كشف تقرير للقناة 12 العبرية بأن رئيس القائمة الموحدة، منصور عبّاس، خطط لدعم حكومة يشكلها الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، من خارج الائتلاف، وفقا لشروط حددها حاخام تيار الصهيونية الدينية، حاييم دروكمان، كما تبين الاتصالات التي أجراها الطرفان في أيار/ مايو 2021.
وذكر التقرير بأن المفاوضات والمحادثات السرية حرت بين منصور عبّاس والحاخام دروكمان بعد انتخابات الكنيست الـ24، وما تضمنها من تبادل رسائل وتنسيق مواقف هدفت إلى "شرعنة" دعم حزب عربي لحكومة يمينية يشكلها بنيامين نتنياهو، لدى جمهور الصهيونية الدينية.
ووفقا للمراسلات وتسلسل الأحداث التي أوردها تقرير القناة الذي عرضته في نشرتها المسائية، يوم الثلاثاء، فإن الاتصالات بين منصور عباس، والحاخام دروكمان جرت بوساطة عضو الكنيست عميت هليفي "الليكود"، وأن رئيس حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، هو من أحبط هذه المساعي.
وأبرز ما جاء في التسريبات أن دروكمان عرض على عبّاس التصريح علنا بأن "أرض إسرائيل (فلسطين التاريخية) هي ملك لشعب إسرائيل"، وأنه (عباس) يعترف بإسرائيل كدولة اليهودية وديمقراطية، ووفقا للقناة 12 فإن عباس رفض الاقتراح الأول بالتذرع بأنه يعرض حياته للخطر، في حين أبدى عباس موافقة مبدئية على الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية إلا أنه طلب تحين "الفرصة المناسبة".
وأفاد التقرير بأن اللقاء الذي جمع بين دروكمان وعبّاس تزامن مع انتهاء وشيك للتفويض الذي منحه الرئيس الإسرائيلي حينها لنتنياهو لتشكيل حكومة، ومع فشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف من 61 عضو كنيست من الأحزاب اليمينية والحريدية.
وذكر التقرير أنه في هذه المرحلة بدأت سلسلة اجتماعات بين نتنياهو وعبّاس في مقر الإقامة الرسمي لرئيس الحكومة الإسرائيلية، والتي يقول نتنياهو والليكود إنها سعت إلى إقناع عبّاس بدعم قانون الانتخاب المباشر لمنصب رئيس الحكومة، فيما يدعي عبّاس أن الليكود سعى لضمه إلى الائتلاف.
وذكر التقرير أن عضو الكنيست عميت هليفي سعى للتوسط بين دروكمان وعبّاس ليتمكن حاخام الصهيونية الدينية من إقناع سموتريتش بشرعية دعم عبّاس لحكومة نتنياهو. وخلال اللقاء مع دروكمان، بحسب القناة 12 فإن عباس فضل دعم حكومة نتنياهو من الخارج لرفع الحرج المباشر الذي قد يتعرض له بسبب ممارسات حكومة الاحتلال في الضفة المحتلة بما في ذلك التوسع الاستيطاني.
واقتصرت مطالب عبّاس في تلك المرحلة على الاعتراف بـ"ثلاث قرى بدوية عربية في النقب"، وعلى ميزانيات تقدر بنصف مليار شيكل تخصص للمجتمع العربي، وبحسب التقرير فإن عباس اعتبر في هذه المرحلة أن "اكتساب شرعية (الانضمام للحكومة أو دعمها من الخارج) من اليمين أهم بكثير من جميع الميزانيات التي سيحصل عليها لاحقًا في اتفاق مع بينيت ولبيد".
وعقب الاجتماع بين دروكمان وعبّاس، صاغ حاخام الصهيونية الدينية وثيقة مررها هليفي إلى عبّاس، وجاء فيها أن "القائمة الموحدة تلتزم باحترام إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، وتعارض الإرهاب، وتعرب عن دعمها لاتفاقيات أبراهام، وستمتنع عن أي شيء يتعلق بأنشطة الحكومة في القضايا الخارجية والأمنية".
وأفاد التقرير بأن البيان الذي أصدره منصور عبّاس ودان من خلاله عملية إطلاق النار التي وقعت بعيد اجتماعه بدروكمان، في زعترة قرب مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، وأسفرت عن إصابة مستوطنين بجراح خطيرة، تمت صياغته بالتنسيق بين الحاخام دروكمان ومنصور عباس.
ووفقا للتقرير، فإن عباس قال في المحادثات المغلقة، إن "هناك تيارين في القائمة الموحدة، ساعدوني في هزيمة تيار إبراهيم صرصور (الذي يعارض التعاون مع الأحزاب الصهيونية)".
وبعد التوصل إلى تفاهمات بين الجانبين، صاغ هليفي رسالة وجهها باسم عبّاس إلى دروكمان شكر من خلالها دروكمان على "استضافته وتفهمه"، ومهدت لإصدار الحاخام دروكمان بيانا يشرعن من خلاله تشكيل حكومة يمينية بدعم من القائمة الموحدة.
وجاء في رسالة عبّاس لدروكمان، التي أوردتها القناة وقالت إن عضو الكنيست من الليكود هو من صاغها، أن "القائمة الموحدة مستعدة للدخول في مفاوضات ائتلافية لدفع الشؤون المدنية في المجتمع العربي. أنا وأعضاء حزبي، كمواطنين في إسرائيل، نحترم الدولة وطبيعتها وقوانينها، ونعارض بشدة الإرهاب والعنف والإضرار بدولة إسرائيل بأي شكل من الأشكال".
وأضاف أنه "بناء على التفاهمات التي توصلنا إليها في المحادثة، سنكون قادرين على الدخول في مفاوضات ائتلافية لدعم بطريقة أو بأخرى، حكومة جيدة لدولة إسرائيل بشكل عام، وللمجتمع العربي بشكل خاص".
ولاحقا، عقد اجتماع بمشاركة خمسة من كبار حاخامات الصهيونية الدينية في منزل الحاخام دروكمان. وشارك في الاجتماع رئيس حزب "الصهيونية الدينية"، سموتريتش. وجاء البيان الصادر عن دروكمان في ختام هذا الاجتماع "مخيبا لآمال" منصور عباس، إذ شدد على ضرورة "أن يقوم شعب إسرائيل بتشكيل حكومة إسرائيل"، وعلى ألا "تتشكل الحكومة الإسرائيلية بدعم من داعمي الإرهاب".