يختلف واقع الأطفال في قطاع غزة عن بقية أطفال العالم، نتيجة الظروف التي يعيشونها في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر.
يذهب الطفل محمد الكحلوت (6 سنوات) إلى السوق يومياً، لبيع أصناف متعددة من الخضروات، لمساعدة والده في توفير الدخل اليومي لأسرتهم.
وبنبرة صوته المبحوحة يستمر بتكرار (البقدونس والروكا) لجذب الزبائن للشراء من بسطته المتواضعة، التي تكاد ألا تُرى، داخل سوق الشيخ رضوان بمدينة غزة.
يقول الكحلوت في حديث مع وكالة (APA) بعد أن انتهى الفصل الدراسي الثاني للصف الأول، وبدأت الاجازة الصيفية، توجهت إلى السوق لبيع الخضار وتخفيف الضغط عن والدي.
وأوضح أنه كان يخرج في البداية برفقة والده، إلى أن استطاع الاعتماد على ذاته في عملية البيع، وأصبح يذهب السوق وحيداً منذ ساعات الصباح الأولى ويستمر حتى المساء.
وبنبرة حزينة يقول الكحلوت "كنت أنتظر الاجازة الصيفية للتسجيل في مخيمات الأطفال، لكن حاجة والدي للمساعدة جعلتني أتجه إلى السوق بعيداً عن رغبتي في تعلم السباحة".
وعبر عن رغبته في تعلم السباحة خاصة في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، بدلاً من التعرض لها في السوق.
وذكر الكحلوت أن الدخل اليومي لا يتجاوز 20 شيكل، بالرغم من حرص الزبائن على الشراء منه، لتشجيعه والتخفيف عنه.
وفي ذات السياق يقول والد محمد، صائب الكحلوت، إن عُمر بسطة الخضار يتجاوز 12 عام، يذهب إليها كل يومياً لكسب دخله وعائلته المكونة من 6 أفراد.
وتطرق إلى ضرورة مساعدة طفله محمد له في ذات العمل "بعد أن أصبح محمد قادراً على مساعدتي، استعنت به لأرى مصالح أخرى، تساهم في زيادة الدخل اليومي".
ويرى صائب أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها أهالي قطاع غزة، تجبر أولياء الأمور على الاستعانة بأطفالهم لمساعدتهم في الأعمال اليومية.
ولفت إلى رغبته في تحسن الأوضاع الاقتصادية، ليأخذ طفله حقه في تحقيق رغباته وأحلامه البسيطة، بعيداً عن الأعمال الشاقة وساعات العمل الطويلة في السوق.
يصادف 12 يونيو اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، وهو يوم دشنته منظمة العمل الدولية لتركيز الاهتمام على مدى انتشار ظاهرة عمل الأطفال في العالم، وتعزيز الجهود للقضاء عليها، منذ عام 2002م.
