- د. طلال الشريف
من خلاف إلى مشكلة إلى أزمة إلى ورطة
بقايا نظام وبقايا أرض وبقايا تنظيمات وبقايا حلول وبقايا صفقات وبقايا تاريخ بعد أن تغيرت الجغرافيا بشقيها السكاني والمكاني هنا في فلسطين..
استعصاء التفاهم باستعصاء الشراكة بغياب الديموقراطية باستعصاء الثقافة بغياب الإدراك بغياب الحرية باستعصاء التحضر بتمكن القبلية والعائلة والحزب والأنا والهو والنحن والهم المتواصل مع عمق البدائيات بكل ماض تعيس يخيل للعامة بأفضليته على كل حاضر أتعس مما قبله ومستقبل يتلاشى ويتذرى دون أثر للإمساك بتلابيبه لزوم النهوض فتصبح الأحجية سراب أو وكأنها وكأننا وكأنهم ليست حقائق بل أساطير أصبحت تحت البساطير .. بساطيرهم الأرضية ومظلاتنا تحمل من خف عقله أو خفت قدميه خارج حدود ما كان واقعا فأصبح غير متاح وغير قابل للحياة يدفع الهوى والهواء مظلاتنا من عاصمة إلى أخرى تبعد الأميال عن أرضنا المتبخرة بأسباط حيارى التاريخ المجرم ونافخي الكير من جلدتنا وجلودنا وتياستنا غير المسبوقة.
تصوروا أصبحنا رمادا أو سرابا أو لا شيء فيبحث الباحث عنا ولو بميكروسكوب مقوى بآلاف العدسات فلا يجدنا وأن تهيأ للباحث عنا أنه يرى شيئا فهو يرى رائحة نتنة لمتعابطين يقتلون بعضهم في مستنقع ملوث بالآلاف وملايين من ورق البكتيريا الأخضر أبو رأس كبير فيقتلون ويقتلون هكذا وصلنا للورطة التي ما بعدها ورطة وتستعصي على كل الحلول...
ولأننا في الجحيم نتلظى وليس هي نقطة النهاية بل نسير إلى من جحيم أصغر لجحيم أكبر فأكبر..
ضاق كل شيء علينا وما هم بفاهمين ولأن هم ليسوا بفاهمين فتلك خياراتنا أصبحت، وليتها أصبحت بل صارت واقعا، ليس مراً بل نتناً أكثر فظاعة من جيفة ليس على الأرض، والممكن غيرها ..
صفقة القرن يصير الخيار أو يصار إلى الخيار، لكنها بمعاناة الجحيم المجحوم، لها ثمن فظيع يتراوح بين من لا يفم ومن لا يفهم فكلنا لا نفهم حيث رؤسنا ليس فيها إلا الفراغ وثبت بالدليل القاطع أن جماجمنا لا تحتوي إلا الهواء في تجويفها.
كل منا يقدم المبادرات التي تليق بغد شخصي لا يختلف كثيرا عما نحن فيه مآسي فلا جديد ولا حديث ولا جيل حيوي حيث الأجيال دمرت وهؤلاء البقايا هم بقايا من دمروا كل شيء فالدم قادم بين الخلفاء من أصحاب الخلافة الأقدم وأصحاب الخلافة المحدثين وببنهم سر تلاشينا وهزيمتنا .. هل يتصارعون على صفقة ترامب التي أصبحت الحل الوحيد وكما قلنا إنها ليست ببلاش رغم مسخها بل لها أيضا ثمن فظيع يحتاج إدخالنا في أطنان من الدمار وشلالات من الدماء لكي تحدث التوبة النصوح التي ليس بعدها توبة لمجموع الناس الفلسطينين ليأكلون بمنة ويشربون علقما بذل وهوان ولا خيار، وأنتم من أوصلتم شعبنا لهذا، فلماذا ستعذبوننا وستجوعوننا وستقتلوننا وستهجروننا حتى نقبل بالصفقة التي تتوافقان عليها كليكما كليكما كما يخبرنا الحال الساطع كالشمس لما فعلتم وتفعلون لتصلوها أو لتوصلونناها.
حرام ..حرام خليها بدون تعذيب وتوافقوا عليها يا سرسرية التاريخ دون خجل فلم يعد لدينا ما يمكننا من مخالفة ما تفعلون.
إنكم تنتحرون تسقط فتح تسقط حماس يسقط كل التابعين المتفرجين على المآساة وتحيا فلسطين حتى لو أصبحت سرابا.. هي لعنة التاريخ سترونها بأعينكم أو حتى في قبوركم .. استحيوا يا كل من أحس وقع الكلمة بمقاس إجرامه لو بقي لديه إحساس.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت