اختتمت التعاون، بالشراكة مع جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية)، أنشطة حملة "زيتوننا.. رمز صمودنا" والتي تهدف إلى تعزيز صمود المزارعين الفلسطينيين وإلى حماية الأراضي الفلسطينية المتضررة من اعتداءات المستوطنين والاحتلال والتي ترتفع فيها نسبة البطالة وتعاني من التهميش، وذلك من خلال زراعة آلاف أشجار الزيتون في مناطق مختلفة في الضفة الغربية.
استمرت الحملة على مدار عام كامل، وعملت على توفير ما يزيد عن 15,240 من الأشتال تم زراعتها على ما يزيد عن 900 دونم من الأراضي الزراعية في كل من جنين وطولكرم ونابلس ورام الله وقلقيلية والخليل وشمال غرب القدس، استفاد منها 329 مزارع. كما قامت الحملة بتوفير ما يزيد عن 900 فرصة عمل.
عملت الحملة على استصلاح بعض الأراضي الزراعية، حيث قامت بتوفير أعمال التسوية لما يقارب 70 دونم، وبناء 1560 متر من الجدران الاستنادية لحماية الأراضي من انجراف التربة، وتسييج ما يقارب 170 دونم، بالإضافة إلى حفر 6 من آبار جمع المياه.
وتأتي هذه الحملة انسجاما مع رؤية التعاون في تعزيز صمود الفلسطينيين والحفاظ على الهوية الفلسطينية الحية. أكد الأستاذ وليد نمور، مدير فرع فلسطين، على أهمية هذه الحملة في حماية الأراضي الفلسطينية وفي دعم المزارع الفلسطيني، وأشار إلى مكانة الزيتون الوطنية ورمزيته في التمسك بالأرض والحياة، مؤكدا على أن التعاون تضع القطاع الزراعي على سلم أولوياتها وتعتبره من أهم القطاعات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في فلسطين. شكر نمور داعمي وممولي الحملة من مؤسسات وأفراد وأعضاء التعاون وثمّن دورهم في إنجاح الحملة.
أما عن الإغاثة الزراعية، فقد قال المدير العام السيد منجد ابو جيش أن هذه الحملة تنسجم انسجاما تاما مع أهداف برنامج تطوير الاراضي الزراعية في الاغاثة الزراعية، وأن تكثيف العمل في هذه المناطق من شأنه أن يشعر المزارع أنه ليس وحيدا في مواجهة مخططات الاحتلال و يشجعه على العمل في أرضه والبقاء فيها، وأثنى على دور مؤسسة التعاون بحملة "زيتوننا.. رمز صمودنا"، وأهمية مثل هذه الحملات في تعزيز صمود المزارعين.
كان للحملة الأثر الكبير على تحسين ظروف المزارعين المستفيدين وتزويدهم بالاحتياجات اللازمة لاستصلاح الأراضي وإعادة توظيفها كمصدر للدخل، حيث تابعت التعاون سير العمل في الميدان ولاحظت الأثر النوعي الذي تركته الحملة، حيث أكد المزارعين على ضرورة استمرار مثل هذه الحملات الداعمة خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها وازدياد نسب البطالة واستمرار التهديدات على أراضيهم، فتقدم هذه الحملات الحماية لهم وتضمن قدرتهم على الاستدامة الاقتصادية. حدثنا المزارع فاروق العقرباوي من بيتا، عن أهمية الحملة بالنسبة له، حيث تطرق إلى مدى صعوبة المحافظة على الأرض واستصلاحها، نظرا للتكاليف العالية والاحتياجات المتجددة لزيادة إنتاجية الأرض، فقدمت الحملة يد العون ليتمكن العقرباوي أخيرا من تسييج الأرض وزراعتها ويعتمد عليها كمصدرا للدخل.