- المحامي علي ابوحبله
عاد الحديث عن حلف "ناتو" شرق أوسطي على غرار حلف شمال الأطلسي. يقول الملك الأردني إنه يدعم تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي، على أن يتم ذلك مع الدول التي لديها نفس التفكير. هذا الموقف يأتي على بعد أيام قليلة من إعلان تل أبيب عن تحالف للدفاع الجوي المشترك في الشرق الأوسط في مواجهة إيران. لا تزال الفكرة غامضة، لذلك تطرح الكثير من علامات الاستفهام.. أولا ما مدى واقعية هذه الفكرة؟ من هي الدولة التي ستقود هذا التحالف؟ ومن هي الدول التي قد تنضم إليه؟ وما المقصود بالفكر المشترك؟ ثم هل يحظى حلف على شكل "الناتو" في الشرق الأوسط بتأييد شعوب المنطقة..
اسأله تطرح نفسها في ظل تغييب لنظرية الأمن القومي العربي ، وتجاهل للقضية الفلسطينية في ظل استمرار احتلال إسرائيل والتوسع في مشروعها الاستيطاني ، وأن مشاركة إسرائيل في الحلف المقترح يزيد من بؤر الصراع والتوتر في المنطقة وقد يفجر الصراعات الداخلية في الدول المشاركة في هذا الحلف
ويعلل العاهل الأردني هذا التوجه بتحديات تواجهها دول المنطقة أفرزتها الحرب في أوكرانيا، إضافة إلى الحاجة لتعاون أمني وعسكري في الشرق الأوسط. والحديث عن ناتوا شرق اوسطي يتزايد في ظل "دور إسرائيلي متقدم"
هي إذًا نسخة شرق أوسطية من حلف الناتو الذي تعمل بعض دول المنطقة عليه بنشاط، وتعد 6 دول عربية حاليًا حليفة للولايات المتحدة من خارج حلف الناتو. إلى ذلك، تظهر تصريحات المسئولين الإسرائيليين أن تل أبيب ستلعب دورًا متقدمًا في هذا التحالف. فقد أعلن وزير الدفاع بيني غانتس قبل أيام بناء إسرائيل تحالفًا دفاعيًا جويًا إقليميًا برعاية الولايات المتحدة. وكشفت وسائل إعلام أميركية عن نشر إسرائيل منظومات رادار في الإمارات والبحرين.
أعادت الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى الشرق الأوسط، الشهر المقبل، الحياة، لفكرة إنشاء تحالف عسكري في المنطقة، حيث ركز مختصون، ووسائل إعلام، خلال الأيام الأخيرة، على ضرورة التسريع في بلورتها على أرض الواقع. وخلال حديث لقناة "سي إن بي سي" الأميركية، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إنه سيدعم تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي، وكشف أن ذلك يمكن أن يتم مع الدول التي تشاطره الرأي.
حديث العاهل الأردني "ربما جاء بعد تأكيدات عن نية واشنطن في دعم الفكرة" لكن وجود خلافات بين الكثير من الدول التي من المزمع أن تكون عضوا في هذا التحالف قد يعيق تبلور الفكرة على أرض الواقع.ويُشار إلى أن فكرة إنشاء تحالف عسكري في الشرق الأوسط كثيرا ما راودت دول المنطقة بسبب تزايد التهديد الإيراني.، لكن وجود خلافات عميقة بين بعض دوله المفترضة، مثل قطر والإمارات والسعودية، والعراق، والكويت التي تربطها علاقات ما مع إيران "يمكن أن يعطل الفكرة". وأن إعطاء دور ريادي لإسرائيل في هذا المشروع يفرمل أي خطوه تجاه بلورة الفكرة ويقتلها في مهدها.
المحلل الإسرائيلي المختص في شؤون الشرق الأوسط في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، زفي بارئيل، قال في مقال رأي نشره الأسبوع الماضي، إن التقارير عن إنشاء تحالف دفاعي إقليمي، والذي سيضم إسرائيل وعدد من دول الشرق الأوسط الأخرى، بعث حياة جديدة في الفكرة المألوفة لتأسيس "حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط".
وقال: "سيكون هذا نوعًا من تحالف الدول العربية، الذي سيقيم مع إسرائيل درعًا دفاعيًا ضد التهديد المشترك المتمثل في إيران". لكنه عاد وقال إن الإحاطات الإعلامية الأخيرة التي قدمها مساعدون ومستشارون للرئيس بايدن، توحي بأنهم قلقون من مناقشة التحالف العسكري، وبدلاً من ذلك يؤكدون على نقطة الحديث المتمثلة في "رفع مستوى اندماج إسرائيل في المنطقة كاستمرار لاتفاقات إبراهيم".
وبدأت دول الشرق الأوسط العمل معًا لمواجهة التحديات التي نشأت عن الحرب في أوكرانيا، وفق العاهل الأردني، الذي قال ضمن حديثه لقناة "سي إن بي سي": "كلنا نجتمع للقول كيف يمكننا أن نساعد بعضنا البعض".وبحسب ذات القناة، فإن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يمكن أن يعرقل خطط التعاون في الشرق الأوسط.
وقال الملك عبد الله في الصدد: "إذا لم يتحدثوا مع بعضهم البعض، فإن ذلك سيخلق حالة من عدم الأمان وعدم الاستقرار في المنطقة مما سيؤثر على المشاريع الإقليمية". وتأمل واشنطن أن يساعد المزيد من التعاون، وخاصة في مجال الأمن، على زيادة اندماج إسرائيل في المنطقة وعزل إيران، على حد تعبير وكالة رويترز.
كما أنها قد تمهد لمزيد من صفقات التطبيع مع إسرائيل، بما في ذلك مع المملكة العربية السعودية ذات الوزن الثقيل، بعد إقامة العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين في عام 2020، وفق ذات الوكالة.
جاء نشر التقرير السري للمخابرات الامريكية في عهد ترامب عن : "اتفاقيات إبراهيم والتوقعات أنها ستؤجج العنف بالشرق الأوسط ليؤكد التقرير الذي رفعت عنه السريه أن مضي بايدن في مخططه لتشكيل حلف ناتوا شرق اوسطي يدفع بالمنطقه لاتون الصراع في ظل تجاهل متعمد للقضيه الفلسطينيه ضمن مخطط يقود لتصفية القضيه الفلسطينيه وجاء في نص التقرير السري للمخابرات الامريكيه في العام 2020، بينما كان الرئيس الأمريكيّ آنذاك دونالد ترامب منشغلاً بالترويج لاتفاقات أبراهام الموقعة حديثًا باعتبارها اتفاقيات سلام تاريخية في الشرق الأوسط ، حذّرت وزارة الأمن الداخلي التابعة له من أنّ الاتفاقية، بعيدًا عن السلام ، زادت من خطر الإرهاب، هذا ما جاء في وثيقةٍ سريّةٍ تمّ التحفّظ عليها، وسمحت محكمة أمريكيّة قبل عدّة أيّامٍ لموقع The Intercept بنشرها بموجب قانون حريّة المعلومات.
ولفت إلى أنّ تحذيرات تقرير المخابرات المذكور عادت إلى الصدارة، على ضوء مسعى الرئيس جو بايدن لإصدار نسخةٍ من اتفاق إبراهيم، والتي تقضي بتطبيع العلاقات مع السعودية، حيثُ تقم مكة، وهي أقدس موقع للمسلمين، بالإضافة إلى أنّ عدد السكان بالمملكة أكبر بكثير من عدد سكان الإمارات أوْ البحرين.
الموقع أضاف، أنّه مثل ترامب، سعت وما زالت إدارة بايدن إلى تصوير ذلك على أنّه اتفاقية سلام، لكنها، مرّةً أخرى، الحديث يدور في الأساس عن صفقةٍ ماليةٍ تتشارك فيها إسرائيل وجيرانها من الخليج المنافع الاقتصادية والمخاوف الأمنية المشتركة من إيران ومسؤوليتهم الأخلاقية تجاه الشعب الفلسطينيّ، لافتًا إلى أنّ خبراء يُحذّرون من أنّ تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية دون معالجة الاحتلال المستمّر للأراضي الفلسطينيّة سيزيد التوترات الإقليميّة.
وقالت تريتا بارسي، نائبة الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي، قالت للموقع إنّ "التطبيع السعوديّ-الإسرائيليّ سيصعد الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، وهذا يعطي إسرائيل الضوء الأخضر للاحتفاظ بالأراضي المحتلة والاستمرار في التوسع في الأراضي الفلسطينية، وسيؤدي ذلك إلى تفاقم المشكلة ودفعنا بعيدًا عن أيّ سلامٍ عمليٍّ"، على حدّ تعبيرها.
علاوة على ذلك، فإنّ التطبيع هو تكلفة ليس للفلسطينيين، بل للولايات المتحدة أيضًا. يأخذ هذا شكلاً خطيرًا متزايدًا من الإرهاب في الولايات المتحدة، كما يشير التقييم الاستخباري، ولكنّه يُدخِل واشنطن في مأزق يُلزمها بمعالجة عدم الاستقرار الناتج في الشرق الأوسط.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة "الديمقراطية في العالم العربي الآن": "إنّ حكومة الولايات المتحدة تقوم بالهندسة، وتدفع أموالاً باهظة، لتوسيع تحالف استبدادي في الشرق الأوسط والذي عاد بالفعل ليضربنا بالمؤخرة"، لافتةً إلى أنّ "ضمّ السعودية إلى اتفاقيات أبراهام لن يؤدي إلّا إلى تعزيز قوة هذا المحور الجديد للتفاوض ككتلة مع الولايات المتحدة، كما فعلواعمليًا: لقد رفضوا بشكل منسجم دعم الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا وطالبوا بتنازلات منسجمة من أجل تعاونهم، بما في ذلك اتفاقية أمنية جديدة تلزم الولايات المتحدة بالدفاع عنهم" .
وتابعت: "سيؤدي هذا فقط إلى إضعاف قدرة الولايات المتحدة على متابعة مصالحها الخاصة على أساس ثنائي مع أي من دول المحور هذه، مع زيادة جرأتها على متابعة العدوان المتهور والسلوك الإجرامي في الشرق الأوسط"، وفق أقوالها.
ونبّه الموقع في تحليله إلى أنّ تقرير المخابرات، على عكس اتفاقيات إبراهيم، يذكر بشكل متكرر المخاوف الفلسطينيّة، في أحد المقاطع المنقحة، يذكر التقييم كيانًا لم يكشف اسمه على أنّه "ادعى أنّ الشعب الفلسطينيّ قد تعرض للخيانة" من خلال "إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة"، فيما أشار مقطع آخر، تم تنقيحه جزئيًا أيضًا، إلى كيان آخر لم يذكر اسمه "يشجع على العنف" ضد المسئولين والمصالح الإسرائيليّة والإماراتيّة ردًا على التطبيع.
وأضاف الموقع أنّه في الوقت في الذي تمّ فيه إثبات توقعات التقرير في الشرق الأوسط إنْ لم يكن في الولايات المتحدة، ومع استمرار اندلاع العنف الدوريّ بسبب الاحتلال الإسرائيليّ، فإنّه من المستحيل عزل آثار اتفاقيات إبراهيم على وجه التحديد.
كما أشار التقرير إلى أنّ الحكومة الإيرانية ستحاول استخدام عدم وجود تنازلات التطبيع للفلسطينيين للإيحاء "بأن الحكومة الأمريكية متورطة في العنصرية والاستعمار"، مشيرًا في ذات الوقت إلى أنّ هذه الرواية من المرجح أنْ "تؤدّي لارتفاعٍ كبيرٍ في النشاط المتطرف العنيف" في الولايات المتحدة، بما في ذلك ضدّ اليهود.
وفي ختام التقرير، قال مارك لينش، أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن للموقع إنّ :"الجانب السلبي الرئيسيّ لضغط بايدن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل هو العمل على إنجاز شيءٍ مفيدٍ، وفي الوقت عينه، فإنّ السلبيات الحقيقيّة لجهود بايدن تكمن بالسماح لإسرائيل بتجاهل القضية الفلسطينية، التي لا يزال يهتم بها معظم العرب، والتي من المحتمل أنْ تندلع بسببها أزمات متكررة طالما أنّها لا تزال دون حل". وخلُص الأستاذ الجامعيّ إلى القول إنّه، أيْ بايدن، يجعل في الواقع مثل هذه الانفجارات البركانية أكثر احتماليّةً لأنه يُشجِّع إسرائيل على الدفع بشكل أسرعٍ وأخطرٍ في مصادرتها للأراضي والمنازل في الضفّة الغربيّة"، على حدّ تعبيره.
الغزو الروسي لاوكرانيا غير في موازين القوى وتجعل من دول المنطقه اعادة حساباتها وتخشى من عودة التحالفات الدوليه والاقليميه التتي تتحكم فيها المصالح .
كشف الغزو الروسي لأوكرانيا شرخا في العلاقة، كان مستبعدا حتى الأمس القريب، بين الولايات المتحدة من جهة والسعودية والإمارات، حليفيها الرئيسيين في الشرق الأوسط وعملاقي النفط الساعيين لإبراز استقلالية دبلوماسية على الساحة الدولية، من جهة أخرى، وفق وكالة فرانس برس.
وامتنعت الإمارات التي تتولى حاليا رئاسة مجلس الأمن الدولي، الشهر الماضي عن التصويت على مشروع قرار أميركي ألباني يدين الغزو الروسي لأوكرانيا ، وبينما تسبّبت الحرب على أوكرانيا في ارتفاع تكاليف الطاقة، قاومت دول الخليج حتى الآن الضغوط الغربية لزيادة إنتاج النفط بهدف كبح جماح الأسعار.
هذه الخلافات وأخرى، قد تعيق الوصول على المدى القريب إلى أي شكل من أشكال التحالف بين الدول شرق أوسطية بحد ذاتها وفق الخبير الاستراتيجي، الدويري، الذي ذكّر في سياق تعليقه على ما تم تداوله عن فكرة إنشاء التحالف، بأن مشاريع مماثلة فشلت عدة مرات.
وقال لموقع الحرة: "كانت هناك فكرة فيلق عربي أطلقها الأردن سابقا وفشلت، وكانت هناك عدة مشاريع لفيالق عسكرية عربية مشتركة في آسيا وأفريقيا، لكنها باءت بالفشل، لعدم توافق تلك الدول". ثم تابع "لكن يمكن أن ينجح المشروع على المدى المتوسط وليس القريب إذا ما تم اعتبار بعض المتغيرات وعلى رأسها إسرائيل".
التحذيرات والتخوفات جميعها هي في حساب العديد من الانظمه و القوى التي تفرمل خطواتها وتحسب ألف حساب قبل إقدامها للمشاركة في حلف ناتوا شرق أوسطي جديد تقوده اسرائيل أو حتى تشارك فيه ، وفي ظل التحركات زيارة مصطفى الكاظمي، إلى مدينة جدة، في زيارةٍ رسمية إلى المملكة العربية السعودية، بحسب ما أعلن عنه المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء.
زيارة الكاظمي ستكون إلى جدة ثم طهران وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية، لكن بشكل متعاقب خلال الأيام المقبلة. أما بخصوص الهدف من الزيارتين، فقد ذكرت أنهما تأتيان "في إطار المحادثات السعودية - الإيرانية في بغداد والعلاقات الثنائية مع البلدين"، والتي أشاد بها الكاظمي كونها "وصلت لمراحل متقدمة وباتت المسافة بينهما قريبة".
فهل تقارب السعوديه وايران يفشل خطوات امريكا لدفع السعوديه للتطبيع مع اسرائيل ويفرمل خطواتها نحو الدعوه لبناء حلف ناتوا شرق اوسطي لمخاطره وتداعياته على امن المنطقه في ظل استمرار اسرائيل بمخططها التوسعي الاستيطاني وتهويد القدس ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت