عقدت رابطة الكتاب الأردنيين يوم الأحد 12.06.2022 ندوتها الدورية المخصصة لمناقشة الأعمال الأدبية لأسرى يكتبون خلف القضبان، وجاءت الندوة الرابعة والعشرون لتناقش كتاب "الرواحل الواقع والمأمول" للأسير محمود عبد الله عارضة، أحد أبطال "نفق الحريّة".
أدار اللقاء القاص محمد مشة من مقر رابطة الكتاب الأردنيين في عمّان، وبحضور عدد من أعضاء الرابطة، وشارك فيها نخبة من الكتاب متحدثين عن الكتاب عبر تطبيق زوم، وهم: الأستاذ محمد أبو علي، والناقد رائد الحواري، والأسير المحرّر رامز الحلبي والمحامي حسن عبادي، وختمت بكلمة لشقيقة الأسير هدى العارضة.
بدأ مدير الندوة كلامه وقدم شرحا موجزا عن سيرة حياة الأسير وإنجازاته الأدبية وتناول نبذة عن الكتاب.
ثم تناول الناقد رائد الحواري الكتاب بقراءة نقديّة ثاقبة جاء فيها: "نحن بأمس الحاجة إلى فكر إسلامي جديد يقدمنا إلى الأمام، وهذا الأمر يحتاج إلى تحرر من الأفكار والطرح القديم، الذي لم يعد يتقبله المتلقي، فلا يعقل أن نبقى نقدم الصورة التقليدية/الوردية للإسلام دون أن نتوغل إلى أعماقه، ونعلم كيف بنى الرسول الدولة الأولى في الإسلام، ثم نقف بموضوعية عند الخلافة، وكيف أشعل معاوية وعمرو بن العاص حربا ما زلنا ندفع ثمنها حتى الآن، كما علينا التوقف أمام حركات المعارضة والحركات الفكرية في الإسلام، من الخوارج والقرامطة مرورا بالمعتزلة ووصولا إلى أخوان الصفا والكتاب يمثل الطرح التقليدي للكتب الإسلامية، التي تتجاهل الحالة الوطنية والقومية وحتى الخصوصية الاجتماعية، فالخطاب الديني موجهة للمسلمين فقط، والمسلمين عامة أكثر منه لأهل فلسطين وبلاد الشام، وهذا يعطي إشارة إلى استثناء الطوائف الأخرى، وعلى أنهم (نكرة/غير مهمين، لا قيمة لهم ولا مكانة في أرض الإسلام والمسلمين.)
وفي قراءة موسعة للأستاذ محمد أبو علي عنونَها " عن الرواحل في زمن الردّة" تناول العنوان وجاء فيها "خرج علينا الأسير محمود عبد الله العارضة، بمنهج تأسيسي وتبسيطي للشخصية العربية الإسلامية التي تواجه العولمة وفوضى النشر، وأجندة العالم فضلًا عن العدو الواضح الجاثم على صدر الأمة... يركز على القراءة وأنواعها لفهم الواقع وتحليله...يومئ إلى استبداد النظام الرسمي العربي في العباد، والذي اتخذ الإفقار والتجهيل سياسة لتعزيز حضوره وبسط سطوته، كما يعالج أزمة التعليم ويؤكد ان النظام التعليمي المتهالك في الوطن العربي يخرّج موظفين لا مثقّفين... ينحاز للعلم كانحيازه للناس... يحاكي تجربة الإعلام العربية بعين الناقد، التي أطلق عليها بالسلطة الأولى، ينقد التنميط والتجهيل المستمر على الفضائيات الخطيرة كالقاذفات الحربية على سبيل المجاز، يحارب هذا النبت المسموم كما أطلق عليه، ويحذّر من خطورة المثقف المأجور الذي باع قلمه للاستبداد والاستعمار وأدواته... يقدم مراجعة نقدية شاملة لتجربة الإسلام الحركي في فلسطين، أين أخطأ وأين أصاب، ويقدم توصيات واضحة لئلا تتكرر الأخطاء في الفعل المقاوم، وينتقد حب الزعامة والعصبية الفصائلية، ويجيب عن التساؤلات السياسية والطائفية الخلافية بوضوح دون مواربة."
تلاه الأسير المحرّر رامز الحلبي، زميل الأسير الكاتب في زنازين الاحتلال، متحدّثًا عن الأسير الإنسان الذي يحمل همّ إخوانه في الأسر وأبناء شعبه ويرفض التطرّف وضد الداعشيّة وهو من رواحل الحركة الأسيرة وتطرّق للإهداء.
وفي كلمة لشقيقة الأسير هدى عارضة شكرت فيها رابطة الكتاب الأردنيين على جهودها المميزة في دعم الحركة الأسيرة وأدب الأسرى، تحدّثت عن الصعوبات في وصول حروف الأسرى من خلف القضبان حتى ترى النور كما قدّمت شكرها للمتحدثين في الندوة، وتحدّثت عن أخيها محمود وسمّته "فاتح الجلبوع" .
وفي مداخلة للمحامي الحيفاوي حسن عبادي شكر رابطة الكتّاب الأردنيين على تبنّيها للمبادرة ورعايتها لها وصارت الحاضنة الرئيسة والمنبر لأدب الحريّة، منوّهًا لإيمان المبادرة بالتعدّدية الفكريّة وحريّة الكلمة، فهي تشكّل منبر ومنصّة لجميع أطياف الحركة الأسيرة، وثمّن غاليًا دور مؤسّسة مهجة القدس في نشر فكر وأدب السجون.
هذا وشاركت الكاتبة الأردنيّة نجاة عساف والكاتبة المقدسيّة نزهة الرملاوي والأديب زياد جيوسي بمداخلات أثرت اللقاء.