الحج في غزة... لمن استطاع إليه سبيلا

بقلم: بشرى حفيظ

حجاج قطاع غزة.jpg

يتوق الآلاف من المواطنين في قطاع غزة كل عام لتأدية فريضة الحج ويسعون بكل ما يستطيعون ليحظون بـ "فرصة العمر".  غير أنهم وبعد عامين من الانتظار تفاجؤوا بتكاليف الزيارة، التي أعلنت عنها اللجنة المنظمة للحج والعمرة والتي سجّلت رقما قياسيًّا غير مسبوق. لتسود بذلك حالة من السخط والإحباط حيث تراجع الكثير منهم عن أداء هذه الفريضة بسبب نقص الأموال التي تغطي كافة المصاريف.

تسعيرة خيالية

وقالت لجنة الحج في بيان لها، إن  تسعيرة الحج في قطاع غزة لعام -1443 هـ/ 2022م  بلغت (3470) دينارا أردنيا، وهو يعتبر من الأسعار الأعلى عالميا بالنسبة لأداء فريضة الحج بحسب المختصين.

 بزيادة كبيرة عن آخر موسم حج في عام 2019 وبلغت تكلفة الحج لعام 2019 في قطاع غزة، 2790 دينارا أردنيا، وفي الضفة الغربية 2570 دينارا أردنيا في عام 2019. على أن تشمل التكاليف بحسب الوزارة مصاريف النقل والسكن والخدمات الاجتماعية والصحية

من جهة اخرى خفضت السعودية عدد الحجاج إلى 45%، بما يعادل 2988 حاجا فلسطينيا يتوزعون على المحافظات الشمالية والجنوبية، مع اشتراط السعودية على أن يكون الحاج قد حصل على جرعتين كحد أدنى من مطعوم معترف به

وطالبت لجنة الحج الحجاج بدفع رسوم الحج مباشرة في فروع البنوك المذكورة دون وساطة الشركات، لافتة إلى أن وزارة الأوقاف غير مسئولة عن أي رسوم تدفع عن طريق الشركات.

ارتفاع تكاليف الحج في غزة ليس جديدا فدائما ما يشتكي سكان القطاع من الزيادات الغير المبررة وهو ما دفع الكثير منهم لتساؤل عن سبب الزيادات  حيث قال المواطن أحمد أبو جربوع:” وماذا عن طابور الحجاج الذين يخرجون دون دفع رسوم ؟ على من حساب من؟ هؤلاء سبب غلاء رسوم الحج”.

من جهته قال المواطن نادر شعت قال:" بالطبع التكلفة مرتفعة لأنكم تريدون أن يحج حجاجكم على حساب الشعب".

غضب واستهجان

وتأتي التسعيرة الجديدة وسط تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في قطاع غزة، نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض إلى جانب أزمة الرواتب، في قطاع غزة والتي أدت إلى شل الحركة التجارية، وإغلاق عشرات المنشآت الاقتصادية، وارتفاع نسبة البطالة والفقر، الذي وصل إلى نحو 81%.

وفور إعلان تسعيرة الحج، عبر عدد ممن انتظروا بفارغ الصبر عودة تسيير الرحلات عن غضبهم من الرسوم الباهظة التي وضعتها الجهات المختصة، رافضين كل المبررات التي قدمتها لارتفاع التسعيرة.

في المقابل عبر عدد من الإعلاميين والأكاديميين عن استهجانهم من قرار تسعيرة وزارة الأوقاف لرحلات الحج، ودعوا المواطنين إلى عدم التسجيل إلى حين الرجوع عن التسعيرة الحالية.

والله حجيت من صنعاء اليمن بمبلغ 300 دولار وخمسمائة ريال سعودي. تأمين لحين العودة تتم استردادها لكن بهذا المبلغ هذا فجور

المواطن سامر النجار علق على إعلان الوزارة في صفحتها عبر الفيس بوك :” والله العظيم حرام عليكم غالية جدا الواحد وزوجته بدهم 7000 دينار غير المصاريف”.

كانت هذه تعليقات المواطنين الذين تفاجؤوا من التسعيرة المبالغ فيها حسب نظرهم في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يتخبط فيها القطاع

في حين أثار الفارق الكبير بين تسعيرة الحج في غزة والضفة الغربية سخط المواطن أكرم سويدان الذي قال: ”الضفة الغربية 2700دينار لأن غزة  بخير اكتر من أهل الضفة زيادة 770دينار قفوهم أنهم مسئولون”.

في سياق ذلك قال الخبير الاقتصادي ماهر الطباع إن تسعيرة موسم العمرة لهذا العام مرتفعة جداً مقارنة بالواقع المعيشي للمواطنين، وهذا الارتفاع الكبير في أسعار التسجيل، يؤثر سلباً على شركات الحج والعمرة، التي انتظرت عودة الرحلات لتعويض الخسائر الفادحة التي تكبدتها من تراكم لأجور المكاتب وأجور العمال، نتيجة عزوف وتراجع الكثير من المواطنين على أداء مناسك العمرة.

أسباب ارتقاع التكاليف

في هذا الصدد برر المدير العام في لجنة الحج بوزارة الأوقاف والشئون الدينية في غزة مصطفى عازم في أن من يتحكم بارتفاع الأسعار المتعلقة بالحج بحسب العرض والطلب هي المملكة العربية السعودية، وتابع، "السعودية من سنوات أعلنت أن الحج والعمرة تستهلك من اقتصادها، واليوم أصبح الحج والعمر عبارة عن عمليات استثمار".

في حين قال مدير عام الحج والعمرة بوزارة الأوقاف عادل الصوالحة : إن "السبب الرئيس في ارتفاع تسعيرة الحج هذا العام بالنسبة لحجاج غزة، هو زيادة الرسوم في مخيمي عرفات ومنى وكذلك عوائد مؤسسة الزمامة والطوافة".

وأضاف أن "هناك زيادة ملحوظة وكبيرة جدًا في هذه الرسوم مقارنة بالمواسم الماضية"، موضحًا أن "رسوم هذا البند في موسم الحج الماضي كانت نحو 300 دينار، بينما الموسم الحالي ارتفعت لتصل 1028 دينارًا، بمعنى أن التكاليف ارتفعت في هذا البند فقط بنحو 700 دينار".

وردًا على سؤال حول الفارق في الأسعار بين غزة والضفة، أجاب أن حجاج الضفة يسافرون برًا إلى السعودية، ولا تفرض عليهم رسوم نقل جوي، لافتًا إلى أن تكلفة النقل الجوي لحجاج غزة 590 دينارًا.

وتابع: "حجاج قطاع غزة يدفعون 380 دينارًا لقاء رسوم النقل البري من معبر رفح إلى مطار القاهرة ذهابًا وإيابًا، وهي رسوم لا يتحملها حجاج الضفة كذلك".

وأوضح، أن أسباب ارتفاع تسعيرة الحج في هذا العام يعود للارتفاع العام في رسوم الخدمات المقدمة في المشاعر بمخيمي عرفات ومنى، وكذلك الارتفاع في رسوم عوائد مؤسسة الطوافة والزمامة، والإعاشة الإجبارية في عرفات ومنى لجميع الحجاج.

 

 

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - تقرير: بشرى حفيظ