دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى دعم المقاومة كخيار استراتيجي في فلسطين والمنطقة، وكذلك استعادة عناصر الوحدة بين الأمة، وخاصة بين تياراتها المختلفة في المنطقة لتحقيق المصالحات داخل الدولة الواحدة أو بين مكونات الأمة.
واستعرض خلال كلمة له في المؤتمر القومي الإسلامي المنعقد في بيروت التحديات التي تواجه قضية فلسطين وقضايا المنطقة، وقال: التحديات اليوم أمام فلسطين والمنطقة أخطر بكثير من تلك المرحلة التي انطلق بها المؤتمر، ونحن أحوج ما نكون إلى تجديد الحياة لهذا المؤتمر ولكل التيارات التي ترفض الهيمنة الإسرائيلية والمشروع الصهيوني.
واعتبر أن ما يدفع إلى ذلك ثلاثة أبعاد مهمة، وهي: الخطر المحدق بقضية فلسطين والقدس، ومشاريع الاحتلال التي تستهدف الأقصى، إلى جانب التهويد والاستيطان وحصار غزة والمعاناة المتصاعدة لأهلنا في ال48 إلى جانب محاولة إسقاط حق العودة.
وأشار إلى أن البعد الثاني هو ما يجري من إعادة ترتيب المنطقة وفق المنظور الامريكي الصهيوني، الذي يتجاوز موضوع التطبيع المدان، والذي يخدم العدو الصهيوني إلى محاولة دمج الكيان الصهيوني دمجاً كاملاً عبر التحالفات العسكرية والأمنية لمواجهة تيار المقاومة في فلسطين والمنطقة.
وقال: إن الحرب الدائرة الآن بيت روسيا وأوكرانيا تشكل البعد الثالث، والتي سوف يترتب عليها نتائج تنعكس على الخارطة السياسية للعالم ومستقبل نظام القطب الواحد.
ودعا رئيس الحركة في ختام كلمته إلى التركيز على ثلاثة عناصر أساسية، أولها: دعم المقاومة في فلسطين كخيار استراتيجي لمواجهة مشاريع التصفية للقضية عبر مختلف الوسائل سياسياً ومالياً وقانونياً وإعلامياً، وفي كل المجالات.
وأضاف أن البعد الثاني هو استعادة عناصر الوحدة بين مكونات وتيارات الأمة، إذ نحن بحاجة إلى المصالحات داخل الدولة الواحدة، وكذلك بين مكونات الأمة، وإطلاق أوسع حوار بين التيارات المناهضة للاحتلال للاتفاق على المصالح العليا، وتحقيق تكامل الأدوار والتصدي للمشاريع التي تهب علينا.
كما دعا رئيس الحركة إلى وحدة ساحات وجبهات المقاومة، وعدم السماح للاحتلال أن يرسم المشهد القادم، وأن يحقق أي انتصار على الأمة.
وفي ختام كلمته للمؤتمرين وللأسرى، قال نطمئنكم على المقاومة، ونقول لأسرانا في سجون الاحتلال، سنحرركم بإذن الله بالمقاومة.
النخالة:" العدو فشل في كسر إرادة شعبنا في فلسطين فحاصره من الخارج"
من جانبه، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة، إن "صوت أحذية الغزاة الصهاينة أصبحت تصم آذان الجميع وهي تحاصرنا ونحن في بيوتنا وخاصة بعد حملات التطبيع التي لم تبقِ على شيء من بلادنا".
وأضاف النخالة في كلمته خلال المؤتمر القومي الإسلامي " إن العدو لم يستطع أن يكسر إرادة شعبنا الفلسطيني في داخل فلسطين، فقام بعملية التفاف كبرى لمحاصرته من الخارج، وقطع شرايين التواصل عنه مع شعوب أمتنا العربية والإسلامية".
وأوضح النخالة أن" العدو أصبح يؤدي الدور الأكبر في سياسات المنطقة، فيحاصر الفلسطينيين في كل شيء، وتفتح بعض العواصم العربية والإسلامية له."
وتابع بالقول: "تتحرك إسرائيل معتبرة حدودها الزمنية تشمل باكستان وإيران، حتى شمال أفريقيا، ومن تركيا حتى جنوب السودان، معتبرة كل ما بين ذلك قابلاً للتدخل الصهيوني اقتصاديًّا وأمنيًّا وعسكريًّا".
وزاد النخالة: يغفل النظام العربي عن دور الشعب الفلسطيني ومقاومته التي لم تتوقف يومًا واحدًا، وينفتح أكثر فأكثر على العدو في كل المجالات".
وأكد أن إنجازات المقاومة لم تعد تخفى على أحد، مضيفا:" فمن لبنان المقاومة التي ألحقت هزيمة كبرى بالعدو عام 2000 إلى انتصار عام 2006، إلى غزة المحاصرة التي خاضت أربعة حروب وما بينها، وأثبتت قدرتها على الصمود والمواجهة، إلى الضفة الغربية والقدس التي لا تهدأ مقاومةً وشهداء وأسرى".
وأشار إلى أن" الشعب الفلسطيني يخوض ملحمة تاريخية على امتداد فلسطين، رغم كل ما يحيط به من ظروف صعبة ومعقدة، "بينما إسرائيل تهرب إلى الأمام، وتستقوي علينا بأنظمتنا وقادة دولنا الذين لا يرون فينا إلا إرهابيين، ويطاردوننا في كل مكان ويحاصروننا من أجل إرضاء أميركا وإسرائيل" بحسب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي."
وتساءل النخالة: أي سلام هذا الذي يتحدثون عنه، ونحن نقتل في كل مكان، نقتل بالجوع، ونقتل بالرصاص، ونقتل بالحصار... ونفرط في استقلالنا وثرواتنا؟ علينا جميعًا أن ندرك أننا في مواجهة مشروع واحد وأننا جميعًا ضحية لعدو واحد يستند في خلفياته الثقافية والفكرية لرؤية واحدة تجاه مجتمعاتنا".
وبيّن أن "فلسطين تمثل نقطة التقاء لكل التيارات، ولكل الأحزاب والقوى في عالمنا العربي والإسلامي، مهما كانت ألوانها، ومهما كانت خلفياتها، مشيرا إلى أن الالتزام وتحديد المواقف هو الضمانة لعدم الانزلاق إلى الجانب الآخر."
وقال النخالة:" إن مسؤوليات كبرى تقع على عاتقنا اليوم، بإشاعة ثقافة المقاومة، بالكلمة والموقف، ودعم المقاومة في فلسطين بكل ما هو ممكن.. لنجعل من فلسطين عنوانًا دائمًا لجدول أعمالنا اليومي، وعلينا نحن كفلسطينيين، أن نقدم النموذج الأمثل لعلاقة القوى السياسية فيها، على قاعدة المقاومة وحمايتها والحفاظ عليها، وأن تكون طريقة حياة، ودليلاً لكل الأحرار من أمتنا".
وختم حديثه بالقول: "نعم، إن الطريق صعب وشاق، ولكن الشجعان وحدهم الذين يستطيعون أن يرسموا ملامح مستقبلنا".
الشيخ قاسم: الحل الحصري والوحيد لمواجهة إسرائيل هي المقاومة بكل أشكالها
بدوره، أكد نائب الامين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم ان "الحل الحصري والوحيد لمواجهة إسرائيل هي المقاومة بكل أشكالها وأي حل آخر هي مضيعة للوقت وعلى رأس هذه المقاومة هي المقاومة العسكرية ويجب دعمها لأنها وحدها ما يعيد فلسطين". ولفت الى ان "الكيان الصهيوني كيان يتكئ على فلسطين كمقدمة حتى يقدم على احتلال المنطقة من المحيط إلى الخليح" واشار الى ان "حامي القضية الفلسطينية الأساس هي شعبها ومقاومتها ولا يمكن إذا تخلى بعض العرب والمسلمين عن هذه القضية أن تركع فلسطين أو أن تستلم لان شعبها قرر أن يبقى في الميدان". كما قال
وقال الشيخ قاسم في كلمة له خلال المؤتمر القومي العربي الإسلامي "اسرائيل تعتقد أنها بالتهديدات ستُحدث قلقا في محور المقاومة ولكن أقول أنها تهديدات فارغة المحتوى".
وتابع "استمرارية وجود اسرائيل في منطقتنا قائمة على انشاء الحروب ولا يمكن أن تستمر بدون الحروب"، واشار الى انه "لم يكن أي خيار سياسي رعاه الغرب خيارًا سليمًا بل كان جزءًا من دعم الاحتلال العدواني التوسعي لا يقتصر على فلسطين".
واضاف ان "دول التطبيع تضر نفسها في المقام الاول كما تضر شعوبها وتضر فلسطين والأمة"، واوضح ان "أمريكا تعمل على تسخير كل شيء لخدمة الكيان الصهيوني ونحن كقوى المقاومة نعمل على حفظ سيادتنا وكرامة أوطاننا طالما الشعب والمقاومة يسيران في خط واحد للمواجهة".
واكد الشيخ قاسم "نحن على اتم الجهوزية وكنا في المناورة الكبرى على استنفار كامل وفي كل يوم نحن في استعداد واليوم نحن في أقوى مراحلنا مع حلفائنا في فلسطين ومحور المقاومة".
وتابع "نحن نتباهى مع حلفائنا بقوتنا العسكرية وجهوزينا ونذكرها ليطمئن جمهورنا وليعرف أنّه خلف قيادة قوية جاهزة للدفاع عنه وللمجتمع الإسرائيلي ليعلم أنه خلف قيادة ضعيفة".
واضاف "رأينا كيف حرر لبنان أرضه بجيشه وشعبه ومقاومته وكيف واجهت المقاومة عدوان تموز وانتصرت، كما رأينا المقاومة الفلسطنية كيف أوجدت في معركة سيف القدس مسارًا جديدًا بتاريخ الصراع مع المحتل". وشدد على ان "قوة محور المقاومة وجهده ودعم الجمهورية الإسلامية للقضية الفلسطينية بدون حساب واجتماع الدول تحت هذه الراية تعني أن النصر آت لا محال".