داخل مسبح كبير، يتلقى زهير عابد (47 عاماً) جلسة العلاج المائي، بمساعدة المختصين، في مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية بمدينة غزة.
أوضح عابد في حديث مع وكالة (APA) أنه مُصاب بشلل كامل، ولا يستطيع أن يُمارس أي نشاط حيوي، سوى داخل المسبح الذي يمشي بداخله خطوات متواضعة، أثناء جلسة العلاج المائي.
وأشار إلى تدرج استفادته من العلاج المائي "في بداية نزولي إلى المسبح لم أستطع الحركة حتى بمساعدة الأخصائيين، وبعد ذلك استطعت أن أخطو خطوة واحدة، والآن باستطاعتي أن أتحرك وحدي داخل البِركة بحذر شديد، وباستخدام الأدوات اللازمة".
وأضاف عابد، إن المجهود البدني الذي يبذله داخل المسبح أكبر من أي جهد آخر، ولرغبته الشديدة بالحركة يستمر في العلاج المائي، خاصة بعد أن لامس التحسن بشكل مبدأي، بعد أسابيع معدودة.
ويشجع الأشخاص المصابين بالأمراض الوظائفية على الاستمرار بالعلاج الطبيعي بأنواعه المتعددة، وعدم فقدان الأمل في الشفاء.
ويطمح عابد إلى استمرار علاجه الطبيعي باستخدام الماء، حتى يستطيع أن يستعيد قدرته على الحركة، بمساعدة الأخصائيين.
وفي ذات السياق يقول أخصائي العلاج الطبيعي في مستشفى حمد، محمد مرتجى، أن وحدة العلاج المائي، إحدى أقسام العلاج الطبيعي، المكون من قسم التأهيل، لافتاً إلى أنها الأولى من نوعها في قطاع غزة والوحيدة.
وأضاف، أن العلاج المائي يساهم بشكل كبير في تقليل مدة مكوث المرضى داخل المستشفيات، حيث تتقلص المدة الطويلة، وبالتالي تحسين الوضع النفسي للمريض.
وتابع مرتجى، أن من أهم فوائد العلاج المائي، مساعدة تحسين الحالة النفسية للمرضى، من خلال استطاعتهم ممارسة الأنشطة الحيوية داخل الماء، وتحفيزه على الاستمرار بالعلاج.
ولفت إلى أن العلاج المائي "خدمة متطورة، تعتمد بالأساس على استخدام الماء وخواصه في علاج المرضى، مثل الطفو والضغط والدفع، حيث تُساعدهم على آداء نشاطات، لا يستطيعون آدائها خارج السباحة ".
وأكمل مرتجى، أن العلاج المائي يُستخدم مع الأشخاص المُصابين في أمراض الشلل الدماغي والسكتة الدماغية (الشلل) وإصابات الحبل الشوكي.
وأشار إلى أهم الأنشطة التي يُمارسها المرضى في العلاج المائي، وتتمثل في السير والتوازن، والتمارين البدنية التي تحتاج إلى مجهود كبير من الأشخاص المصابين بأمراض وظائفية.
وتطرق مرتجى إلى أن أخصائيين العلاج الطبيعي المائي، في مستشفى حمد، مؤهلين وحاصلين على شهادات تدريبية عملية من خبرات خارجية في ذات المجال.
ونوه إلى أن أخصائيين العلاج الطبيعي، حاصلين على دورة الاسعافات الأولية، والسلامة والإنقاذ المائي، للحفاظ على سلامة المرضى داخل الماء.
ووفقاً لمرتجى "العلاج المائي ليس علم جديد، ولكن الوسائل العلاجية وطُرق استخدامها تطورت، لتحسين الوظائف الحيوية للمرضى".
وذكر أنه يوجد داخل قسم العلاج المائي طاقم مختبر وصيانة، للحفاظ على سلامة البركة ومنع العدوى، من خلال الفحص اليومي لنسبة الحرارة والتلوث في المسبح قبل السماح للمرضى بالنزول، والتحكم في عُمق الماء حسب الحاجة.