يسابق العاملون في محددة عائلة الفيري الخاصة بسن السكاكين الزمن، لتلبية طلبات كافة زبائنهم ممن عقدوا النية لذبح أضحية العيد، كما اعتادوا على ذلك في هذا الوقت من كل موسم، لتستعيد هذه المهنة بريقها ولمعانها.
وقبيل عيد الأضحى المبارك من كل عام، تستقبل عائلة الفيري مئات من الزبائن الذين يتوافدون إلى محل الحدادة الخاص بهم، في حي الزيتون شرق قطاع غزة، ويتجاوز عُمر هذا المحل 80 عاماً، وتتوارث الأجيال في عائلة الفيري مهنة الحدادة وسن السكاكين جيلاً بعد جيل.
يقول خميس الفيري (62 عاماً) أحد العاملين في محل سن السكاكين "يعد موسم عيد الأضحى رزق بالسبة لنا، نظراً لتجهيز الجزارين لسن السكاكين أو السواطير أو البلطات يدوياً لذبح الأضاحي، ولكن بقية أيام العام لا يوجد إقبال".
ويؤكد الفيري أن السكاكين المصنوعة يدويًا، أكثر جودة وقوة، ولا يمكن مقارنتها بالسكاكين التجارية، وهذا ما يجعله فخورًا ببضاعته التي يزيد الطلب عليها في هذا الموسم.
وتزدهر هذه المهنة القديمة في موسم عيد الأضحى المبارك، حيث تظهر في العشر الأولى المباركة من ذي الحجة، وهي من المهن التي أوشكت على الاندثار، فالمحلات المتخصصة بها قليلة جداً، وأصحابها يناضلون من أجل استمرار بقائها.
وأشار الفيري إلى أن هذه المهنة توارثها الآباء عن الأجداد جيلاً بعد جيل في عائلتهم، وسيستمر في توريثها للأجيال القادمة، كونها بمثابة تراث قديم للعائلة.
وتابع أن العاملين داخل هذا المحل جميعهم من أبناء العائلة كباراً وصغاراً، حيث تم تعليمهم هذه المهنة منذ الصغر بشكل جيد، للحفاظ على هذه المهنة من الاندثار.
ونوه الفيري إلى أن هذه المهنة غير مربحة، وتحتاج إلى العديد من الأيدي العاملة والحذر الشديد، لكونها من أخطر المهن، فجميع التعاملات تكون مع تلك الأدوات الحادة وماكنات السن التي تُخرج ناراً من داخلها.
ولفت إلى تواضع أسعار سن السكاكين "منذ افتتاح هذا المحل قبل عشرات السنين، ونحن نسن السكينة الواحدة ب 2 شيكل فقط، بالرغم من غلاء المواد الأساسية مثل الغاز والكهرباء".
وتحدث الفيري عن سوء الأحوال الاقتصادية التي يعيشها وعائلته، نظراً لعدم نشاط هذه المهنة إلا في موسم عيد الأضحى المبارك.
ينشط العمل في مهنة سن السكاكين قبيل عيد الأضحى المبارك، حيث يتوافد الناس بكثرة لتحضير أدوات ذبح الأضاحي، ثم تختفي هذه المهنة بشكل ملحوظ بقية أيام السنة.