كشفت مصادر مطلعة،يوم الجمعة، أن مسؤولة أممية زارت منزل القيادي في الجهاد الإسلامي بسام السعدي، لنقل رسائل طمأنة حول ظروفه الصحية.
ونقل موقع صحيفة "القدس" الفلسطينية - "القدس" دوت كوم، عن المصارد قولها "إن المسؤولة تعمل في مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند".
وأشار إلى أن المسؤولة زارت عائلة السعدي لنقل رسائل طمأنة جول ظروفه الصحية، وللإطلاع على ما جرى مع العائلة في ليلة اعتقاله.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود من قبل الوسطاء لمحاولة تهدئة الأوضاع.
ونشرت الصحيفة صورة للمبعوثة الأممية جودي بارت خلال زيارتها لمنزل القيادي في الجهاد بسام السعدي، فيما ذكر موقع صحيفة "معاريف" العبرية بأن مبعوثة الأمم المتحدة أكدت لعائلة السعدي أنه بحالة جيدة.
وواصل الاعلام العبري، لليوم الرابع على التوالي، التركيز على ما يجري في المنطقة الحدودية الجنوبية مع قطاع غزة، في ظل التأهب الأمني وإمكانية حدوث تصعيد جديد خشيةً من عمل انتقامي من حركة الجهاد الإسلامي بعد اعتقال قائدها بالضفة الغربية بسام السعدي.
ورأى عاموس هرئيل المراسل والمحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير تحليلي له، أن حركة الجهاد الإسلامي تحاول فرض معادلة جديدة، مشيرًا إلى أنه في المقابل بدأ ينفذ صبر إسرائيل تجاه الوضع الحالي مع استمرار الإغلاق في غلاف غزة والذي أدى إلىتذمر المستوطنين الذين اضطر بعضهم ممن يعانون من آلام نفسية شديدة نتيجة جولات القتال السابقة، الى ترك مناطقهم إلى اقدس.
ولفت هرئيل، إلى أن الوساطة المصرية لم تحقق أي تقدم، وأن ضباط المخابرات المصرية واجهوا صعوبات في انتزاع التزام حازم من حماس بوقف أنشطة الجهاد الإسلامي، ما زاد القلق لدى إسرائيل التي فضلت توجيه التهديدات للجانب الآخر.
ورجح استمرار حالة التأهب حتى مساء يوم غد السبت، مشيرًا إلى أن الجهاد يبدو لا زال مصرًا على التحرك، فيما سحبت حماس يدها من الموضوع، ولا تتوقع المخابرات المصرية أيضًا حلاً سريعًا في ظل سلسلة مطالب بعيدة المدى طرحها الجهاد الإسلامي.
وأشار إلى أن السيناريو المطروح حاليًا، احتمال قيام الجهاد الإسلامي بهجوم، فيما سترد إسرائيل عليه بعملية جوية، وقد تستمر هذه الجولة بضعة أيام والتي ستركز على الجهاد الإسلامي، على أمل إبقاء حماس خارج حدود الصراع، كما كان في عملية "الحزام الأسود" في نوفمبر/ تشرين ثاني 2019.
ويشير إلى أن هذه الأزمة المفاجئة مع قطاع غزة، يتم التعامل معها من قبل حكومة انتقالية، وفي ظل صراع سياسي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، ووزير جيشه بيني غانتس، كما أنها تأتي في ظل أزمة الحدود البحرية مع لبنان وتهديدات حزب الله، وفي ظل وجود أمين عام الجهاد الإسلامي زياد النخالة في إيران والذي يمكن الافتراض أن مضيفيه راضون تمامًا عن الضغط المزدوج الذي تتعرض له إسرائيل. كما يقول هرئيل.
واعتبر أن الجهاد الإسلامي يحاول من خلال تهديد واحد بالانتقام، أن يؤسس لمعادلة جديدة، معتبرًا أن إدعاء القيادة العليا للجيش الإسرائيلي بأنها حققت انتصارًا كبيرًا في عملية "حارس الأسوار/ سيف القدس"، كشف حقيقة ضعفها، قائلًا: "إذا كانت المنظمات الفلسطينية ضعيفة للغاية ومرتدعة منذ القتال، فلماذا تجرؤ على التهديد؟، ولماذا تشعر إسرائيل بحاجة إلى هذه الإجراءات؟"، مشيرًا إلى أن سكان غلاف غزة لن يتحملوا كثيرًا الوضع الحالي، وسيكون هناك حاجة إلى طريقة للخروج قريبًا.
من جهتها ادعت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن حركة الجهاد الإسلامي تمتثل لتعليمات إيرانية للضغط على إسرائيل من جبهتين بعد ضغوط حزب الله بشأن الحدود البحرية.
وبحسب تقرير تحليلي للمراسل والمحلل العسكري للصحيفة، يوسي يهوشع، فإنه لم يكن هناك أي خطر في ربط قضية جنين بغزة بعد أن قتل الجيش الإسرائيلي 20 عنصرًا من الجهاد في المخيم ومحيطه خلال سلسلة من العمليات في الأشهر الأخيرة، إلا أن تعزيز هذا الربط في الوقت الحالي يشير إلى توجهات وصلت من إيران لقيادة الجهاد الإسلامي في ظل وجود زياد النخالة في طهران.
وقال يهوشع، إن حماس لا تريد الدخول في مواجهة ولا تفضلها حاليًا وتمارس ضغوطاً على الجهاد الإسلامي لمنع التصعيد.
ووصف يهوشع مطالب الجهاد الإسلامي بأنها "سخيفة" والتي تتمثل في وقف العمليات العسكرية وإطلاق سراح المضربين عن الطعام، وإطلاق سراح بسام السعدي، مشيرً إلى أن إسرائيل رفضتها بشكل تام، لكنها في المقابل تريد الهدوء بأي ثمن، لكن ليس على حساب جولة لا يريدها الجيش الإسرائيلي حاليًا لأنه لا يولي أهمية في الوقت الحالي لجبهة غزة.
من جهتها قالت صحيفة معاريف العبرية، إنه لا يوجد أي تغيير ملموس وحقيقي في الوضع رغم الوساطة المصرية، مشيرةً إلى أن هناك تهديدات جدية حول إمكانية تنفيذ الجهاد لهجوم، كما نقلت عن ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة، إلى أن القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي تستعد لإمكانية حصول تصعيد لعدة أيام، واتخذت إجراءات لضرب خلايا قد تحاول تنفيذ أي هجمات.
ويقدر الجيش الإسرائيلي - بحسب الصحيفة - أنه وردت تعليمات للمستوى الميداني في الجهاد بالاستعداد لتنفيذ هجوم، وأنه يتم البحث عن هدف وفرصة مواتية، مشيرًا إلى أن الإغلاق في الغلاف سيمنع مثل هذا الهجوم رغم الانتقادات من قبل السكان.