أجمع مختصون في قطاع غزة أن المقاومة قادرة على تحقيق السيادة الفلسطينية في القدس المحتلة، وأنها الطريق الأنجع للوصول إلى هذا الهدف.
جاء ذلك خلال ندوة حوارية نظمها مركز حوار للدراسات بعنوان "القدس في قلب المقاومة نحو تحقيق السيادة الفلسطينية"، وسط حضور أكاديميين ومحللين سياسيين وممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية.
وقال رئيس مؤسسة القدس الدولية أحمد أبو حلبية إن الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى تأتي في محاولة لفرض سيادتهم على المدينة المقدسة، لأداء طقوسهم المزعومة.
وأوضح أبو حلبية أن الاحتلال ومستوطنيه بدأوا بتنفيذ طقس يهودي جديد يتمثل بتقديم كأس خمر لكل مقتحم للأقصى من باب المغاربة، ويعتبرون ذلك طقسًا يهوديًّا مستحدثًا ورمزًا من رموز سيادتهم.
وأشار إلى أن السيادة على القدس بدأت بسيادة المسلمين عليها منذ فتح عمر بن الخطاب للمدينة المقدسة، حين تسلم مفاتيحها من النصارى سنة 15 هجرية وامتد ذلك حتى عام 1924 مع نهاية الخلافة العثمانية، ومنذ ذلك التاريخ وعلى مراحل الخلافات الإسلامية المتعاقبة بقيت السيادة بالأقصى للمسلمين.
وذكر أبو حلبية أن الوصاية على القدس بدأت مع انتهاء السيادة الإسلامية عليها واحتلال بريطانيا لفلسطين، اول وصاية كانت للشريف حسين، والذي عمل على إنهاء الخلافة العثمانية بالقدس، ثم كان تجديد الوصاية عام 1950 للملك عبد الله بن حسين-جد الملك حسين-ملك المملكة الهاشمية الأردنية.
وتجددت هذه الوصاية بعد ذلك للأردن ملكًا وحكومة في عام 1994 حين تم توقيع اتفاقية "وادي عربة"، وكانت آخر وصاية منذ الاتفاق الذي وقّع بين الرئيس محمود عباس والملك عبد الله بن حسين أن الوصاية ستكون فقط على الأقصى وكنيسة روم الأرثوذكس.
حق إسلامي
وأكد عميد كلية الشرطة والقانون بجامعة الأمة مازن نور الدين أن السيادة بالقدس حق ديني قبل أن يكون حقٌ عمقه قانوني، مشددًا على أن هذه السيادة لن تترسخ بالقدس إلاّ بتعزيز المقاومة التي تؤكد الحق الثابت والمشروع لشعبنا.
وأوضح نور الدين أن السيادة على القدس ليست حكرًا على كل فلسطيني، بل هي حق على كل مسلم على وجه الأرض، وهو واجب عليه أينما يكون بالدفاع عن هذه السيادة الإسلامية للقدس كاملةً.
وقانونيًّا، أشار إلى القرارات الدولية الصادرة عن عصبة الأمم وهي الأولى قبل تشكيل هيئة الأمم؛ سنجد أن القرارات بمجملها تؤكد أن للقدس وضع خاص لن يتغير مهما تآمر الغزاة عليها.
وأوصى نور الدين بتكثيف الاهتمام العربي والإسلامي بمدينة القدس، والعمل على تحرير هذه المدينة المقدسة، والضغط بتنفيذ القرارات الأممية الصادرة بحقها، والعمل على تعزيز الخطاب الفلسطيني العربي الموحّد حول القدس والأقصى.
من جهته، شدد المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو على أن محاولات الاحتلال في مدينة القدس بالقوة لن يعطيه الحق للسيادة فيها.
وأوضح سويرجو أن تطورت المواجهة مع الاحتلال عبر السنوات الماضية والحالية بالقدس أنتج حالة جديدة، وهي معادلة غزة القدس، وهي أخطر معادلة لأن سيادة المحتل أصبحت منقوصة.
وأكد أهمية اتباع المقاومة الثورية الواقعية بالصراع مع الاحتلال، والتجييش على أساس فهم علمي صحيح على طبيعة صراع مع المحتل، مشددًا على أن تحويل الصراع بالقدس إلى ديني ليس في مصلحة أحد.
سيف القدس
وأوضح القيادي بحركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل أن شعبنا من خلال معركة "سيف القدس" استطاع أن يؤكد للاحتلال أنه لا يمكن الاعتراف بسيادته على مدينة القدس، وأنه لا يمكن التنازل عن أي ذرة تراب من فلسطين.
وقال المدلل "الاحتلال شن حروبًا مدمرة على غزة، واقتحامات متكررة لمدن الضفة وخاصة جنين واعتداءاته بالأقصى يسعى لفرض سيادته على الأقصى؛ لكن أنّى له ذلك".
وأكد أن معركة "سيف القدس" استطاعت أن تصنع تحول جذري في الصراع مع احتلال، وضيفًا "مقاومة باتت حاضرة في القدس وتستطيع الدفاع عن الأقصى وشعبنا".
وأضاف "هذه المعركة أعادت القوة والوهج للقضية الفلسطينية؛ استطاعت سيف القدس أن تفجر المخزون النضالي المقاوم لدى شعبنا، لذا ما رأيناه من حالة اشتباك مستمر بعد هذه المعركة وتشكيل كتائب عسكرية بالضفة يؤكد أن جذوة الصراع لا زالت مستمرة".