- بقلم : فراس الطيراوي عضو الأمانة العامة للشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام/ شيكاغو.
أخيرًا انتصر المناضل حرّ الإرادة الأسير رائد ريان ابن فلسطين البار وابن بلدة بيت دقو الشمّاء على السجّان والاحتلال، وأوقف إضرابه عن الطعام بعد التوصل إلى اتفاق يقضي إلى إطلاق سراحه وعدم تجديد الاعتقال الإداري .
لقد خاض رائد معركة الأمعاء الخاوية وأضرب عن الطعام ما يربو على (113) يوماً، مصمماً على انتزاع حريته ووأدَ الاعتقال الإداري المرفوض دولياً وإنسانياً وحقوقياً، والذي أوجدته بريطانيا وتخلت عنه فيما بعد، واعتمدته ولا تزال المؤسسة الصهيونية الحاكمة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني داخل الخط الأخضر والأراضي المحتلة العام 1967. وهو شكل من أشكال العقاب الفردي والجماعي دون توجيه تهمة محددة للمعتقلين، وإنما استناداً لفرضية الشبهة.
لقد خاض رائد معركة الأمعاء الخاوية طيلة ثلاثة أشهر ونصف ببطولةٍ ومقاومةٍ لا تلين، ورغم أنه واجه الموت في كل لحظة لكنه لم ييأس أبداً، متمسكاً بالحياة، ليس دفاعاً عن نفسه فقط، بل عن جميع أسرى الحرية الفلسطينيين في باستيلات وزنازين الاحتلال الصهيوني المجرم البغيض، رغم كل الصعوبات والتحديات والأخطار الحقيقية التي يتعرض لها وكادت أن تهدد حياته وتؤدي لِاستشهاده في أية لحظة.
إن تصميم رائد على الإضراب يبرهن العزيمة الصلبة والإرادة التي لا تلين. وما حققه وسجله من انتصار هو امتداد للصمود الفلسطيني بوجه المحتل، والتأكيد مجددًا على قدرة شعبنا وأسراه البواسل على الانتصار في كل معركة يخوضونها ضد الاحتلال.
لقد شكَّلت الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال وكما عهدناها دومًا، أروع النماذج البطولية الإنسانية التّائقة للحرية، كتلك التي أضحى "رائد ريان" أحد عناوينها ورموزها.
إننا نحيي البطل رائد على هذا الصمود الباسل والبطولة الصلبة، ونبارك انتصاره الكبير على السجّان، ونبارك لاهله وأسرته ومحبيه ولشعبنا كافة به.
ختاماً لقد صدق شاعرنا الغائب الحاضر. محمود درويش طيب الله ثراه عندما قال :
"يا داميّ العينين , والكفين !
إن الليل زائلْ
لا غرفةُ التوقيف باقيةٌ
ولا زَرَدُ السلاسلْ !
نيرون مات
ولم تمت روما...
بعينيها تقاتلْ !
وحبوبُ سنبلةٍ تموت
ستملأُ الوادي سنابلْ.."
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت