علق مسؤول أمني إسرائيلي كبير على ما كشفته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس حول تعرض أحد أماكن أسر جنديين إسرائيليين تحتجزهما في غزة لقصف خلال موجة التوتر الأخيرة على قطاع غزة.
وقال المسؤول في حديث نقلته قناة "ريشت كان" العبرية، إن "هذا الإعلان تلاعب كبير وكاذب ونابع من الإحباط والرغبة في التأثير من أجل إجراء مفاوضات قبل الانتخابات .. تعمل إسرائيل بكل الطرق وفي جميع الأوقات لإعادة الأسرى والمفقودين وهكذا سنواصل العمل". وفق تعبيره.
فيما نقل موقع "واي نت" العبري عن مسؤول آخر، قوله: "يجب أن لا نقع في غرام استفزازات حماس .. هذا عار.. بعد 8 سنوات من عملية الجرف الصامد هذا الإعلان ناتج فقط عن حقيقة أننا لا نرمش أمام حماس التي تعيش في حالة يأس من عدم الإفراج عن القتلة .. حماس تتعرض لضغوط كبيرة وسنواصل العمل لإعادة تحرير الأسرى والمفقودين ولن نتوقف عن ذلك، وفي المقابل لن نفرج عن قتلة ملطخة أيديهم بالدماء". وفق تعبيره.
فيما قال تسور غولدن شقيق الجندي هدار الأسير لدى القسام: "عقيدة حماس هي الكذب .. سيدفعون في حماس الثمن غالي على كل لحظة يتواجد فيها شقيقي عندهم". وفق تعبيره
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس، مساء الأحد، إن ما نشرته كتائب القسام حول موضوع الجنود الإسرائيليين الأسرى، يعكس قدرة وحكمة قيادة القسام على اللعب بالأوراق المهمة لديها، وإحداث تحول إستراتيجي في هذا الملف.
ولفت برهوم في تصريح صحفي له، إلى أن ما نشرته كتائب القسام، خطاب موجه أولاً للجمهور الإسرائيلي بأن كل ما تسوقه لهم حكومتهم حول مصير الجنود مجرد أكاذيب للتغطية على ضعفها وفشلها في إدارة هذا الملف.
وأوضح أن ما نُشر إلقاء للكرة مجددًا في مربع حكومة الاحتلال كي تتحمل مسؤولية وتبعات وأثمان إبرام أي صفقة جديدة.
وكشفت كتائب القسام ، يوم الأحد، عن قصف إسرائيل أحد الأماكن خلال حربها الأخيرة على قطاع غزة عام 2021، كان موجودا فيه أحد جندييها الأسيرين لدى الحركة.
وقال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام في تغريدة عبر "تلجرام" : "في الذكرى الثامنة لمعركة العصف المأكول (2014)، والتي أسرت خلالها كتائب القسام جنديين صهيونيين، سمحت قيادة القسام بالكشف عن تعرض أحد الأماكن خلال معركة سيف القدس العام الماضي لقصف صهيوني أدى إلى استشهاد أحد مجاهدي
وحدة الظل وإصابة ثلاثة آخرين أثناء قيامهم بمهمة حراسة أحد الجنديين (في إشارة لآرون شاؤول و هدار غولدن)".
وتعتبر "وحدة الظل" من الوحدات الأمنية السرية لدى كتائب القسام وتتمثل مهمتها في تأمين حياة الجنود الإسرائيليين المأسورين لديها.
وتابع أبو عبيدة: "نتحفظ على الكشف عن اسم الشهيد في هذه المرحلة لأسباب أمنية، وسنعلن عنه لاحقًا بإذن الله عندما تكون الظروف مواتية".
و تحتفظ كتائب القسام، بأربعة أسرى إسرائيليين، هم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014، وآخران دخلا القطاع في ظروف غير واضحة.
آرون شاؤول
ولد آرون شاؤول في 27 ديسمبر/كانون الأول 1993، وأقام في مستوطنة بوريا في منطقة الناصرة، حسب مصادر إسرائيلية.
التحق شاؤول بصفوف الجيش الإسرائيلي، وعمل في لواء النخبة على الحدود مع قطاع غزة، وشارك في الحرب على غزة عام 2014.
أسر مقاتلو كتائب القسام آرون في عملية ضد الجيش الإسرائيلي شرقي غزة، وقعت بتاريخ 20 يوليو/تموز 2014، وأسفرت هذه العملية عن مقتل 14 جنديا إسرائيليا.
لم تعلن إسرائيل عن أسر الجندي إلا عقب إعلان كتائب القسام عن ذلك في شريط بثه الناطق باسمها أبو عبيدة، إذ نشر رقمه العسكري.
وتقول إسرائيل إن شاؤول قُتل، لكن عائلته ترفض قبول هذه الرواية، ومنذ أسره وحتى الآن، لم تقدم حركة "حماس" أي معلومات خاصة به.
هدار غولدن
ولد هدار غولدن في 18 فبراير/شباط 1991، ويحمل رتبة ملازم ثان، بلواء جفعاتي في الجيش الإسرائيلي، وهو من أقرباء وزير الجيش الإسرائيلي السابق موشي يعلون.
أسرت حركة حماس، غولدن في منطقة رفح (جنوبي قطاع غزة) في الأول من أغسطس/آب 2014، أثناء الحرب.
ارتكبت إسرائيل مجزرة في رفح ردا على عملية الاختطاف، ونفذت قصفا عشوائيا على منازل المواطنين، أسفر عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
وقال المحلل السياسي حسن عبدو، إن نشر قناة كتائب القسام عبر تلجرام لصورة الجنديين الأسيرين في غزة، هدار جولدن وشاؤول أرون تحت عنوان (حكومتكم تكذب)، تؤكد وجهة نظر حركة حماس في رئيس وزراء الاحتلال يائير لابيد.
وأضاف في حديث مع وكالة (APA) إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالية تعتبر أكثر تعاطي من سابقيها في ملف الأسرى الإسرائيليين.
وتابع، إن حركة حماس تبذل قصارى جهدها في قضية الأسرى الفلسطينيين، للحصول على صفقة أحرار جديدة، من خلال وضع هذا الملف على الطاولة الإسرائيلية.
وأشار عبدو إلى أن تسليط الضوء على الجنود الأسرى لدى حركة حماس، وتحديداً ظهور إحداهم بحالة مرضية، أثار الرأي العام في المجتمع الإسرائيلي الداخلي.
وتطرق إلى إعلان عائلة الضابط الأسير لدى كتائب القسام في قطاع غزة "هدار غولدين" عن نيتها تنظيم أضخم مسيرة في الذكرى السنوية الثامنة لوقوعه في الأسر، منوهاً إلى أن هذا القرار يشكل ضغطاً على الحكومة الإسرائيلية.
واستدرك عبدو "الضغط على الحكومة الإسرائيلية في هذا الملف، قد يدفعها لفتحه مجدداً مع حركة حماس سيكون لصالح الأسرى الفلسطينيين".