- بقلم / د. محمد أبوسمره ـــ مفكر ومؤرخ وشاعر فلسطيني
رئيس مركز القدس للدراسات والإعلام والنشر
غزة التي لا تشبه أحد، إلا نفسها..
في الفرح لا تشبه إلا نفسها ..
في الحزن..
في الموت..
وفي الشهادة ..
غزة، قاموس متفرد منفردٌ نادرٌ من اللغة والكلمات والعبارات والمصطلحات..
وحدها غزة الحزينة الثكلى المكلومة الموجوعة الذبيحة الأسيرة المحاصرة المُتعَبة المرهقة النازفة تشبه غزة، ولا شبيه لها.ز
لايستطيع أحد، أي أحد أن يقتبس من ملامح غزة، بعضاًمن حزنٍ
أو من فرحٍ
أو من عشقٍ
أو من موتٍ
أو من شهادةٍ
أو من غربةٍ وهجرةٍ وسفرٍ وعذاب..
فهي الوحيدة التي لامثيل لها..
لذلك فهي عروس البحر المتفردة جمالاً وجنوناً وكبرياءً وتضحيةً وفداءً.
وهي عاصمة العشق والبنفسج والعوسج والرياحين..
موطن الشهداء والفرسان الأكثر جمالاً، الذين ما يكادوا يغادروننا للحظاتٍ أو دقائق، حتى يعودون ..!!
نعم يعودون!!
كيف يعودون؟!
ألا تعلمون أنَّ غزة يا أصدقائي، هي: طائر الفينيق الذي يستيقظ وينهض من بين الرماد.. ويشتعل من جديد كتلةً من اللهب والبارود والغضب والثورة، بعد ان أصبح رماداً.. !!
نعم هذه غزة الفينيق والعنقاء، التي ما أن تحولها طائرات الموت التي يقودها الغرباء، إلى رمادٍ وأشلاء متناثرة.. حتى تنهض من جديد..
لتقاتل..
وحدها تقاتل..
وحدها تقاوم
وحدها تُذبح
وحدها تحزن
وحدها تبكي
وحدها تنشب أظافرها في وجه ولحم عدوها القاتل ..
وحدها ..
وحدها ..
وحدها تنوب عن ملياري مسلم ...
هل تصدقون ؟!
نعم هي الوحيدة التي تدفع من دمها وروحها ووجعها ودمعها ودمها، مليون ... مليون دمعةٍ وجرحٍ وآهاتٍ لايتسع المدى لها..
وتدفع مهراً لحرية فلسطين وشعبها المنكوب، أجمل الفتيات، وأوسم الفتية والشبان، وأكثر الأطفال براءةً وفقراً وجوعاً....
هي الثكلي ...
هي الموجوعة ..
هي الملكومة..
هي...
هي ..
هي الشهيدة والشاهدة والمشهودة...
ياااااااااااااااااااالله ياغزة
ياوجعنا وحزننا ونزفنا ونزيفنا الأبدي ياحبيبتي
ياكربلاء العصر
يامذبحة الحسين وكل المظلومين
يا آهات المكلومين والمستضعفين والمطاردين والمحاصرين
ياغزة الحبيبة، ياشبيهة نفسك ولا شبيه لكِ
ياسيدة الحزن والوجع والألم والشهادة والموت والحصار والقهر والجوع..
سلامٌ لكِ في الأولين..
وسلامٌ لكِ في الأخرين..
وسلامُ لكِ حتى الملتقي وحين الملتقى وفي كل حين..
وسامحينا على عجزنا وضعفنا وقلة حيلتنا..
ولكِ منا مليون ... مليون سلام
ولشهدااااءك الأطهار الأبرار وجرحاكِ مليون ... مليون قبلةٍ ووردةٍ وسلام
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت