- أحمد إبراهيم
تستعد السلطة الفلسطينية حاليا لاستقبال الرئيس الأميركي جو بايدن ، والذي سيتوجه إلى مدينة بيت لحم ،الأمر الذي يفسر الاستعدادات الأمنية الواسعة التي تقوم بها السلطة الفلسطينية وبعض من كبار المسؤولين الأمنيين. وقالت مصادر فلسطينية أن قوات الأمن قامت بنشر العديد من الحواجز في جميع أنحاء المنطقة من أجل الحفاظ على النظام ، فضلا عن التعاطي مع أي حوادث أمنية من شأنها الإضرار بالزيارة ، والتي يمكن أن تستخدم لصالح المعارضة الفلسطينية وتحديدا حركة حماس التي أعلنت وعبر المتحدث باسمها حازم قاسم عن تحفضظها على الزيارة بل وانتقدت التوجهات السياسية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي قبل توجهه إلى المنطقة.
ولا يخفى على أحد دقة هذه الزيارة ، والأهم الجدال الفلسطيني الداخلي الحاصل معها ، خاصة في ظل الجمود السياسي إزاء عملية السلام ودور الولايات المتحدة في دعم عمليات السلام الإسرائيلية مع العرب ، ومنها ما يعرف باسم الاتفاقات الإبراهيمية سواء مع دولة الإمارات أو المغرب أو البحرين أو حتى بصورة أو بأخرى مع السودان.
صراحة فإن الخلاف السياسي دوما مقبول ، ولكل فصيل من فصائل الوطن الحرية في الإعلان عن موقفه السياسي إزاء زيارة بايدن أو أي زيارة يقوم بها أي مسؤول سياسي في العالم ، غير أن هذا يجب ألا يكون ويحصل على حساب الوطن.
الجميع يعرف أن هناك تجاذبات سياسية بين حركة فتح والفصائل الفلسطينية ، غير أننا وفي النهاية نمتلك منظمة التحرير الفلسطينية ، والحكومة الجامعة لنا من مختلف الشتات ، صحيح أن الوضع السياسي ليس ورديا ولكن بالنهاية يجب أن نظهر للعالم أن هناك وحدة فلسطينية رغم الاختلاف.
أتمنى وخلال الساعات المقبلة أن نظهر ونوضح للعالم أن بفلسطين سلطة حاكمة وقوية ونرسل رسالة سلام من مدينة السلام أرض الطيبين بيت لحم باننا شعب متحضر ، يكرم دوما الضيف مهما كان حجم الخلاف معه.
أتذكر يوما أن الخالد رحمه الله ياسر عرفات أنتقد بعض من شباب منظمة التحرير الفلسطينية وجامعة بير زيت عقب اعتدائهم على أحد المسؤولين الفرنسيين بسبب موقفه السياسي الداعم لإسرائيل ، وهنا كان لعرفات جملة خالدة ، حيث قال "جاء لنا ضيفا ووضع الحق علينا".
عموما الجميع يعلم حجم التحديات السياسية التي تعيشها قضيتنا سواء المنطقة أو العالم ، الأمر الذي يفرض علينا الالتفات والانتباه لحجم هذه التحديات الذي يتواصل كل يوم بلا توقف ، آملين في أن تمر زيارة بايدن بسلام لأرض السلام ....فلسطين الحبيبة.
من ناحية أخرى قالت مصادر إعلامية فلسطينية صباح اليوم أن هناك ما يمكن وصفه بالخلافات التي تفجرت بين الجانبين الفلسطيني والأميركي بشأن صياغة البيان الختامي عن القمة التي ستعقد بين الرئيس محمود عباس ونظيره الأميركي جو بايدن في بيت لحم ظهر يوم غد الجمعة.
وفي هذا الصدد فقد ذكرت تقارير صحفية إن اللقاء الذي سيعقد غدا بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأميركي جو بايدن يليه بيانين الأول للرئيس الأمريكي والثاني للرئيس الفلسطيني بسبب وجود خلافات بشأن صياغة بيان مشترك. وقالت مصادر فلسطينية أن الفريق الأميركي طلب من الفلسطينيين الموافقة على بيان مشترك يعطي فيه الرئيس عباس موافقته ومباركته العلنية لاتفاقات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية ، باعتبار أن التطبيع العربي الإسرائيلي يسهم في حل القضية الفلسطينية ويسهل بدء مفاوضات سياسية جادة ومباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل. غير أن الرئيس محمود عباس رفض تماما إصدار هذا البيان أو حتى التلميح به .
وأشار الرئيس إلى أن الرئيس محمود عباس رفض أيضا إصدار بيان لا يحمل فيه إسرائيل مسؤولية ما جرى من أحداث في حي الشيخ جراح ، مؤكدا أن قوات الأمن الإسرائيلية والحكومة كانا شريكان في الاعتداءات التي وقعت على الفلسطينيين .
أنتهى الحديث ولكن دوما سيبق الأمل طالما بقت القضية ...حفظ الله الوطن وحفظ الله أبنائه من كل سوء.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت