الجيش الإسرائيلي يجند عدد محدود من "الاحتياط " وكبير المحللين العسكريين يتحدث عن "ضربة كبيرة"

كبير المحللين العسكريين: الجهاد الإسلامي على عكس حماس "ليس لديها ما تخسره"

ذكرت القناة 12 العبرية بأن الجيش الإسرائيلي قام صباح يوم الثلاثاء بتجنيد عدد محدود من قوات الاحتياط وفق أمر التجنيد رقم 9 لنشاط تدريبي ، فيما توقعت أن تستمر حالة التأهب في الجنوب على حدود قطاع غزة لأيام.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان: " متابعة لآخر المستجدات حول عمليات إغلاق المناطق والطرق المتاخمة للسياج الحدودي في غلاف غزة: تم إغلاق الطريق السريع 232 في الجزء الواقع بين مفلاسيم وسعد، كما تم إغلاق الطرق الزراعية إلى الغرب من الطريق".

وأضاف المتحدث باسم الجيش  "وتقرر فتح التقاطع بين سعد وكيرم شالوم أمام المرور، بالإضافة إلى ذلك تم إغلاق الطريق السريع 242 والطريق السريع 2410، الواقعين غرب الطريق السريع 232 - كما أن الطريق رقم 4 مغلق من عند تقاطع زكيم إلى طريق الوصول إلى حاجز إيرز، كما تم إغلاق الطريق رقم 34 من تقاطع ياد مردخاي إلى تقاطع نيرعام."

ونقل موقع صحيفة "معاريف" عن وزير الجيش الاسرائيلي بني غانتس قوله خلال جولة في فرقة الضفة: "سنواصل الأنشطة العملياتية وسنستهدف أولئك الذين يسعون لافتعال الإرهاب وإلحاق الأذى بمواطني إسرائيل"

واعتبر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن عملية اعتقال الشيخ بسام السعدي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، بأنها ضربة كبيرة للحركة خاصة وأنه يقود التنظيم في الضفة الغربية.

وبحسب رون بن يشاي كبير المحللين العسكريين الأمنيين الإسرائيليين، في تقرير نشر له في الموقع "واي نت"، فإن السعدي هو الذي حول مخيم جنين من جديد إلى "معقل للإرهاب"، تخافه السلطة الفلسطينية وقواتها الأمنية، وتمتنع عن دخوله.

وبحسب بن يشاي المقرب من دوائر الأمن في تل أبيب، فإن السعدي هو الذي توصل إلى اتفاقيات مع قيادة حماس في جنين على عمل مشترك وتشكيل غرفة عمليات مشتركة، وانضمت إليهم منظمات وخلايا عسكرية صغيرة تتبع لحركة فتح.

وادعى أن السعدي جمع أموال كثيرة لشراء الأسلحة، وجزء لا بأس من تلك الأموال يأتي من المساعدات غير المباشرة عبر إيران، التي تعتبر حركة الجهاد الإسلامي حليفًا مهمًا وقويًا لها على الساحة الفلسطينية وتستفيد من تمويل وتدريب طهران، ولذلك كان السعدي يقدم الأموال حتى لنشطاء المنظمات الأخرى كحافز مادي لهم لتنفيذ هجمات قاتلة ضد الإسرائيليين. وفق زعمه.

ويزعم بن يشاي، أن السعدي كان يدفع مقابل كل هجوم ناجح مبلغ 300 دولار، ومبلغ 100 دولار لكل محاولة هجوم حتى وإن باءت بالفشل.

ويصف المحلل الأمني الإسرائيلي، الشيخ بسام السعدي البالغ من العمر 61 عامًا، والذي قضى عدة سنوات في سجون الاحتلال، بأنه "الروح الحية لعش الدبابير"، وارتقى إلى رتبة "رقيب" في الجهاد الإسلامي، ومن هنا تنبثق قوة الضربة التي تلقتها قيادة الجهاد في الضفة الغربية، وفي الوقع بغزة ولبنان. كما يقول.

واعتبر أن حالية اليقظة والتأهب المعلنة حاليًا في قطاع غزة ومستوطنات الغلاف، والتي تشمل قوات منظومة القبة الحديدية وغيرها، ليست سوى خطوة إلزامية من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

ورجح أن التحقيق مع السعدي والنشطاء الأصغر سنًا منه والذين تم اعتقالهم في الأيام الأخيرة، بأن يقدموا معلومات استخباراتية قيمة خلال التحقيق معهم من أجل تنفيذ مزيد من الاعتقالات، وهذا قد يشل أو يقلل بشكل كبير من أنشطة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية لفترة طويلة، ولذلك لا عجب في الرد الرسمي من الحركة بغزة بأنه كان شديد اللهجة وتضمن تهديدات.

ورأى أن العملية الليلة الماضية في جنين، يشير إلى بداية مرحلة جديدة وخطيرة للغاية بالنسبة للتنظيم في الحرب التي تشن ضده، ولا داعي لمعرفة تقييمات الوضع التي أجريت لدى الأجهزة الأمنية، لفهم مدى نجاح موجة الاعتقالات التي أدت لاتخاذ مثل هذا القرار برفع حالة التأهب بشكل استثنائي على حدود قطاع غزة. كما يقول بن يشاي.

r1dv6NIa9_0_0_850_479_0_x-large.jpg


ورجح أن تتضرر قدرات الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية عسكريًا على عكس الأشهر الأخيرة بعد العمليات الأخيرة، وهذا قد يشعر الحركة بالضرر العاطفي على الأقل الذي سيتعرض له قادة التنظيم في غزة ولبنان حيث يوجد أمين عام الحركة زياد النخالة الذي قد يسعى إلى عمل انتقامي للحفاظ على احترام تنظيمه من خلال أقوى قاعدة عسكرية له متواجدة بغزة.

ورأى بن يشاي، أن حركة الجهاد الإسلامي على عكس حماس، ليس لديها ما تخسره، وملتزمة بالمقاومة، في حين أن حماس ملتزم بتوفير مستلزمات الحياة للسكان وتخشى رد فعل إسرائيلي عنيف، وفي المقابل تبقى حماس القوة العسكرية الأقوى التي تسيطر على القطاع وتستطيع كبح جماح الجهاد خاصة في حال رغبة التنظيم بالانتقام خاصة بعد نشر صور تظهر السعدي وهو يجر على الأرض ويعضه كلب.

ويعتقد المحلل الأمني الإسرائيلي، أن تذهب حركة الجهاد الإسلامي لإطلاق صواريخ مضادة للدروع كما فعلت في عملية "حرس الأسوار/ سيف القدس" العام الماضي، والتي أطلقت خلالها عدة صواريخ وأصابت مركبة حينها.

ويقول: "يمكن الاعتقاد بأنه في حال لم يحدد الجهاد الإسلامي أي أهداف متاحة من الحدود في الوقت القريب، فإن حالة من الغضب الشديد ستنتاب قادته الذين يشعرون بأهمية مثل هذا الهجوم على الأقل عاطفيًا بعد عملية الليلة والتي سوف تتلاشى ردود الفعل عليها مع مررو الوقت، ويكون لدى حماس القدرة بشكل أكب على إقناع قادة الجهاد بمنع التصعيد حاليًا".

تشييع جثمان الشهيد ضرار كفريني ( 17 عام ) في مخيم جنين 2.jpg


محلل: المقاومة لن تصمت جراء استمرار اعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين
 
أكد الكاتب والمحلل السياسي محسن أبو رمضان، أن "اتخاذ الاحتلال الإسرائيلي بعض الإجراءات المفاجئة اتجاه قطاع غزة، سواء كان إغلاق المعابر، أو منع استئناف زيارة أهالي الأسرى، لتخوفه من ردة فعل المقاومة الفلسطينية عقب استشهاد شاب واعتقال الشيخ بسام السعدي بعد اقتحام قوات الاحتلال مخيم جنين مساء أمس الاثنين."

وقال أبو رمضان في حديث لوكالة (APA)" إن المقاومة الفلسطينية لن تبقى صامتة تجاه الاعتداءات المستمرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني".

وبين أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتبع سياسة "العصا والجزرة" مع قطاع غزة، وذلك من خلال بلورة رسالة أن الهدوء هو ما سيؤدي إلى تسهيلات أو" السلام الاقتصادي" وزيادة عدد التصاريح العمال.

وشدد على أن الاحتلال يضغط على المقاومة داخل قطاع غزة من خلال إغلاق المعابر، وسحب التصاريح، وحرمان أهالي الأسرى من زيارة أبنائهم.

ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني بمكوناته كافة لن يقبل بالتسهيلات الاقتصادية، ولن يصمت على استمرار الاحتلال في الاعدامات الميدانية واعتقال القادة.

واستشهد الشاب ضرار الكفريني، مساء أمس الاثنين، برصاص قوات الاحتلال، خلال مواجهات واشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب اقتحامها مخيم جنين واعتقالها للقيادي بحركة الجهاد بسام السعدي.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس دوت كوم