أدّى عشرات الآلاف صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى، رغم التشديدات والقيود التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في محيط البلدة القديمة والمسجد المبارك.
وقدرت دائرة الأوقاف الإسلامية بأنّ نحو أربعين ألف مصلٍّ من القدس والضفة الغربية وداخل أراضي الـ 48 أدوا صلاة الجمعة في ساحات المسجد الأقصى.
وأفادت مصادر مقدسية بأن قوات الاحتلال انتشرت في شوارع المدينة ومحيط المسجد الأقصى، وتمركزت عند بواباته، وأوقفت المصلين ودققت في هوياتهم الشخصية، ومنعت دخول عدد منهم إلى القدس لأداء الصلاة، واعتقلت الشاب محمد أبو نجمة قرب باب الأسباط.
وشهدت باحات المسجد الأقصى مشاركة واسعة في صلاة فجر الجمعة، نصرة للمسجد الأقصى والقدس، وتصديا لمخططات الاحتلال والمستوطنين ومحاولاتهم الحثيثة لتهويد المقدسات الإسلامية، وردا على دعوات أطلقتها جماعات ما يسمى "الهيكل" المزعوم لتنظيم اقتحامات مركزية للمسجد الأقصى، في السابع من آب المقبل.
وخلال خطبة الجمعة حذر الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك من أغفال وإهمال مناهج التعليم في القدس المحتلة والسماح للاحتلال بالمساس بها.
وقال الشيخ عكرمة إن من حق الشعب الفلسطيني تطبيق المناهج التي تنبثق عن معتقداته وعاداته وتراثه الوطني.
كما وجه رسالة لأولياء الأمور في القدس لليقظة من المنهاج الذين يتعلمه أبناؤهم، مستنكراً ما قامت به حكومة الاحتلال من إلغاء تصاريح 6 مدارس في القدس بحجة أنها تطبق وتدرس المنهاج الفلسطيني.
كذلك حذر خطيب الأقصى من خطورة مشروع تسوية الأراضي الذي ينفذه الاحتلال في القدس وخارجها.
وقال صبري إن مشروع التسوية يستهدف الوجود الفلسطيني في القدس، من خلال وضع اليد على مساحات واسعة من الأراضي والمئات من البيوت والعقارات المقدسية.
وطالب خطيب الأقصى المقدسيين ان يتنبهوا لهذا الخطر الداهم، وان يكونوا على تواصل مع المختصين والقانونيين لوقف البيوت وقفاً عاماً أو ذرياً، وألا يخطوا خطوة واحدة الا بعد الاستشارة الصحيحة.
وجدد صبري التنبيه لما يتعرض له المسجد الأقصى من مخاطر محدقة به، ومحاولات المستوطنين تحقيق مكاسب على الأرض بين الفينة والأخرى بالتدريج وعلى مراحل بالقوة بدعم مباشر من حكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية.
ولفت إلى أن الجماعات اليهودية تطالب بزيادة عدد ساعات الاقتحام للأقصى، الذي يعتبر حق شرعي للمسلمين فقط بقرار من رب العالمين.
وقال الشيخ عكرمة إن ما يتعرض لها الأقصى يتزامن مع مساعي الاحتلال لتغيير معالم منطقة باب المغاربة وطمس المعالم الاسلامية فيها.