الحرب النفسية الإسرائيلية وحرب الشائعات في ظل اعلام عربي الا ما رحم ربي

بقلم: علي ابوحبله

علي ابوحبله.webp
  • المحامي علي ابوحبله  

لا بد من التصدي للحرب النفسية التي تقودها وسائل الإعلام الإسرائيلي ضد المواطن العربي والعقل العربي لتغيير الإدراك والسلوك لوجود إسرائيل والتعامل معها، بدل عدائها وهذا ما دأبت عليه الجهات المتخصصة بالحرب النفسية بشن حملتها لإضعاف روح المقاومة ضد إسرائيل، وازدادت وتيرة ونبرة الخطاب الاعلامي مع زيارة بايدن وتستهدف اضعاف الروح المعنويه العربيه والتسليم بالامر الواقع في ظل هرولة البعض من النظام العربي بالتطبيع مع اسرائيل والحمله الاعلاميه التي تترافق مع زيارة بايدن تستهدف السعوديه واستسلامها للتطبيع مع اسرائيل وتستهدف تهيئة الاجواء لاقامة حلف عسكري تحت اسم ناتوا شرق اوسطي ودون اي ردود من قبل الاعلام السعودي والعربي على الحمله للاعلام الاسرائيلي الا من الاعلام المناهض والرافض لكل مخططات التطبيع وعقد اي اتفاقات عسكري او احلاف تقودها او تشارك فيها اسرائيل

بتنا أمام حرب نفسيه مشرعة الأبواب وتستهدف الفلسطيني والعربي لإضعاف مقاومته وصولا لتحقيق هزيمته نفسيا ليستسلم أمام فرض سياسة الأمر الواقع، وهنا لا بد من شن هجمة معاكسة ومهاجمة ومحاصرة إسرائيل بالأسلوب والوسائل نفسها.

إنّ الحرب النفسية هي «حرب العصر»، حيث إنها حرب تغيير السلوكيات والقناعات وميدانها الشعوب والأفراد مدنيين كانوا أم عسكريين، وهي من أخطر الأسلحة؛ لأنها تقوم على إضعاف معنويات الخصم وتحطيم إرادته وهنا مكمن قوتها، إضافة لذلك فقد أصبح من الصعب على الدول -حتى العظمى منها- تحمل تكاليف الحرب العسكرية المباشرة التي تستنزف طاقاتها المالية والاقتصادية بشكل هائل، خاصة مع ترّدي الوضع المالي والاقتصادي لأكبر الدول في العالم، إضافة إلى رفض معظم شعوب تلك الدول بالزج بأبنائها في أتون الحروب المشتعلة، فلذلك اختارت تلك الدول أن تهزم أعداءها وتحكم سيطرتها عليهم من خلال ممارسة الحرب النفسية، فأنشأوا في سبيل ذلك مكاتب تكون تابعة لأجهزة الاستخبارات عادةً، شغلها الشاغل التخطيط ووضع الاستراتيجيات لهذا النوع من الحروب، وهمّها نشر الشائعات وزرع الفتن، والترصد والتضليل ضد أعدائها لحماية أمنها القومي على المدى البعيد كهدف رئيس قبل كل شيء.

فقد نجحت تلك الدول في أغلب الأحيان في تحقيق أهدافها من دون النزول إلى الأرض أو تعريض جنودها للخطر، ولكن في بعض الأوقات الأخرى تكون الحرب النفسية مقدمة للحرب العسكرية مثلما وقع في العراق مثلا، فيتم إطلاق الترسانة الإعلامية، والعمل في الخفاء، لتعبيد الطريق للقوات المهاجمة بعد ذلك..

الحرب النفسية هي حرب معنوية بالأساس وقد  اختلف المتخصصون في مبناها اللغوي فمنهم من يطلق عليها حرب العصابات والحرب الباردة أو حرب الأفكار والحرب الدعائية، ولكنهم جميعا اتفقوا على معناها، بأنها شكل من أشكال الصراع الذي يهدف للتأثير على الخصم وإضعاف معنوياته وتوجيه فكره وعقيدته وآرائه وإحلال أفكار أخرى مكانها تكون في خدمة الطرف الذي يشن الحرب النفسية، إذا فهي حرب لا يمكن مواجهتها الند للند لأنّها تدور في الظلام وخلف الستار وتتغلغل بدون لفت الأنظار أو إحداث أي ضجيج.

وقد تعددت التعريفات للحرب النفسية وتنوعت، حيث يُعتبر الكولونيل» بلاو « أول من وضع أسس الحرب النفسية وذلك عام 1935، إذ كان يشغل منصب رئيس المعمل النفسي في وزارة الدفاع، بينما كان أول ظهور لهذا المصطلح بشكل رسمي على يد الأمريكي لينبارجر سنة 1954 حيث يقول إنها الاستخدام المنظم للدعاية والتدابير الإعلامية المقاربة بهدف التأثير في آراء وعواطف فئات الأجانب في البلدان المعادية من أجل تحقيق أهداف السياسة القومية أو الأهداف العسكرية، بينما تعرّفها وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون بأنها استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول للدعاية وغيرها من الإجراءات الإعلامية التي تستهدف جماعات معادية أو محايدة أو صديقة بغية التأثير على آرائها واتجاهاتها وسلوكها بطريقة تساعد الدول المستخدمة لهذا المخطط على تحقيق سياساتها وأهدافها ومصالحها، ويمكن القول كتعريف إجرائي بأنها حملة شاملة تُستعمل فيها كل الأدوات المستطاعة وكل الأجهزة للتأثير في عقول جماعة محددة بهدف تهديم قناعات معينة وإحلال أخرى في مكانها تتماشى مع مصالح الطرف الذي يشن الحملة. وهذا ما تقوم به اسرائيل عبر اعلامها لهزيمة العرب والتسليم بالامر الواقع والمتتبع للاعلام العبري يصل لنتيجه ان السعوديه استسلمت لمخطط التطبيع وقبلت مع مصر والاردن والعراق ومجلس التعاون الخليجي بان تكون اسرائيل جزء من المنظومه الامنيه الشرق اوسطيه تحت عنون معاداة ايران

ووفق تلك الاخبار والحرب الاعلاميه والفبركات الاخباريه يظهر لنا جليا خطورة الشائعات والحرب النفسية الاسرائيلية ومدى قدرتها على اختراق الصفوف ومحاولات إضعاف المعنويات وبث القلاقل والفتن داخل المجتمع العربي ، إن الحرب النفسية التي يتعرض لها العرب و الفلسطينيون  يرصد لها ميزانيات بالملايين فما نحن فاعلون لمواجهة الحرب النفسية التي تشنها اسرائيل وتستهدف النيل من قوتنا وإرادتنا، هل علينا الاستسلام ضمن سياسة فرض الامر الواقع أو  عدم الاستسلام والتصدي  للشائعات وحملات التضليل ورفض تغيير السلوكيات والادراك تجاه من يحتل الارض والقدس وفلسطين ويصر على معاداة الامه العربيه والهيمنه والسيطره على مقدراتها والتي  تتماشى مع مصالح الطرف الذي يشن الحملة.

من هنا يظهر لنا جليا خطورة الشائعات والحرب النفسية الاسرائيلية ومدى قدرتها على اختراق الصفوف ومحاولات إضعاف المعنويات وبث القلاقل والفتن داخل المجتمع العربي والتي تتطلب التصدي لها بكل الوسائل والامكانيات المتاحه على اعتبار ان وجود اسرائيل دخيل على المنطقه ووجودها مرتبط بمصالح امريكا والغرب وهو كيان غير قادر على حماية نفسه بنفسه دون الدعم الامريكي والغربي وكيف لهذا الكيان الغريب والدخيل القدره على حماية الامن القومي العربي وهنا تكمن اهمية كيفية التصدي للحملات الاعلاميه وحرب الشائعات للماكينه الاعلاميه الصهيونيه التي تصور الكيان الاسرائيلي سوبرمان المنطقه

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت