علق المحلل السياسي، طلال عوكل، على إعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عن تدهور صحة أسير إسرائيلي لديها، "أن الغموض بهذه الرسالة جزء من التعامل مع الواقع الإسرائيلي الداخلي، بالأدوات الموجودة".
وقال في حديث مع وكالة (APA) أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لن تقبل أن تعيد "صفقة وفاء الأحرار" مجدداً، كما حدث في فترة حكومة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.
ويرى عوكل أن إعلان كتائب القسام قد يؤدي إلى رفع الاحتجاج على الموقف الإسرائيلي السياسي، من قبل أهالي الأسرى الإسرائيليين، وبالتالي الضغط على المستويات السياسية.
وذكر أن هدف المقاومة الفلسطينية من الإعلان عن تدهور الوضع الصحي لأحد الأسرى الإسرائيليين، "ارباك المستوى السياسي الحالي لإسرائيل".
وأشار عوكل إلى أهمية الحرب الإعلامية والنفسية التي تتبعها المقاومة الفلسطينية مع الجانب الإسرائيلي، والتي تعتبر جزء أساسي من حالة الصراع المستمر.
ولفت إلى محاولات إسرائيل تفعيل دور الوسطاء، للوصول إلى إيضاحات حقيقية من حركة حماس حول مصير أسراها خاصة بعد إعلان كتائب القسام الذي وصفته بـ "المقلق".
وتحتفظ حركة حماس بأربعة إسرائيليين بينهم جنديان تم أسرهم خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، أما الآخران فقد دخلا القطاع في ظروف غامضة.
وعلق منسق شؤون الأسرى في الجيش الإسرائيلي السابق الجنرال موشي طال، على تغريده الناطق بلسان كتائب القسام أبو عبيدة، والمتعلقة بصحة أحد الأسرى الإسرائيليين لدى القسام، بالقول إن "إعلان حماس عن تدهور في حالة أحد الأسرى هو دعوة للاستيقاظ".
وردت تصريحات طال صباح اليوم ، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان"، وعن المعاني والدلالات والرسائل التي تحملها تغريدة أبو عبيدة، تحدث منسق شؤون الأسرى السابق، بالقول إن "أحد الخيارات للإعلان غير العادي هو بمثابة سلم يسمح لحماس بالنزول من الشجرة فيما يتعلق بادعائهم أن أحد الجنديين على قيد الحياة".
وأضاف أنه "منذ ثماني سنوات، تم احتجاز مدنيين مريضين دون علاج طبي. وهناك مجموعة كاملة من الأدوات التي يمكن أن تحدد وتقلص عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في الصفقة المقبلة".
وأوضح أنه يجب أخذ تصريحات حماس على محمل الجد بخصوص الوضع الصحي لأحد الأسرى، قائلا إن "هذه فرصة من أجل كشف ادعاء حماس أن أحد الجنديين على قيد الحياة".
يأتي ذلك، فيما نقلت الإذاعة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إنه "لا توجد معلومات استخباراتية جديدة تدعم تغريده أبو عبيدة".
وأضاف المصدر الأمني الإسرائيلي "تغريده أبو عبيدة هي محاولة من حماس لتحريك المياه الراكدة في ملف الأسرى، وممارسة ضغوطات على الحكومة الإسرائيلية في قضية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين".
من جانبه، أصدر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، بيانا حمل فيه حركة حماس "المسؤولة عن أوضاع الأسرى المدنيين"، وقال "ستواصل إسرائيل جهودها، بوساطة مصرية، لإعادة الأسرى والمفقودين".
وطالب بينيت الوزراء عدم التعليق على تغريدة أبو عبيدة وتصريحات حماس بشأن ملف الأسرى.
وبحسب الرواية الإسرائيلية فإن الأسرى الأربعة هم جنديان تعتبرهما إسرائيل مقتولين، وهما هدار غولدن وشاؤول آرون، بالإضافة إلى مواطنين مدنيين تعتبرهما السلطات الإسرائيلية على قيد الحياة، هما أبرا منغستو وهشام السيد.