طالب مختصون إعلاميون بإعداد دليل المصطلحات والمفاهيم للأغراض الإعلامية خلال المعارك والحروب وإعداد مدونة سلوك رقمية للإعلام الجديد وضرورة تفعيل الدبلوماسية الرقمية الفلسطينية من أجل الحفاظ على الرواية الفلسطينية وتعزيز مصداقيتها على المواقع الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام. جاء ذلك خلال ورشة عمل متخصصة نظمها مركز حوار للدراسات بعنوان الأبعاد الإعلامية لمعركة سيف القدس، وذلك ضمن مشروع توثيقي للمعركة يقوم عليه مركز التاريخ الشفوي بالجامعة الإسلامية، وبدعم كريم من مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين ماليزيا، حيث استضاف المركز كلاً من د. أحمد الشقاقي أستاذ الإعلام بجامعة فلسطين و أ. شادي شامية رئيس قسم المراسلين بفضائية الأقصى، وأ. سمير النفار مختص الإعلام الاجتماعي وعضو المركز الشبابي الإعلامي.
في كلمته حول الإعلام الحربي أكد الشقاقي على أهمية الإعلام خلال معركة سيف القدس موضحاً تطور أداء الإعلام المقاوم على ما شابه من قصور في بعض المواطن، مبيناً أن أحد أهم المشكلات التي تحتاج إلى معالجة هي مسألة الرتابة، ومسألة صناعة المفاهيم والمصطلحات المستخدمة خلال المعارك، مشيراً إلى حاجتنا إلى دليل مصطلحات للأغراض الإعلامية، وكذلك امتلاك وسيلة إعلامية بلغة أو لغات أجنبية تستطيع إيصال الرسالة الإعلامية ومضامينها إلى العالم في الوقت المناسب، مؤكداً على المصداقية العالية التي بات يتمتع بها إعلام المقاومة ليس بين أوساط الشعب الفلسطيني فحسب، بل بين أبناء الأمتين العربية والإسلامية، متعدياً ذلك إلى الاحتلال.
بدوره أكد شامية على صعوبة التجربة الميدانية للإعلامي الفلسطيني أثناء المعارك والحروب، خاصة في ظل الاستهداف المبرمج للمؤسسات الإعلامية وللإعلاميين على حدٍّ سواء، موضحاً أن أحد أهم جوانب القصور في التغطية الإعلامية أثناء المعركة هو عدم إبراز الجانب الإنساني ومعاناة المواطن الفلسطيني بقدر كافن مؤكداً شامية على ضرورة اهتمام الجهات المختصة بالإعلامي الفلسطيني ومنحه أولوية في عملية البناء والدعم والمحافظة على الكوادر الإعلامية وتقوية انتمائها للمؤسسات.
من جانبه استعرض النفار واقع الإعلام الفلسطيني الجديد على منصات التواصل الاجتماعي المتعددة خلال معركة سيف القدس، منوهاً إلى تعاطف الكثير من المشاهير مع القضية الفلسطينية بشكل عام وخاصة أثناء الحروب وهو ما يتطلب بناء استراتيجية لاستثمار هؤلاء المشاهير في دحض الرواية الصهيونية، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الرواية الفلسطينية من حذف للمحتوى الفلسطيني، وبث خطاب الكراهية الصهيوني وحرب الإشاعات المغرضة تجاه المحتوى وتجاه المقاومة الفلسطينية، مطالباً بإنشاء حاضنة فلسطينية خاصة للسوشيال ميديا تعنى بمسائل التدريب والتطوير لنشطاء هذا النوع من الإعلام.
من جانبه أكد وائل المبحوح مدير مركز حوار أن هذه الورشة المتخصصة تأتي ضمن سلسلة ورش عمل متخصصة سينظمها المركز على مدار الأسابيع القليلة القادمة يتناول فيها إضافة إلى البعد الإعلامي لمعركة سيف القدس الأبعاد الأمنية والعسكرية، والبعد القانوني والبعد الاقتصادي والبعد الاجتماعين بهدف توثيق ذلك ضمن مشروع يعمل عليه مركز التاريخ الشفوي بالجامعة الإسلامية وبتمويل من مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين ماليزيا.