تكريم مستحقّ...وتكليف

بقلم: حسن عبادي

صورة تكريم د. لينا.jpg
  • حسن عبادي/حيفا

السلام عليكم

بدايةً؛  يسعدني ويشرّفني أن أقف بينكم في هذه المناسبة الاستثنائيّة وأنتهز الفرصة لأشكر القيّمين على هذا الحفل منحي شرف المشاركة.

تعرّفت على د. لينا شخشير قبل سنوات؛ شبّك بيننا الصديق فراس حجّ محمد، وشاركنا معًا في عدّة لقاءات نظّمها الصديق الراحل أبو رأفت في دار الفاروق لمناقشة كتب محليّة.

منذ ثلاث سنوات تربطني علاقة خاصّة مع أسرى يكتبون من خلف القضبان، وفوجئت حين تواصلت معي الدكتورة لينا عارضة فكرة "مسابقة" رمضانيّة حول أسرى يكتبون، وفعلًا رتّبَت ونظّمت ثلاثين حلقة، كلّ حلقةٍ منها تناولت أسيرًا وكتاباتِه، وتوّجتها بأمسية رمضانيّة نظّمها منتدى المنارة للثقافة والإبداع بعنوان "حروف مضيئة في عتمة الزنازين" مساء الخميس 29/4/2021 ، تزامنًا مع يوم الأسير، وكان اللقاء في المركز الاجتماعي الثقافي (صبّانة كنعان سابقًا) حيث تناولنا، بمشاركة ذوي أسرى،  إفطارًا رمضانيًا أعدّه طاقم مطبخ مبرّة الخير، وأشارت إلى أن تلك الأمسية تُعقد على شرف المناضلين الأسرى الذين أضاءوا بحروفهم زنازين الاحتلال البغيض، وتناولنا السيرة الإبداعية لكتّاب نابلس الأسرى الذين ما زالوا خلف القضبان ومجمل منجزهم الإبداعي وما قدّموه من فكر وأدب للثقافة، مؤكدين مقولة "الثقافة مقاومة"، وهؤلاء الكتاب الأسرى هم: عمّار الزبن، ووائل الجاغوب، وياسر أبو بكر، وكميل أبو حنيش، وباسم خندقجي ومنذر مفلح، وتمّ إطلاق ديوان "أنانهم" وتوقيعُه للأسير أحمد العارضة وتكريمُه على منجزه الشعريّ، حيث تحدث الصديق فراس حج محمد عن الديوان، واختتمت الأمسية بمداخلات من الحاضرين وذوي الأسرى، ومنهم على ما أذكر إبراهيم العارضة (أخو الأسير أحمد) وبيسان (بنت الأسير عمار الزبن).

وتعمل الدكتورة جاهدةً على مشروع يتناول كتابات الأسرى وإبداعاتهم.

فوجئت ثانيةً حين دعتني الدكتورة  لينا للمشاركة يوم السبت 19/6/2021 في فعاليّة ثقافيّة مغايرة؛ معرض للفن التشكيلي وأمسية شعريّة تحت عنوان "بالريشة والقلم.. نخط الأمل"

تذكيراً بالنكسة التي صادفت ذكراها الرابعة والخمسين، وشهدنا عناق أخوة من جناحيّ الوطن السليب، لأنّ على هذه الأرض من يسحق الحياة... ومن يستحقّها، شهدنا عناق الكلمة الحرّة شعرًا مع الريشة الحرّة، وشهدنا عناق الكلّ الفلسطيني.

راودتني فكرة لقاء الكلّ الفلسطيني، والتواصل الثقافي للكلّ الفلسطيني، ووجدت الدكتورة لينا نِعم الشريك، ورتّبنا سويّة لقاء يوم السبت 28.08.2021 جمع أعضاءً من الاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيين- الكرمل 48 وكتّابًا من منطقة نابلس.

لم نعد نؤمن أنّ للبرتقالة شقّين، نحن جناحا الوطن،  

وعليه، فإنّ التواصل مع أهلنا في أيّ مكان واجب لا بدّ منه ليؤكّد أنّ الشعب العربي الفلسطينيّ شعبٌ واحدٌ وموحّد في الداخل والمنافي. ولا يمكن للوطن إلّا أن يحلّق بجناحيه، والتواصل المباشر يزيل الصورة النمطية عند البعض عن أهلنا في الداخل وفي الشتات.

هذه المبادرة نتاج رؤية ورؤيا تصبّ في ترسيخ مفهوم الكلّ الفلسطيني؛ شاء من شاء وشاء من أبى؛

حين علمت باختيار الدكتورة لينا كشخصيّة السنابل الثقافيّة للعام 2022  فرحت لها وبها فهي خير من يستحق. وبمعرفتي بها أعي جيدًا أنّها ترى بهذا الاختيار تكليفًا وليس فقط تشريفًا.

جئت من حيفا وكرملها  لأقول لعروستنا: ألف مبارك ومزيدًا من العطاء اللا متناهي.

                                                          السبت 28.05.2022 (نابلس/حيفا)

 

***مداخلتي في حفل تكريم شخصية السنابل الثقافيّة للعام 2022 (الدكتورة لينا عبد ربه شخشير) في قاعة ملتقى رجال الأعمال في نابلس

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت