بايدن يكتب : "أول رئيس يطير من إسرائيل إلى جدة"

جو بايدن يصل إلى قاعدة أندروز الجوية بعد إلقاء ملاحظات في كليفلاند حول قانون الإنعاش الأمريكي، 6 يوليو 2022، في قاعدة أندروز الجوية، ماريلاند (AP.jpg

كتب الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيكون أول رئيس أمريكي يسافر مباشرة من إسرائيل إلى المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع خلال رحلة رسمية إلى المنطقة، في "رمز صغير" لتحسين العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي و"الخطوات نحو التطبيع".

في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" بعنوان "لماذا سأذهب إلى المملكة العربية السعودية"، قال بايدن إنه سيقوم بالرحلة من إسرائيل إلى جدة حيث "سيجتمع القادة من جميع أنحاء المنطقة، ما يشير إلى إمكانية تحقيق شرق أوسط مستقر ومندمج أكثر، وحيث تلعب الولايات المتحدة دورًا قياديًا حيويًا".

وقال الرئيس الأمريكي إنه سيكون "أول رئيس يطير من إسرائيل إلى جدة… في رمز صغير للعلاقات الناشئة والخطوات نحو التطبيع بين إسرائيل والعالم العربي، والتي تعمل إدارتي على تعزيزها وتوسيعها".

من المتوقع أن يصل بايدن إلى إسرائيل يوم الأربعاء في زيارة تستغرق يومين تشمل أيضًا زيارة إلى السلطة الفلسطينية، تليها زيارة إلى المملكة العربية السعودية يوم الجمعة لعقد اجتماع يوم السبت مع قادة الشرق الأوسط كجزء من قمة دول مجلس التعاون الخليجي + 3. (دول مجلس التعاون الخليجي – البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات إلى جانب العراق ومصر والأردن).

وقال بايدن إن المنطقة قد تغيرت، و"شرق أوسط آمن ومندمج يفيد الأمريكيين بعدة طرق".

"مسالكه المائية ضرورية للتجارة العالمية وسلاسل التوريد التي نعتمد عليها. موارده من الطاقة حيوية للتخفيف من تأثير الحرب الروسية في أوكرانيا على الإمدادات العالمية. والمنطقة التي تتحد من خلال الدبلوماسية والتعاون – بدلاً من التفكك من خلال الصراع – من غير المرجح أن تؤدي إلى تطرف عنيف يهدد وطننا أو حروب جديدة يمكن أن تضع أعباءً جديدة على القوات العسكرية الأمريكية وعائلاتهم".

وقال الزعيم الأمريكي إن الشرق الأوسط الذي سيزوره هذا الأسبوع "أكثر استقرارًا وأمانًا من الذي ورثته إدارتي قبل 18 شهرًا". وقال بايدن، دون أن يسميه، إنه خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، زادت الهجمات ضد القوات والدبلوماسيين الأمريكيين في المنطقة، وتصاعدت الحرب في اليمن، وقامت إيران بتسريع برنامجها النووي بعد أن "نكثت الولايات المتحدة الاتفاق النووي الذي كان ناجحًا"، في إشارة إلى الاتفاقات النووية لعام 2015 بين طهران والقوى العالمية الست، بما في ذلك الولايات المتحدة في ظل إدارة أوباما.

وقال بايدن إنه عمل مع القادة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك ملك المملكة العربية السعودية، من أجل "وضع الأساس" لهدنة في اليمن لتقديم المساعدة الإنسانية الحيوية، و"اعاد التواصل مع الحلفاء والشركاء في أوروبا وحول العالم" بخصوص إيران "لعكس عزلتنا".

وكتب: "الآن أصبحت إيران معزولة حتى أن تعود إلى الاتفاق النووي الذي تخلى عنه سلفي بدون خطة لما قد يحل محله".

وفيما يتعلق بالرياض، قال بايدن إن هدفه كان "إعادة توجيه – ولكن ليس قطع – العلاقات مع دولة كانت شريكًا استراتيجيًا منذ 80 عامًا".

وكتب بايدن: "اليوم، ساعدت المملكة العربية السعودية في استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، ودعمت الهدنة في اليمن بشكل كامل، وتعمل الآن مع خبرائي للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي أوبك الآخرين".

وقال بايدن إنه كرئيس، "وظيفتي الحفاظ على دولتنا قوية وآمنة" و"مواجهة عدوان روسيا، ووضع أنفسنا في أفضل وضع ممكن للتغلب على الصين، والعمل من أجل استقرار أكبر في منطقة مهمة من العالم".

"للقيام بهذه الأشياء، علينا التعامل مباشرة مع البلدان التي يمكن أن تؤثر على تلك النتائج. والسعودية واحدة منها"، أضاف دفاعا عن الزيارة المخطط لها التي أثارت انتقادات.

وقال بايدن إن المنطقة تواجه العديد من التحديات – بما في ذلك "برنامج إيران النووي ودعمها للجماعات التي تعمل بالوكالة، والحرب الأهلية السورية، وأزمات الأمن الغذائي التي تفاقمت بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا، والجماعات الإرهابية لا تزال تعمل في عدد من البلدان، والجمود السياسي في العراق، ليبيا ولبنان، ومعايير حقوق الإنسان التي لا تزال أدنى من معظم دول العالم"- لكنها الآن "أقل ضغطًا وأكثر اندماجا". ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى العلاقات المتنامية بين إسرائيل والدول العربية، والدور الدبلوماسي للعراق في التوسط بين المملكة العربية السعودية وإيران، والمزيد من العلاقات والاتصالات الإقليمية، التي وصفها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بأنها "أجواء جديدة".
"هذه اتجاهات واعدة، يمكن للولايات المتحدة تعزيزها بطريقة غير متاحة لأي دولة أخرى. رحلتي الأسبوع المقبل سيحقق هذا الهدف"، قال بايدن.

وتضاعفت المبادرات الأمنية الإسرائيلية العربية منذ أن أدت اتفاقيات إبراهيم عام 2020، التي تم التفاوض عليها في ظل إدارة ترامب، إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وأربع دول في جامعة الدول العربية. وقد نمت العلاقات أكثر منذ أن نقل البنتاغون التنسيق مع إسرائيل من القيادة الأوروبية الأمريكية إلى القيادة المركزية في العام الماضي. وجمعت الخطوة الجيش الإسرائيلي مع خصوم عرب سابقين، بما في ذلك المملكة العربية السعودية ودول أخرى لم تعترف بإسرائيل بعد.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي يوم الخميس إن تشجيع الدول العربية على تعزيز العلاقات الأمنية والعلاقات الشاملة مع إسرائيل هو أحد أهداف رحلات بايدن إلى إسرائيل والسعودية الأسبوع المقبل.

ومن المقرر أن يهبط بايدن بعد ظهر الأربعاء في مطار بن غوريون الدولي بالقرب من تل أبيب، حيث سيستقبله رئيس الوزراء يائير لبيد في حفل استقبال رسمي.

وستشمل رحلته المزدحمة إلى إسرائيل التي تستغرق يومين لقاءات مع القادة الإسرائيليين، وجولة في العديد من أنظمة الأمن الإسرائيلية بما في ذلك الشعاع الحديدي، وزيارة لمتحف "ياد فاشيم" للهولوكوست في القدس، وخطاب في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية اليهودية "المكابيا".

وسيلتقي بايدن بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم، حيث من المتوقع أن يعلن عن مجموعة من الخطوات تهدف إلى تعزيز السلطة الفلسطينية، قال مسؤول أمريكي كبير لتايمز أوف إسرائيل يوم الأربعاء في محادثة حول رحلة بايدن.

وسيعود بايدن بعد ذلك إلى مطار بن غوريون حيث سيقوم برحلة مباشرة نادرة إلى المملكة العربية السعودية لحضور قمة دول مجلس التعاون الخليجي+3.

وفي مبادرة تأمل في ترسيخها قبل وصول الرئيس، تعمل الولايات المتحدة على التوسط في نقل جزيرتين في البحر الأحمر من السيطرة المصرية إلى السعودية في اتفاقية تشمل اتخاذ الرياض لسلسلة من الخطوات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، حسبما أكد دبلوماسي من الشرق الأوسط لتايمز أوف إسرائيل يوم الأربعاء.

وقال الدبلوماسي العربي إن إجراءات التطبيع ستشمل فتح السعودية مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية الإسرائيلية إلى الشرق الأقصى بالإضافة إلى إطلاق رحلات مباشرة بين إسرائيل والسعودية للحجاج المسلمين، مؤكدا بذلك تقرير في موقع "أكسيوس" الإخباري.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - وكالات - تايمز أوف إسرائيل