يبذل خبراء بغزة جهوداً حثيثة من أجل مكافحة ذبابة الزيتون، التي تنتشر في هذه الأوقات وتصل ذروتها مع بدء تخلّق الزيت في الثمار مطلع آب، وتشكل خطراً على المحصول وخصوصاً كمية الزيت ونوعيته.
ومع تنامي الطلب الخارجي، وتحديداً في دول الخليج على شراء زيت غزة خلال العامين الأخيرين وفق مواصفات صحية آمنة تتناسب وبروتوكلات هذه الدول وتتناسب مع المعايير الصحية العالمية والمحلية، بدأ خبراء وفنيو وزارة الزراعة بغزة باللجوء الى المكافحة الآمنة للقضاء على الحشرة التي تهدد جودة المحصول وربما خسارة الزبائن الخارجيين.
وتقوم المكافحة الآمنة على استبعاد اللجوء الى المواد والمبيدات الحشرية الكيميائية نهائياً، والاعتماد على الطرق الطبيعية كنصب المصائد الآمنة متعددة الأنواع التي تعمل على جذب الحشرة ومن ثم القضاء عليها.
ويقول الخبير الزراعي محمد أبو عودة، مسؤول البستنة الشجرية في وزارة الزراعة بغزة، إن الإقبال على استخدام المصائد الطبيعية اتسع خلال السنوات الأخيرة، بفضل الحملات والبرامج التوعوية والتثقيفية الواسعة التي تنفذ لصالح المزارعين.
وقال أبو عودة لصحيفة "الأيام" الفلسطينية انه من المهم جداً لسلامة المحصول هذا العام أن يلجأ جميع المزارعين لهذه الأساليب والطرق سيما في ظل توقعات بعام هو الأفضل على الإطلاق من حيث إنتاج الزيتون والمقدر بنحو 40 ألف طن.
وأوضح أبو عودة ان الحفاظ على جودة المحصول سيؤدي حتماً الى تصدير كميات كبيرة من الزيت الى دول الخليج والتي أبدت رغبة شديدة في استيراد كميات منه خلال الموسم المقبل.
وأشار إلى أن الوزارة بدأت منذ مطلع الشهر الجاري بحملات تدريب وتثقيف واسعة في صفوف المزارعين على كيفية استخدام الطرق الآمنة لمكافحة الحشرة ومنعهم من اللجوء الى المبيدات الحشرية الكيميائية التي تشكل خطراً على جودة الثمرة والزيت، ومن أبرز الطرق التي تدرب عليها المزارعون هي طرق المصائد اللونية والغذائية الجاذبة للحشرة.
واعتبر أبو عودة أن ذبابة الزيتون من الآفات الفتاكة التي تهدد محصول الزيتون وتنتشر بشكل كبير حالياً، وتشكل خطراً على كمية الإنتاج بسبب قدرتها على إلحاق الضرر في الثمر ونسبة الزيت فيه اذا لم يتم مكافحتها في الوقت المناسب والطرق الآمنة لضمان التسويق الجيد.
من جانبه، أكد الخبير الزراعي نزار الوحيدي ان ذبابة ثمار الزيتون بدأت خلال السنوات الأخيرة مع التغيرات المناخية تنتشر بقوة في قطاع غزة وتهاجم جميع المحاصيل الشجرية ومن ضمنها الزيتون وتشكل خطراً كبيراً على الجودة والإنتاج.
وأشار الى أن هناك العديد من طرق مكافحتها ولكن يبقى أفضلها اللجوء الى الطرق الحيوية الطبيعية لضمان السلامة الصحية والغذائية.
ولفت الوحيدي الى أن أبرز مضار هذه الذبابة على محصول الزيتون تسببها بسقوط الثمار المصابة على الأرض قبل نضجها، وعدم صلاحية الثمار المصابة للتخليل، وخفض نسبة الزيت في الثمار المصابة بنسبة قد تصل إلى أكثر من 25%، وتدني مواصفات الزيت الناتج وارتفاع نسبة الحموضة نتيجة تعفن الثمار.