أصدرت منصة "مسبار" لتقصي الحقائق تقرير بعنوان " أبرز الأخبار المضلّلة عن حرائق الغابات في العالم خلال الصيف الحالي".
وفيما يلي نص التقرير:
تشتعل الحرائق في الغابات خلال الصيف الحالي بشكل واسع في عدد من دول العالم نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، مثل فرنسا، اسبانيا، المغرب وغيرها من الدول. وقد رافق اندلاع تلك الحرائق انتشار الأخبار المضلّلة حولها.
في مقال على موقع الصليب الـأحمر الكندي، يحمل عنوان "لماذا يُمكن أن تكون المعلومات المضلّلة خطيرة في الكوارث"، أكدت الكاتبة جانيس بابينو أنّ إمكانية انتشار المعلومات المضلّلة والشائعات أثناء الكوارث على نطاق واسع من خلال الكلام الشفهي، إنّما عبر وسائل التواصل الاجتماعي في المقام الأول، واصفةً ذلك بالأمر الخطير لأنه يمكن أن يعرض الأشخاص للخطر ويؤثر سلبًا على جهود عمال الطوارئ ومنظمات الإغاثة.
وأضافت أنّ مواجهة فيضانٍ أو حريقٍ أو انقطاعٍ للتيار الكهربائي، يصبح أكثر صعوبة عندما يكون هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها. وأكدت أنّه في حالات الطوارئ من الضروري التحقق من صحة المعلومات التي تتم مشاركتها عبر الإنترنت.
حرائق أستراليا 2020 مثالاً
في عام 2020 شهدت أستراليا حرائق ضخمة، دمّرت مساحات واسعة من الغابات، رافقها انتشارٌ للأخبار الكاذبة، ففي مقال يحمل عنوان )في حملة للتضليل" في أستراليا: نشر [AN1] الروبوتات والمتصيدون ادعاءات كاذبة حول إشعال الحرائق( على موقع صحيفة ذا غارديان، جاء أنّ الحسابات الوهمية والمتصيدون انخرطوا في حملة تضليل ضخّمت دور إشعال الحرائق المتعمد في كارثة اشتعال الغابات في أستراليا عام 2020، بحسب تحليل وسائل التواصل الاجتماعي.
إذ فحص الدكتور تيموثي غراهام، كبير المحاضرين في جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا حول تحليل الشبكات الاجتماعية ، المحتوى المنشور على وسم الحرائق المتعمدة أو The arsonemergency على تويتر، ووجد تحليله الأولي أنه من المحتمل أنه يوجد حملة تضليل على الوسم المذكور، بسبب العدد الكبير المريب للحسابات الشبيهة بالروبوتات.
وقال غراهام "يبدو أن أستراليا غرقت فجأة في المعلومات الخاطئة والمضللة نتيجة لهذه الكارثة البيئية، مما يزيد المعاناة من عواقب تضخم الاستقطاب وزيادة الصعوبة وعدم قدرة المواطنين على تمييز الحقيقة".
ويرى أنّ نظريات المؤامرة التي تدور حول العالم تعكس زيادة عدم الثقة في الخبرة العلمية والتشكيك في وسائل الإعلام، ورفض السلطة الديمقراطية الليبرالية. هذه كلها تُعدّ عوامل رئيسية في الكفاح العالمي ضد المعلومات المضللة.
مسبار يرصد عشرات الأخبار الكاذبة حول اشتعال حرائق الغابات
تحقّق "مسبار" من صورة تداولتها صفحات وحسابات على موقعي فيسبوك وتويتر، تُظهر حريقًا ضخمًا في أكبر مزرعة قنب هندي في المغرب، ووجد أنّ الادعاء مضلّل، إذ إنّ الصورة من مدينة جيروند الفرنسية وليست من الحرائق الأخيرة في المغرب. كما لم يعثر "مسبار" على أنباء حول نشوب حرائق في مزارع للقنب الهندي في المغرب.
وتداولت وسائل إعلام ومواقع إلكترونية وحسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورةً ادّعت أنّها من الحرائق التي انتشرت في دول أوروبا مؤخرًا، بسبب درجات الحرارة العالية. وأظهر تحقّق "مسبار" أنّ الادّعاء مضلّل، وأنّ الصورة قديمة وتعود إلى حرائق نشبت في منطقة مارسدن مور، بالقرب من هدرسفيلد شمالي إنجلترا، يوم 27 إبريل/نيسان عام 2021.
وفنّد "مسبار" ادعاءً عن صورة مضلّلة لحريق اندلع في جبل بوقرنين جنوبي تونس، وتبيّن أنّها توثّق حرائق غابات في مقاطعة إيستلاند في ولاية تكساس، جنوبي الولايات المتحدة الأميركية، في مارس/آذار 2022.
وتداولت حسابات وصفحات على "فيسبوك" و"تويتر"، صورة ادّعت أنّها لرجال الإطفاء في تونس بعد إخمادهم حريق جبل بوقرنين. وبالتحقّق اتضّح أنّ الادّعاء مضلّل. إذ تعود الصورة لرجال إطفاء من فرنسا بعد محاولة إخماد النيران التي اشتعلت في غابات مدينة جيروند منذ 12 يوليو/تموز الجاري، ووثّقت المشهد حسابات فرنسية يوم 16 يوليو.
ورصد "مسبار" صورةً ادّعى ناشروها أنّها للحرائق التي نشبت في مقاطعة زامورا الإسبانية، وتسبّبت في تعليق حركة القطارات بين مدريد وإقليم غاليسيا. ووجدّ أنّ الادّعاء مضلّل والصورة من فرنسا وليست من إسبانيا، إذ نشرها فريق الإطفاء في منطقة جيروند الفرنسية يوم الجمعة 15 يوليو/تموز الجاري، لحريق اندلع بالقرب من لانديراس جنوب غربي فرنسا، يوم الخميس 14 يوليو الجاري.
وانتشر عبر صفحات وحسابات على موقعي فيسبوك وتويتر، مقطع فيديو زعمت أنّه لاحتراق مسجد خلال موجة الحر الأخيرة شمالي المغرب، وأرفقته بوسم "#المغرب_يحترق"، ليجد "مسبار" أنّ الادّعاء مضلّل، إذ إنّ مقطع الفيديو منشور منذ 15 يونيو/حزيران الفائت، على أنّه لحريق في أحد المساجد العتيقة في منطقة سيدي البرنوصي في مدينة الدار البيضاء المغربية.
وتحقّق فريق مسبار من صورة ادّعى ناشروها أنّها من الحرائق التي اندلعت في غابات جنوب غرب فرنسا مؤخرًا. ووجدّ أنّ الادّعاء مضلّل والصورة قديمة تعود إلى نيران التهمت أحد المنازل خلال حريق هائل في ضاحية مدينة فولا، جنوبي العاصمة اليونانية أثينا، في الرابع من يونيو/حزيران الفائت.
وتداولت وسائل إعلام وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة ادّعت أنّها من حرائق الغابات التي اندلعت في تركيا، مؤخرًا. ووجد "مسبار" أنّ الادّعاء مضلل والصورة قديمة تعود إلى حرائق وقعت بالقرب من بحيرة فرينشمان في غابة مقاطعة بلوماس الوطنية، في كاليفورنيا، يوم 8 يوليو/تموز عام 2021.
وتداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زاعمةً أنّه من الحرائق الأخيرة التي نشبت في أقاليم العرائش ووزان وتطوان وتازة في المغرب، وأنّه يوثق محاولة السكان إطفاء الحرائق في غياب مروحيات الإطفاء. ووجد "مسبار" أنّ الادّعاء مضلّل وقديم ومنشور في موقع يورو نيوز عربي منذ 16 أغسطس/آب عام 2021، على أنه لحريق اندلع في غابة قريبة من مدينة شفشاون شمالي المغرب.
وانتشر عبر حسابات وصفحات على موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، صورةً ادّعت أنّها لحريق اندلع مؤخرًا في جبال جرمة في ولاية باتنة الجزائرية. ليُظهر تحقق "مسبار" أنّ الادّعاء مضلّل والصورة قديمة، نُشرت في سبتمبر/أيلول 2020 على أنّها من حرائق اندلعت في جبالٍ في سورية.
وتداولت مواقع إلكترونية وصفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة ادّعت أنّها من الحريق الذي اندلع في إقليم العرائش شمالي المغرب. ليتبين بالتحقّق أنّ الصورة قديمة وتعود إلى حرائق شهدتها منطقة شفشاون في أغسطس/آب 2021.
وتحقّق "مسبار" من صورةٍ ادّعى ناشروها على موقع فيسبوك، أنّها لحريق اندلع في جبل بلهوان في قبلاط التونسية. ووجدّ أن الادّعاء مضلّل والصورة قديمة نُشرت في يناير/كانون الثاني 2020، على أنّها لحرائق نشبت في غابات الساحل الجنوبي لولاية نيو ساوث ويلز، جنوب شرق أستراليا.
ما السبيل للحصول على معلومات موثوقة في حالات الطوارئ والكوارث؟
نصحت الكاتبة جانيس بابينو في المقال المذكور أعلاه، بعدد من الخطوات قبل حدوث حالة الطوارئ، مثل: اتباع قنوات موثوقة للمعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي، والاشتراك في التنبيهات، وتنزيل تطبيقات طقس موثوقة لضمان تلقي تحذيرات وإبلاغات في حالة حدوث كارثة.
أما أثناء حالات الطوارئ، لا بد أن تشارك الحكومات المحلية والإقليمية ومسؤولو ووكالات الطوارئ والمرافق والصليب الأحمر جميعًا، المعلومات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الإنترنت. كما نصحت بضرورة:
- التحقق من تاريخ النشر.
- مشاركة المعلومات الحديثة.
- ضمان صدقيّة المصدر.
- السؤال حول المعلومات التي تبدو غير محببة.