التغيرات السياسية هل باتت تؤثر على الفلسطينيين بالخارج؟

بقلم: أحمد إبراهيم

الامارات.jpg
  • أحمد إبراهيم

هناك قضية استراتيجية يجب التطرق إليها عند الحديث عن التطورات السياسية من حولنا ، خاصة فيما يتعلق بعملية السلام الإسرائيلي مع الدول العربية في ظل تطورات الحالة السياسية على الصعيد الإقليمي وتواصل عملية السلام وقفزاتها على الصعيد الخليجي مع إسرائيل.
و المتابع لوسائل الإعلام الغربية سيجد أنها تبحث في تداعيات هذا السلام على الفلسطينيين في الخليج ، خاصة مع القوة التي تتمتع بها بعض من الفصائل الفلسطينية بتلك الدول ومنها مثلا حركة حماس أو الجهاد الإسلامي ممن يتواجد الكثير من عناصرها بهذه الدول.
وتزداد أهمية هذه النقطة خاصة وأن وضعنا في الاعتبار عدد من النقاط الهامة ـ أولها كشف بعض من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي عن إلقاء القبض على أحد رجال الأعمال وهو خضر الدن. (المصدر)
وتابعت أخيرا تقريرا نشره موقع المورد نيوز العراقي أخيرا إلى إلقاء القبض على الدن عقب اتهامه بالتسبب بأنشطته التجارية في الكثير من الخسائر التي لم تتوقف وديون عالية على التجار ممن يعمل معهم ويدين لهم بمبالغ كبيرة من المال.
صراحة توقفت كثيرا عند هذا التقرير ، خاصة وأن الموقع يشير إلى أن إسرائيل صادرت أموال خضر الدن المقدرة بمئات الآلاف من الدولارات وألقت باللائمة عليه في غسيل أموال لكتائب عز الدين القسام.
وقالت مصادر موثوقة إن رجال الأعمال الذين تضرروا مالياً من قبل شركة دبي يزعمون أن خضر الدين خاطروا بأموالهم وأخفوا علاقاتها التجارية بحركة حماس ويعملون على استرداد أموالهم.
صراحة هذا الكلام دقيق للغاية ، ومن صميم العمل الوطني الفلسطيني البحث به ، خاصة وأنه ويفرض علينا البحث في تداعيات هذه القضية ، وهل بالفعل هذه القضية ذات مصداقية ولها تداعيات سياسية واقتصادية على الساحة الإماراتية؟
عموما فإن هناك الكثير من الجهود التي تقوم بها القوى الفلسطينية بالخارج من أجل دعم حركة حماس ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية.
صراحة فإن دقة تلك القضية دفعتني لسؤال الزميل والأستاذ نظير مجلي الإعلامي العربي في الداخل الفلسطيني والذي قال لي صراحة إنه وبغض النظر عن هذه القضية فإن العلاقات بين الإمارات واسرائيل تمت في اطار مصالح ثنائية مشتركة وجزء من مواجهة تحديات اقليمية تتعلق بامن دول الخليج العربي مقابل النشاط الايراني العسكري والامني .
وأضاف مجلي في حديثه الشخصي لي إن هذه العلاقات لم تاتي للمساس بالقضية الفلسطينية. وهي علاقات بين ندين متكافئين. ولذلك ينبغي ان يستثمرها الفلسطينيون لصالح قضيتهم. وليس صدفة ان القيادة الفلسطينية الرسمية تراجعت عن هجومها على الإمارات .
والحقيقة ان أبو ظبي ساندت القضية الفلسطينية كل عمرها. وفي الأوضاع الجديدة وجدتها تشترط على اسرائيل الغاء قرار ضم غور الأردن وشمال البحر الميت، حتى وافقت على دفع اتفاقيات ابراهيم.
وكفلسطيني، اثق بقيادات الإمارات والسعودية أنها لا تفرط بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية وتعرف كيف توازن ما بين مصالحها الوطنية ومصلحة القضية الفلسطينية ، قضية العرب. عموما فإن من الواضح هو وجود الكثير من التطورات المتعلقة بهذه القضية ، وهو ما يفتح الباب لمناقشة مستقبل العلاقات الفلسطينية العربية على الصعيد الشعبي وتأثرها بالكثير من التطورات الجيوسياسية من حولنا.
أنتهى حديث نظير لي ولكن لم تنتهي القضية ، هذه القضية المعقدة والمثيرة للاهتمام التي تؤكد أن الفلسطينيين مثلهم مثل اي فئة يتأثرون لما يجري حولهم في العالم ، وهو ما يفرض علينا كثيرا من المرونة. حفظ الله فلسطين دوما .

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت