جعجع ووهم الاكثريه

بقلم: علي ابوحبله

علي ابوحبله.webp
  • المحامي علي ابوحبله

بعد انتخابات مجلس النواب اللبناني تبجح حزب القوات اللبنانية ومعه داعميه وانصاره والمتحالفين معه بتحقيق الانتصار ومانشتيتات عريضه بالصحف الخليجيه والعربيه والاجنبيه عن هزيمة وانحسار لقوة حزب الله وانصاره وفقدانهم للاغلبيه

فقد أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الخميس ١٩ مايو ٢٠٢٢ فوز حزبه بأكبر تكتل في المجلس النيابي الجديد، مشيرا إلى أن نواب تكتل "القوات" لن ينتخبوا الرئيس الحالي نبيه بري لرئاسة المجلس الجديد.

وقال جعجع في مؤتمر صحافي اليوم ، إن تكتل القوات اللبنانية حصل على 19 مقعداً نيابياً بعد انتخابات الأحد الحالي، وتكتل التيار الوطني الحر حصل على 18 مقعداً، وأن للقوات اللبنانية 200 ألف صوت تفضيلي في الانتخابات، والتيار الوطني الحر 130 ألفاً".

وعن انتخاب رئيس للمجلس النيابي الجديد أشار جعجع إلى الأسس التي سينتخب تكتل القوات اللبنانية على أساسها رئيساً للمجلس النيابي، قائلاً إن "بري لا تنطبق عليه هذه الأسس، ولن نصوت له لرئاسة المجلس النيابي".

ورأى أن "على أي مرشح جدي لرئاسة مجلس النواب أن يتعهد بعدم إقفال المجلس النيابي، وتطبيق النظام الداخلي، والتعهد بالتصويت الإلكتروني، وإعادة القرار الاستراتيجي إلى الحكومة اللبنانية، وأن يعمل لتقوم الدولة بوضع السياسة الخارجية للبلاد وأن يكون القرار الأمني والعسكري بعهدة الجيش اللبناني" مضيفاً "الرئيس بري لا تنطبق عليه هذه المواصفات".

وعن نواب المعارضة قال: "نسعى للتعاون معهم، ونحن ونواب المعارضة نشكل أكثرية في المجلس النيابي"، مضيفاً " لا يهم من وصل إلى المجلس النيابي والمهم التغيير".

ودعا " كل النواب المعارضين من تغييرين ومستقلين إلى تحمل المسؤولية لتحقيق الهدف وهو التغيير بالفعل، ابتداءً من انتخاب رئيس المجلس النيابي".

وبعد عقد الجلسه الاولى لانتخاب رئيس لمجلس النواب كانت الصفعة والضربه الموجعه التي تعرض لها جعجع وتحالفه ، والتي أكدت نتائجها بما لا يقبل الشك، بأنه لا يمتلك أكثرية نيابية وان الذين راهنوا عليه قد خسروا الرهان وخسروا الاموال التي صرفت على الحمله الانتخابيه ، وثبت ان جعجع غير قادر على نسج تحالفات مع قوى سيادية أو تغييرية أو ثورية تساعده على تبديل المشهد البرلماني، خصوصا بعد فوز الرئيس نبيه بري بأكثرية (65 صوتا) ونائبه إلياس بوصعب بالأكثرية نفسها، وخسارة مرشحه زياد حواط (38 صوتا) أمام آلان عون (65 صوتا) في إنتخابات أمين السر الماروني في هيئة مكتب المجلس بفارق (27 صوتا).

كما يبدو، أن الدكتور سمير جعجع لم يخرج بعد من الصدمة النيابية التي أظهرت أن كل المؤتمرات الصحافية التي عقدها وكل التصريحات التي أدلى بها عقب إنتهاء الانتخابات النيابية سواء حول الأكثرية والأقلية، أو تلك التي وضعت شروطا ومواصفات وإملاءات على رئيس مجلس النواب ونائب الرئيس، كانت مجرد "سراب يحسبه الظمآن ماء"، وكانت جميعها اشبه باحلام اليقظه سرعان ما افاق على الحقيقه بعدما أبطلت نتائج إنتخابات الرئيس بري ونائبه بوصعب وهيئة المكتب "البروباغندا" السياسية التي إعتمدها جعجع على مدار أيام، وأزالت التضخم الذي حاول الايحاء به للخصوم وسقوط الاكثريه الموهومه التي يمتلكها

وعلى خلفية تجرع الحقيقه المره ووهم الاكثريه التي سقطت امام اول امتحان لانتخاب رئيسى لمجلس النواب واعادة انتخاب نبيه بري، لجأت قيادة القوات اللبنانية الى رفع السقف في مواقفها السياسية بهدف التعمية عن الخسارة التي تعرضت لها في مجلس النواب، حيث سارع جعجع الى فرض "الحُرُم" على كل رئيس جمهورية أو رئيس حكومة يدعمه حزب الله، كما شن بعض نوابه وكوادره هجوما عنيفا على الحزب وحلفائه لزوم التعمية المطلوبة، ما يؤكد أن القوات التي ما تزال ترفض الحقيقة النيابية وتفتقر الى الواقعية السياسية، تتجه إما الى تعطيل كل الاستحقاقات الدستورية في بلد لا يحكم إلا بالتوافق الكلي أو الجزئي، أو الى عزل نفسها خصوصا أن كثيرا من المستقلين والتغييريين يرفضون طروحاتها، بينما يعتبرها "النواب الثوار" واحدة من أركان المنظومة السياسية التي تسببت بالانهيار، خصوصا أنها كانت في حكومة الرئيس سعد الحريري خلال ثورة 17 تشرين قبل أن تنقلب عليها وتركب الثورة.

تنصح مصادر سياسية مواكبة قيادة القوات بأن تكون أكثر تواضعا، خصوصا أن "النرجسية" التي تتعاطى بها والانتصارات الوهمية التي تحاول إستثمارها، غير قابلة للصرف، وهي لم تترجم في الجلسة النيابية الأولى، لافتة الى أنه عندما كان هناك مصالح ومكاسب لجعجع في العام 2016 وضع يده مع التيار الوطني الحر، وبدأ الترويج لمرشح حزب الله العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، كما لم يتوان عن الاشادة بوزراء الحزب في مقابلة تلفزيونية، وبتبرئة وزراء الطاقة البرتقاليين من الاتهامات الكهربائية في أحد الخطابات.

يمكن القول بحسب مصادر لبنانيه ، إن القوات بدأت تتخبط سياسيا، بعدما وجدت نفسها عاجزة عن التأثير في مجلس النواب وأنها في أفضل الأحوال لا تستطيع أن تمون إلا على 38 صوتا نالهم مرشحها زياد حواط، وهذه الأصوات قابلة للتناقص وليس للزيادة، وذلك بحسب مصالح بعض السياديين والتغييريين الذين تبدلت أصواتهم بين موقع وآخر في الجلسة النيابية، علما أن الانهيار الكبير الحاصل لا يسمح لأحد بالترف، وبالتالي فإن الانقاذ الذي تُجمع عليه الكتل النيابية من تقليدية أو تغييرية أو ثورية لن ينتظر إستفاقة جعجع وقواته من حلم إمتلاك الأكثرية والتحكم بالسياسة اللبنانية.

هذه النتائج وهذه الحقيقه وعلى وقع هزيمة الاكثريه التي ادعى بها جعجع مما يفرض عليه وكتلته النيابيه التعامل بواقعيه وموضوعيه سياسيه وان يخفف من سقف مطالبه لانه عاجلا ام اجلا سيضطر للنزول عن سقف الشجره العاليه التي اعتلاها وسيضطر حلفائه وداعميه كذلك لانهم حقيقة صدموا من اول جلسه لمجلس النواب وحجم ما تمثله كتلتهم في مجلس النواب البالغ ١٢٨ نائب

ونحن في تحليلنا لا نميل لتاييد كتله بعينها وانما تحليلنا هذا ينطلق من حقيقة وواقع ما افرزته الانتخابات للمجلس النيابي مع كل تمنياتنا ان يعود لبنان لوجهه العروبي ذي التوجهات الوحدويه العربيه وهذا عهدنا بلبنان وحقيقتة ووجه لبنان االعربي القومي بتنوعه السياسي وثباته على مواقفه السياسيه ونظرته الوحدويه بعيدا عن هذا التقسيم الطائفي والفئوي الذي يقسم لبنان ويضعفه

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت