- احمد إبراهيم
تابعت التصريحات الصادرة اليوم عن السلطة الفلسطينية والتي نشرتها كلا من وكالة وفا الرسمية الفلسطينية للأنباء وصحيفة الأيام ، واللتان أشارتا أن الرئاسة أشارت إلى أن السلطة بزعامة الرئيس محمود عباس تقف إلى جانب صديقتها الصين وتدعم سيادة بكين ووحدة أراضيها . وجاء هذا الإعلان خلال زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي إلى تايوان والتي تسبب الكثير من التوتر بين الولايات المتحدة والصين.
جدير بالذكر أن بيلوسي ، وهي رئيسة مجلس النواب الأمريكي ، تعتبر أول رئيسة لمجلس النواب الأمريكي تزور تايوان منذ 25 عامًا.
اللافت هنا ومن التحليل السياسي لهذه الخطوة بات من الواضح أن السلطة الفلسطينية ترى حتمية مساندة الصين الآن في ظل الأزمة السياسية الحاصلة الأن بين بكين وتايبيه بسبب زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان.
وتعرف السلطة الفلسطينية أن الصين ساندت كثيرا السلطة الفلسطينية ودعمتها ، وترغب الآن في رد الجميل للسلطة خاصة وأن هناك اعتقاد متبلور على الساحة الفلسطينية يوضح أن الولايات المتحدة لم تقف أو تدعم الفلسطينيين بالقدر الكافي أمام سياسات إسرائيل ورغبتها في التوسع الاستيطاني.
إلا أن الأمر برمته الآن ووفقا للمعطيات السياسية على الأرض بات يرتبط بنظام المكايدة السياسية ، أو ما يمكن معرفته بالتحالف مع أعداء أعدائي ، وهو أمر يفرض علينا طرح بعض من التساؤلات.
أبرز هذه التساؤلات هل بالفعل يمكن التحالف أبديا مع الصين؟ وهل مساندة الصين ودعمها في أزمتها مع تايوان هو أمر يصب في صالح السلطة الفلسطينية أو المواطن الفلسطيني الذي يعاني الأمرين في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية؟
الأهم من هذا ...هل تعرف السلطة الفلسطينية مثلا حجم التعاون السياسي بين الصين وإسرائيل ، وكيف يتعاظم هذا التعاون اقتصاديا واستراتيجيا بما يعود بالنفع والفائدة على الجانب الإسرائيلي بصورة لافتة.
بجانب هذا ...أين كانت الصين من قرارات الأمم المتحدة المجمدة لصالح الفلسطينيين؟ أين كانت مع التوسع الاستيطاني والتغلغل والتهويد في مختلف مدن فلسطين الباسلة؟
أتمنى من السلطة الفلسطينية دوما مراجعة ذاتها والأهم رؤية طبيعة الوقائع الاستراتيجية من حولنا ...السياسة أبدا لم تكن فن مكايدة أو غضب ...السياسة فن كما علمنا جميعا الخالد ياسر عرفات.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت