رفضت إسرائيل التعليق علنيا، على اقتراح لبناني، بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، تلقته من الوسيط الأمريكي، آموس هوكستين، قبل يومين.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الوسيط الأمريكي آموس هوكستين "قدّم إلى الفريق الإسرائيلي الاقتراح اللبناني لحل النزاع البحري".
وأشارت إلى أن هوكستين "عقد، الجمعة، لقاء مهنيًا مع فريق التفاوض الإسرائيلي للحدود البحرية، لبحث الاقتراح المقدم من الجانب اللبناني لحل النزاع البحري".
وقالت: "لم يصل هوكستين فعليًا إلى إسرائيل، وتم الاجتماع عبر الفيديو".
ولم تكشف هيئة البث، عن تفاصيل الاقتراح اللبناني.
بدورها، قالت وزارة الطاقة الإسرائيلية، في تصريح مكتوب : "عقد فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن الحدود البحرية، الجمعة، لقاءً مهنياً مع الوسيط الأمريكي آموس هوكستين".
وأضافت: "استمع الفريق إلى آخر المستجدات حول زيارة الوسيط إلى لبنان، وناقش الطرفان صياغة توجهات بناءة من أجل المضي قدماً في المفاوضات، مع الحفاظ على مصالح إسرائيل الاقتصادية والأمنية، وبهدف تلخيص الموضوع في المستقبل القريب".
وفي الرابع عشر من الشهر الجاري، أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس ميشال عون، قدّم للوسيط الأمريكي آموس هوكستين، رداً على مقترح واشنطن الذي قدمّته قبل أشهر، بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.
جاء ذلك خلال لقاء عون مع الوسيط الأمريكي، الذي زار بيروت على رأس وفد في القصر الرئاسي، شرق بيروت، بحسب بيان للرئاسة اللبنانية.
وفيما لم يصدر أي توضيح عن رد بيروت، كان مصدر لبناني مطلع رفيع المستوى، قد قال لوكالة "الأناضول"، إن "الجانب اللبناني سيشرح وجهة نظره حيال مقترح الخط المتعرج (تحت الماء) الذي قدمه هوكستين في السابق".
وهذا المقترح من المفترض أن يحفظ حق لبنان كاملا، في حقل "قانا" بالمنطقة المتنازع عليها مع إسرائيل.
وبين البلدين منطقة غنية بالنفط والغاز، متنازع عليها، تبلغ مساحتها 860 كيلو مترا مربعا، بحسب الخرائط المودعة من جانبهما لدى الأمم المتحدة.
ووفق بيان الرئاسة اللبنانية، فإن عون شدد خلال لقائه مع هوكستين، على "حقوق لبنان السيادية في المياه والثروات الطبيعية".
وأضاف البيان، أن عون قدم رداً على المقترح الأمريكي الذي سبق للوسيط أن قدمّه قبل أشهر، على أن ينقل الموقف اللبناني إلى الجانب الإسرائيلي خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتمنى عون على هوكستين، بحسب البيان "العودة سريعا إلى لبنان، ومعه الجواب من الجانب الإسرائيلي".
من جانبه شكر هوكستين، وفق ذات البيان، الرئيس عون "على الجواب اللبناني، واعداً بعرضه على الجانب الإسرائيلي في إطار الوساطة التي يقوم بها في المفاوضات غير المباشرة، لترسيم الحدود البحرية الجنوبية".
وقبل ذلك، اجتمع هوكستين برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي وسط بيروت، وفق بيان لرئاسة الحكومة.
وذكر البيان أن "الموفد الأمريكي أبلغ بالموقف اللبناني الموّحد من مسألة ترسيم الحدود والحرص على استمرار وساطة واشنطن".
وأضاف أنه جرى "التأكيد أن مصلحة لبنان العليا تقتضي البدء في عملية التنقيب عن النفط، من دون التخلي عن حق بيروت بثرواتها كافة".
وهوكستين هو الوسيط الأمريكي للمفاوضات غير المباشرة، لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
ومنذ أكثر من عامين، يعاني لبنان أزمة اقتصادية حادة غير مسبوقة، أدت إلى انهيار قيمة العملة المحلية الليرة، وشح في الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى، إضافة إلى هبوط حادة في قدرة المواطنين الشرائية.
وكانت المفاوضات قد توقفت في مايو/ أيار 2021، إثر رفض إسرائيل اقتراحا لبنانيا باعتبار "الخط 29" تفاوضيا، ورفض الجانب اللبناني للخط الإسرائيلي "رقم 1" و "خط هوف".