- أحمد ابراهيم
تتواصل تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة ، وهي التداعيات التي تتواصل مع استمرار هذه الضربات على مختلف أنحاء قطاع غزة المحاصر، غير أن ما يجري يفرض علينا الانتباه إلى أن هناك تقديرات استراتيجية لحركة حماس تنعكس على أرض الواقع ، وهي التقديرات التي يمكن التوصل إليها بسهولة ويسر.
ومنذ قليل أعلنت إسرائيل أن عملية الفجر الجديد تتواصل للأسبوع لحين مواصلة الضربات النوعية والدقيقة بها . بداية بات من الواضح أن حركة حماس لا ترغب مطلقا في التصعيد ، ولا ابالغ إن قلت أن هناك حالة من الغضب والإحراج في حماس من سياسات حركة الجهاد الإسلامي التي أصرّت على شن حرب ضد الاحتلال .
وعن هذه النقطة تحديدا تقول بعض من منصات التواصل الاجتماعي المحسوبة على حركة حماس أن هذه العملية أضرت بعملية إعادة الإعمار في غزة ، ومحاولات تحسين الوضع الاقتصادي في القطاع.
وتهاجم إسرائيل قطاع غزة بلا توقف ، وتحديدا مواقع الجهاد الإسلامي التي تقع في الغالب داخل مناطق مدنية ، وشل حركة الجهاد الإسلامي الحياة والنمو الاقتصادي في منطقة القطاع التي تحسنت منذ الحرب الأخيرة قبل عام.
وتشير البعض من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي إلى أن حركة الجهاد الإسلامي تجاهلت تماما أي دعوة للتهدئة سواء من حركة حماس أو مصر وحتى من القوى الفلسطينية التي ترغب الكثير منها في وقف هذه العملية وتوقف المنظومة الاقتصادية .
من ناحية أخرى أتابع من لندن تداعيات هذه العملية العسكرية ، ونقلت صحيفة العربي الجديد الممولو قطريا أن مصدر مصري مسؤول وصفته الصحيفة بالمطلع على جهود الوساطة أن الوساطة منهارة تماما الأن.
ونسبت الصحيفة لهذا المسؤول قوله إن الساعات الأخيرة التي سبقت التصعيد الإسرائيلي شهدت أجواء متوترة خلال الاتصالات، قبل أن يعلن الأمين العام لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، زياد النخالة، التوقف عن التجاوب مع الرسائل الإسرائيلية التي جاءت عبر الوسيط المصري، بسبب ما وصفه بأنه استهلاك للوقت دون الموافقة على أي من المطالب التي قدمتها الحركة.
وأوضح المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن حركة "حماس" لا تزال على تواصل مع المسؤولين في مصر ولم تعلن انقطاع الوساطة، فيما قدمت طلباً مشتركاً بشأن استمرار عمل فتح معبر رفح أمام حركة الأفراد والبضائع في حال استمرار العمليات العسكرية، معتبرة أن أي تصرف خلاف ذلك سيكون بمثابة توافق مصري مع الأهداف الإسرائيلية يقلل من نزاهة الوساطة بما سيحد من تعاطي الحركتين مع تحركات القاهرة.
وأضاف المسؤول المصري أن "حماس" رغم تأكيدها على استمرارها في التعاطي مع الوساطة المصرية، إلا أنها منخرطة عبر الغرفة المشتركة للأجنحة المسلحة في خوض المعركة باسم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وأنهم لن يتركوا "الجهاد" بمفردها في الساحة.
أنقل هنا ما نسبته الصحيفة لهذا المسؤول ، وايا كان الأمر فإن الموقف بات في منتهى الدقة خاصة وأن وضعنا في الاعتبار أن الخلاف بشأن هذه العملية داخليا بات لافتا.
والأهم من هذا يجب الاعتراف بأن حركة حماس بالفعل أدركت حجم الشرك والخداع الإسرائيلي الراغب في جر الفصائل لحرب لا أحد يعرف مداها ، وهو ما يفرض علينا توجيه الاحترام للحركة التي أدركت هذا الشرك الإسرائيلي.
حفظ الله فلسطين وشعبها من كل سوء.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت