مؤتمر جده للأمن والتنمية برؤيا واستراتجيه عربيه

بقلم: علي ابوحبله

قمة_جدة_للأمن_والتنمية..jpg
  • المحامي علي ابوحبله

مؤتمر جده للأمن والتنمية عكست موقف عربي موحد وتبني استراتجيه برؤيا عربيه وتكامل وتعاون اقتصادي ،  فقد ـ أكد القادة رؤيتهم المشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار، وما يتطلبه ذلك من أهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة في سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها، وتطوير سبل التعاون والتكامل بين دولها، والتصدي المشترك للتحديات التي تواجهها، والالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية.

وأكد القادة ضرورة التوصل لحل عادل للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، مشددين على أهمية المبادرة العربية. وأكد القادة ضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، واحترام الوضع التاريخي القائم في القدس ومقدساتها، وعلى الدور الرئيسي للوصاية الهاشمية في هذا السياق. كما أكد القادة أهمية دعم الاقتصاد الفلسطيني ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا). وأشاد الرئيس بايدن بالأدوار المهمة في عملية السلام للأردن ومصر، ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودعمها للشعب الفلسطيني ومؤسساته.

وجدد القادة عزمهم على تطوير التعاون والتكامل الإقليمي والمشاريع المشتركة بين دولهم بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، والتصدي الجماعي لتحديات المناخ من خلال تسريع الطموحات البيئية، ودعم الابتكار والشراكات، بما فيها باستخدام نهج الاقتصاد الدائري للكربون وتطوير مصادر متجددة للطاقة. وأشاد القادة في هذا الإطار باتفاقيات الربط الكهربائي بين المملكة العربية السعودية والعراق، وبين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعراق، وبين المملكة العربية السعودية وكل من الأردن ومصر، والربط الكهربائي بين مصر والأردن والعراق.

وبصرف النظر عن الظروف والأسباب والدوافع من وراء طرح الإدارة الأميركية لمشروعها  لتشكيل حلف أو ناتوا شرق أوسط جديد ، فإنه واجه وبلا شك رفض وممانعة عربية رسمية وشعبية واضحة تمثلت في الخطابات التي سمعها الرئيس الأمريكي بايدن من زعماء الدول التي شاركت بمؤتمر جده ، في حين اعتبرته إسرائيل محصّلة للأهداف والطموحات الأميركية المشتركة في ظل الظروف الدولية الجديدة. وعلى اعتبار أن هذا المشروع يخدم اسرائيل وأمنها على حساب الامن القومي العربي وسيادة وأمن الدول العربية

وفي الاستنتاجات النهائية فإن المشروع الأميركي للشرق الأوسط  لم يعد ممكنا في ظل الرؤى والمواقف العربية ، وفي ظل تغير موازين القوى وإنهاء التحكم القطبي الأحادي بسبب تداعيات الحرب الروسية الاوكرانيه ، حيث نلمس توجه عربي جديد خلال الكلمات للقاده العرب برؤيا واستراتجيه عربيه تحفظ للعرب مكانتهم ووجودهم  والتعامل مع دول الجوار وخاصة إيران بفتح الأفاق للتعاون معها بشروط عربيه تضمن عدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية ووقف الحروب المفتعلة    

مؤتمر جده للأمن والتنمية أعاد  القضية الفلسطينية لتتصدر الأولويات والاهتمام العربي وأكد القادة العرب  تمسكهم بالمبادرة العربية للسلام وفق مفهوم  الأرض مقابل السلام بعكس المفهوم الإسرائيلي الأمن مقابل السلام وكانت رسالة واضحة للرئيس الأمريكي بإيدن  بصوت ورؤيا عربيه جامعه  لا يمكن القبول بإسرائيل بأي منظومة أمنيه وان العرب قادرين على حماية أمنهم القومي وأظهرت القمة تباين في المواقف بين الاداره الامريكيه وبين  الملوك والقادة وتمسكهم بعروبة القدس  والمقدسات ودعم للمواقف الاردنيه بصفتها صاحبة الولاية الهاشمية على المقدسات الاسلاميه في القدس مع إجماع القادة العرب   على ضرورة تطبيق قرارات الشرعية وإصرار على أن فلسطين جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي العربي حيث تطرق جلالة الملك عبد الثاني الى ذلك صراحة ، بالقول  يجب إشراك السلطة الفلسطينية في كل مخططات التنمية فلا امن ولا تنمية بدون حل القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية

وكانت كلمة  أمير قطر تعبير وانعكاس للرؤيا الوطنية وال استراتجيه العربية  انتقد فيه موقف إسرائيل وقال أن  المخاطر المحدقة بالمنطقة في ظل الوضع الدولي المتوتر تتطلب إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية و سيظل أحد أهم مصادر التوتر وعدم الاستقرار قائما ما لم تتوقف إسرائيل عن انتهاكاتها للقانون الدولي

وان  الدول العربية أجمعت رغم خلافاتها على مبادرة سلام عربية ولا يصح  التخلي عنها لمجرد أن إسرائيل ترفضها وأضاف أن  التوتر سيظل قائما ما لم تتوقف إسرائيل عن بناء المستوطنات وتغيير طابع القدس واستمرار الحصار على غزة منوها  لم يعد ممكنا تفهم استمرار الاحتلال بسبب السياسات الانتقائية في تطبيق قرارات الشـرعية الدولية

وأضاف نتطلع لدور فعال لواشنطن في الدعوة لمفاوضات لتسوية القضية الفلسطينية على أساس مبدأ حل الدولتين ، هذا عدا المواقف للأمير السعودي ولي العهد محمد ابن سلمان وتنبئ حقيقة بالتغير الايجابي السعودي برؤيا عربيه جامعه  لصالح امن وسلام المنطقة وإنهاء الصراعات والحروب  لصالح الأمن والاستقرار وتفويت الفرص على المتربصين بأمن ألامه العربية

هذه المواقف العربية جميعها التي حضرت القمة تصدرت كلماتها واهتماماتها القضية الفلسطينية وتجاهلت من خلالها أي حديث عن حلف شرق أوسطي وهو من بين ما حمله بإيدن في زيارته وما روجت له إسرائيل عبر تصريحات وحمله إعلاميه مضلله بددتها المواقف العربية بإجماع الجميع أن مفتاح الأمن والسلام حل القضية الفلسطينية حلا عادلا ولسان حال الجميع يجب وقف التعامل بسياسة الكيل بمكيالين وعلى إسرائيل أن تذعن لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وأن امن الدول العربية هي مسؤولية العرب جميعا ضمن مفهوم أن الأمن القومي العربي مسؤولية عربيه

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت