوقيت القدس ، وسط انتشار أمني كثيف، حيث كانت نقطة التجمع عند باب العامود.
وتوافد آلاف المستوطنين الإسرائيليين من أنحاء مدينة القدس ومدن أخرى، إلى منطقة باب العامود، ومحيطه، قبل أن يُكملوا المسير إلى البلدة القديمة، حيث وقعت هناك مناوشات خفيفة مع الفلسطينيين، قبل أن يختتموها في حائط البراق.
وقد أصيب 79 فلسطينيًا، جراء قمع واعتداء الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين للفلسطينيين داخل البلدة القديمة من مدينة القدس ومحيطها، بحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
وقالت الهلال الأحمر إنّ الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين اعتدوا على طواقمها، في محيط منطقة باب العامود.
وبالتزامن مع مسيرة الأعلام الإسرائيلية، قمعت القوات الإسرائيلية أكثر من مرّة، مئات الشبان الفلسطينيين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية في شارع صلاح الدين على بعد مئات الأمتار.
ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية، عن الشرطة قولها، إنّ الأخيرة اعتقلت ما لا يقل عن 50 فلسطينيًا، خلال أحداث مسيرة الأعلام الإسرائيلية.
وخلال المسيرة، اعتدى مستوطنون، على فلسطينيين ومنازلهم، في "مخيم الصمود"، بحيّ الشيخ جراح، وسط القدس الشرقية، بالحجارة، ما ألحق خسائر مادية ببعض السيارات.
وبحسب شهود عيان، فقد تصدى سكان المخيم لاعتداءات المستوطنين، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وسبق مسيرة الأعلام، اقتحام مئات المستوطنين للمسجد الأقصى، صباح الأحد، وفي فترة ما بعد صلاة الظهر.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن عدد المقتحمين للمسجد الأقصى بلغ 1687 مستوطنا.
وشهدت اقتحامات الأحد، أداء عشرات المستوطنين صلوات دينية، تمددوا خلالها على الأرض في باحات المسجد الأقصى، فيما يعرف بـ "السجود الملحمي عند اليهود"، ورفع آخرون الأعلام الإسرائيلية.
وفي الضفة الغربية أُصيب، عشرات الفلسطينيين، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، اندلعت في مواقع متفرقة، ردا على تنظيم "مسيرة الأعلام".
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن 18 شخصا أصيبوا بالرصاص الحي، والباقي بالرصاص المطاطي، وبالاختناق بالغاز.
وأدانت فلسطين، تنظيم مسيرة الأعلام، واعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، في مدينة القدس.
وحذّر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في بيان صحفي نشره عبر صفحته على موقع فيسبوك، من "التبعات الخطيرة لتلك المسيرة، وما تمثله من استفزازات لمشاعر المواطنين واقتحامها لساحات المسجد الأقصى المبارك".
كما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان صحفي "مسيرة الأعلام، وما رافقها من اعتداءات وعمليات قمع وتنكيل وحشية بحق المقدسيين وعشرات الفلسطينيين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية في القدس بمن فيهم نساء وأطفال، واعتقال العشرات منهم".
واستنكرت الخارجية، أعمال "العربدة والاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم في القدس وبلداتها وأحيائها، بما في ذلك البلدة القديمة وحي الشيخ جراح وباب العامود، والتي نفذها آلاف المستوطنين المتطرفين بحراسة شرطة الاحتلال".