- المحامي علي ابوحبله
برأي الكتاب والعديد من المحللين السياسيين ومراكز أبحاث استراتجيه فان لقاء الرئيس محمود عباس ووزير الحرب الإسرائيلي في هذا التوقيت وقبيل زيارة بإيدن هو خطأ في الحسابات والتقدير ويفتقد للرؤيا ألاستراتجيه ، وبكل المقاييس أن الاجتماعات مع الإسرائيليين غير مجديه وهذه الاجتماعات تعد عبثيه ومن الصعب جسر الهوه بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، ويجمع مراقبون على استبعاد وجود أفق ملموس لانفراجة لعملية السلام لاسيما مع قيام دول عربية بالتطبيع مع إسرائيل على حساب المزيد من التهميش للقضية الفلسطينية.
حكومة بينت لابيد التي شكلت قبل عام تقريبا وقد أخفقت في الاستمرار بعد حل الكنيست والإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة مع نهاية هذا العام لا تتمتع بأي صلاحيات ، هي حكومة ائتلافيه بمشاركة أحزاب يمينيه متطرفة لا تقر بالحقوق الوطنية الفلسطينية وقد عبر عن ذلك رئيس الحكومه بينت المستقيل برفضه لإقامة دوله فلسطينيه ورفض لقاء الرئيس محمود عباس وحكومته كانت ترى أنه لا داعي للذهاب في عملية سلام مع الفلسطينيين ما دامت تحقق ما تريد عبر الاستيلاء على المزيد من أراضي الضفة الغربية بتعميق الاستيطان وتكريس الاحتلال وتهويد القدس وتسعى حثيثا للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى
اجتماع الرئيس محمود عباس مع غانتس تعيدنا إلى لقاء عباس باولمرت الذي انتهى حيث ابتدأ نعم انتهى لبداية اللقاء وتعود الكره من جديد الى خليفة اولمرت آنذاك مع ليفني التي قادت المفاوضات عن الجانب الإسرائيلي وكانت تريد ترتيب أوراقها وتعود بنا القهقرى وان كان مع موفاز الذي كان متحفظا على المفاوضات ما يعني أننا بدء على عود للمربع الأول وهذا هو حال اللقاء الذي يجمع الرئيس عباس مع بني غانتس قبيل لقاء الرئيس بايدن وبعد الاجتماع الذي جمع الرئيس محمود عباس مع رئيس المكتب السياسي لحماس في الجزائر بحضور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون
ما جدوى الاجتماع مع وزير الحرب الإسرائيلي غانتس وهو يبرر مقتل شرين ابوعاقله قوله " أعبر عن أسفي لمقتل شيرين أبو عاقلة، وقوله ، من واجب جنود الجيش وقادتهم حماية المستوطنين ولهم كل الدعم من المستوى السياسي لأداء مهمتهم، نحن نحافظ على طهارة السلاح ونفعل ما لا يفعله أي جيش لتجنب إيذاء غير المعنيين ، وها هو وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يصرح إن اجتماعه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عُقد بروح طيبة وأجواء إيجابية متناسيا غانتس ما قامت وتقوم به قوات الاحتلال من قتل للفلسطينيين وتشريد ومصادره للأراضي وتوسع استيطاني وتدمير لكل مقومات السلام وخرق وتنصل من كل الاتفاقات المعقودة مع منظمة التحرير الفلسطينية وما تبقى من الاتفاقات هو التنسيق الأمني وهو ما ركز عليه غانتس
"فقد التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، مساء الخميس، وتم الاتفاق على مواصلة التنسيق الأمني. ووقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إن الاجتماع ركز على أهمية خلق أفق سياسي واحترام الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين ووقف الإجراءات والممارسات التي تؤدي إلى تدهور الأوضاع.
وأكد الشيخ أن اللقاء شدد على أهمية تهيئة الأجواء قبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقبة الأسبوع المقبل.
وهنا السؤال عن أي أجواء سياسيه وأي احترام للاتفاقات بحسب بيان عضو اللجنة التنفيذية ومسئول المفاوضات حسين الشيخ ، وجميعنا يستدرك رفض حكومة الاحتلال إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في القدس ، وعلينا أن نذكر أن حكومة لابيد بينت الانتقالية كانت من الحكومات المتشددة والتي تنكرت لجميع الاتفاقات المعقودة مع منظمة التحرير الفلسطينية
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوه هل بتنا أمام سياسات وتضارب في المواقف و تداخل بالصلاحيات وهذا ما سبق و شهدناه بالفعل من نتائج ما تمخض عنه اجتماع حسين الشيخ ووزير الماليه الإسرائيلي الذي تناقض آنذاك وبرنامج الحكومة السياسي ، وهناك ايضا تناقض في التصريحات والمواقف ألعامه وقرارات كثيرة باتت تناقض نفسها بنفسها نتيجة انعدام استراتجيه وطنيه ومرجعيه تشريعيه يتم من خلالها المسائلة والمحاسبة عن سياسة التخبط ، وهذا يجعلنا أمام تساؤل أين ألاستراتجيه الوطنية ، التي تضع المصالح الوطنية الفلسطينية في سلم أولوياتها وتضع خطه وطنيه لكيفية مواجهة مخطط تصفيه القضية الفلسطينية.وفي مقدمتها إفشال مخطط فصل غزه عن الضفة الغربية ومخطط تهويد القدس وفرض سياسة الأمر الواقع لسياسة القضم والضم التدريجي
المفاوضات ليست تحسين الحياة المعيشية وتحسين الاقتصاد وفق الشروط للمحتل والذي يرغب بالإبقاء على هيمنته على مقدرات شعبنا الفلسطيني ويسعى حثيثا لضم الاغوار وشمال البحر الميت والمستوطنات لاسرائيل فهل حقا التفاوض مع اسرائيل واجتماع الرئيس محمود عباس وغانتس اجتماعات مجديه وتثني الاحتلال عن مشاريعه التوسعية
مطلوب وضع برنامج وطني فلسطيني يعتمد على رؤيا وطنيه ووقف الاجتماعات العبثية مع أي مسئول إسرائيلي قبل تحقق الشروط الفلسطينية فاي اجتماعات لا هدف لها من قبل المسئولون الإسرائيليون سوى تجميل صورة الاحتلال على حساب المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني ، وبحقيقة الواقع تصريحات حسين الشيخ بخصوص اجتماع الرئيس محمود عباس مع وزير الحرب غانتس باتت مكرره وتفتقد للرؤية ألاستراتجيه والموقف والقرار الاستراتيجي الذي يرقى لمستوى التحديات لترتسم علامات التساؤل ؟؟؟ من يرسم السياسات ألاستراتجيه الوطنية الفلسطينية في مسار المفاوضات مع إسرائيل.
وكل الدلائل والمؤشرات " أن الإدارة الديمقراطية، بزعامة جو بايدن، لا تعطي الملف الفلسطيني أي اهتمام". على الفلسطينيين ان يدركوا جيدا وان لا يقعوا في أخطاء الماضي ويشرعوا بضرورة ترتيب البيت الفلسطيني وتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام كاولويه تقتضيها مقتضيات المرحله ألراهنه لمواجهة مخطط ما يخطط له اليمين الصهيوني لإدارة الصراع في ظل الانقسام
وأمام التهديدات والتحذيرات التي أطلقها الرئيس محمود عباس قبيل زيارة الرئيس الأمريكي بايدن والتي تبددت وبطل مفعولها بهذا اللقاء حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن اجتماعه مع رئيس السلطة الفلسطينية عُقد بروح طيبة وأجواء إيجابية. وأضاف غانتس "اتفقت مع عباس على مواصلة التنسيق الأمني الوثيق وتجنب أي إجراءات تضعف الاستقرار".
ويعد هذا اللقاء الثالث بين عباس وغانتس، وسبق أن التقيا في ديسمبر/كانون الأول 2021، وأغسطس/آب 2021 في مقر الرئاسة بمدينة رام الله (وسط الضفة الغربية المحتلة . وعقب كل لقاء لم يلمس الفلسطينيون خلالها سوى المزيد من التصعيد والتوغل في أعمال القتل ومصادرة الاراضي والاستيطان والتوسع في البناء الاستيطاني
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن اللقاء هدفه تجميل صورة الاحتلال وان عقده يأتي قبل الزيارة المرتقبة للرئيس بايدن إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية بين 13 و15 يوليو/تموز الجاري، ومن هناك سيتوجه إلى السعودية. ومحصلة اللقاء انه غير ذي جدوى لان غانتس لا يملك أي صلاحيه لتحريك المفاوضات ولا حتى بايدن نفسه لان وضعية الحكومه الانتقاليه لا تسمح بذلك
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت