استقرت جموع الحجاج على جبل عرفات يوم الجمعة لأداء الركن الأعظم من فريضة الحج بعد عامين قيدت فيهما جائحة كوفيد-19 من عدد الحجاج إلى حد كبير.
وانشغل الكثير من الحجاج بالتلبية والاستغفار والدعاء كما أبدوا سعادتهم الغامرة لتمكنهم من أداء الفريضة هذا العام بعد فرض قيود مشددة بسبب جائحة كورونا.
وقالت الحاجة المصرية فرحانة أمين "لم أكن أحلم أن أكون هنا، الحمد لله ربنا منَّ علينا بالحج بعد سنوات سعيت فيها لأداء الفريضة".
ولم تغب الأوطان عن دعاء الحجاج وأمنياتهم، فقال الحاج التونسي عفيف الغانمي (58 عاما) "شعوري اليوم شعور فياض.. شعور غريب، أطلب من ربي الاستقرار لكافة الدول ولبلدنا تونس، ونتمنى أن تنهض اقتصاديا واجتماعيا".
وذكرت الحاجة الليبية سمية الفرجاني "دعوت اليوم أول شيء لبلدي، ربي يصلح حال بلدي وأن تعيش الدول العربية في أمان واستقرار".
وبمجرد وصولهم إلى عرفات، جلس الحجاج وصلى البعض وانهمرت دموع آخرين، واحتمى أغلبهم بمظلات من حرارة الشمس اللافحة التي بلغت 42 درجة.
ودعا الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، في خطبة عرفات التي ألقاها في مسجد نمرة إلى البعد عن "التنافر والبغضاء والفرقة".
وقال "من قيم الإسلام البعد عن كل ما يؤدي إلى التنافر والبغضاء والفرقة وأن يسود تعاملاتنا التواد والتراحم.
"الوحدة والأخوة والتعاون تمثل السياج الآمن في حفظ كيان الأمة وتماسكها، وحسن التعامل مع الآخرين، وهو ما يشهد على أن الإسلام روح جامعة، يشمل بخيره الإنسانية جمعاء".
وبعد الخطبة أدى الحجيج، الذين توافدوا منذ الصباح على مسجد نمرة، صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا اقتداء بالنبي محمد.
ويعد مسجد نمرة من أهم المعالم في مشعر عرفات، وبني في الموضع الذي خطب فيه النبي محمد في حجة الوداع. وتتجاوز مساحته 110 آلاف متر ويستوعب نحو 400 ألف مصل وله ست مآذن يبلغ ارتفاع كل منها 60 مترا.
وقال وكيل وزارة الصحة هاني جوخدار لوكالة الأنباء السعودية إن متابعة الأمراض الوبائية والمعدية تتم بنظام مراقبة دقيق لرصد انتشار هذه الأمراض واستشراف أي إنذار صحي مبكر لأحداث تتطلب التدخل السريع والمساندة.
غير أن فيروس كورونا لا يشغل بال الحجاج الذين لا يضع أغلبهم كمامات، وذكرت الحاجة العراقية نوار السامرائي التي تبلغ من العمر 55 عاما "لم أخش من مسألة كوفيد أبدا فقد حصلت على جرعات اللقاح... الحج شعور لا يوصف وفرحة لا توصف أبدا يا رب يكتبها لكل مشتاق".
وكانت السعودية حظرت قدوم الحجاج من الخارج خلال العامين الماضيين وقيدت مشاركة الراغبين في الحج من الداخل بشروط خاصة للوقاية من فيروس كورونا.
وحج هذا العام للفئة العمرية أقل من 65 عاما، مع اشتراط استكمال التحصين بالجرعات الأساسية بلقاحات كوفيد-19 المعتمدة في وزارة الصحة السعودية.
وفي السنوات السابقة كان نحو ثلاثة ملايين حاج يغطون جبل الرحمة في وادي عرفات.
وبعد قضاء النهار في مخيمات مترامية الأطراف في صعيد عرفات، ينتقل الحجاج عند الغروب إلى مزدلفة لجمع الجمرات ثم يتوجهون إلى منى لرميها يوم السبت أول أيام عيد الأضحى.