سعاد حسونة تخرج من بين الركام لتحقق حلمها بدراسة الطب

سعاد حسونة تخرج من بين الركام لتحقق حلمها بدراسة الطب 3.JPG

التاسعة مساء، كانت كفيلة لتحويل فرحة سعاد حسونة(18عاما) من مخيم الشعوت في رفح جنوب قطاع غزة، بتفوقها في الثانوية العامة إلى حزن عميق يغمر قلبها، حيث دفنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي حلمها بدراسة طب الاسنان بين أكوام ركام منزلها الصغير الذي لا يتجاوز مساحته 60متراً.

سعاد لم تشعر بفرحة تفوقها بالثانوية العامة كثيراً كانت مجتمعة في ثاني أيام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على طاولة العشاء مع عائلتها يتناولون الطعام ويتحدثون عن المجازر البشعة التي ترتكبها طائرات الاحتلال بحق المدنيين، فجأة وإذ أصوات الانفجارات تقترب من المنازل الملاصق لعائلتها، حتى طالت منزلهم وسط تطاير الركام في كل مكان.

وسرعان ما هرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني للوصول إلى مكان الاستهداف، لأنفاذ عائلة حسونة والعائلات المجاورة من تحت ركام المنازل، حيث استغرقت عملية الإنقاذ أربعة ساعات متواصلة في محاولة لانتشالهم من تحت الركام، حيث أصيبت سعاد بجروح متوسطة في مختلف أنحاء جسدها الهزيل.

ونقلت طواقم الإنقاذ سعاد وأفراد عائلتها واحدًا تلو الآخر إلى المستشفى الأوروبي في مدينة خانيونس، لكنها لم تعد تدرك الحالة الصحية لعائلتها، حيث استشهد شقيقها محمد على الفور نتيجة إصابته الخطيرة.

و تقول سعاد" أثناء الاستهداف حاولت أنا وبنت عمي نخرج من البيت رأيت شقيقي محمد على الأرض مصاب لم نستطع أن نخرجه من قوة الاستهداف، والجيران حاولوا الخروج كنا نبحث عن مخرج من البيت ولكن مع الأسف لا يوجد مفر للهروب من الاستهداف ومن الموت".

وأضافت" عندما وصلت إلى المستشفى كنت أبحث عن عائلتي، وعن والدي حيث كانت حالته خطيرة ومازالت، جميع أفراد عائلتي مصابين بحالة صعبة، وشقيقي محمد كان في حالة خطرة، ما كان لنا سوى الدعاء لهم، ساعات من الانتظار للاطمئنان على محمد والخوف يلازمنا على حياته حتى علمت بخبر استشهاده في اليوم التالي".

تابعت سعاد" بيتنا كان بشبه بيوت القرى كتير صغير بس كان جامعنا، والناس بسيطة كلنا بنام بنفس الغرفة ونقعد مع بعض ونجتمع، بيتنا مليان ذكريات من فرح وحزن، ولكن مع الأسف اندفنت الذكريات تحت الركام".

وأشارت إلى أن عائلتها كانت دائما تجتمع وتعيش جميع المناسبات بحلوها ومرها، ولكن الاحتلال وفي ثواني سرق منهم فرحتهم ولمتهم.
وقالت " قبل العدوان بأيام كان موعد نتائج الثانوية العامة، أنا كنت أول بنت بالتوجيهي، وأهلي كانوا متشوقين للفرحة بتفوقي، حتى ظهرت النتيجة وحصلت على معدل 94% بالفرع العلمي، ولكن الأن أشعر بمرارة كبيرة، الاحتلال دفن فرحتي بين أكوام الركام لفقدان شقيقي".

وختمت سعاد حديثها " حلمي أن أصبح طبيبة أسنان، يريد الاحتلال أن يسرق أحلامنا ويسلب ذكريتنا، لكن لن أتوقف عن ذلك الحلم وسأبقى مصرة على تحقيق طموحي رغم الحزن العميق الذي سببه الاحتلال في غاراته علينا".

سعاد حسونة تخرج من بين الركام لتحقق حلمها بدراسة الطب.JPG

 

سعاد حسونة تخرج من بين الركام لتحقق حلمها بدراسة الطب 9.JPG

 

سعاد حسونة تخرج من بين الركام لتحقق حلمها بدراسة الطب 7.jpg

 

سعاد حسونة تخرج من بين الركام لتحقق حلمها بدراسة الطب 6.JPG

 

سعاد حسونة تخرج من بين الركام لتحقق حلمها بدراسة الطب 3.JPG

 

سعاد حسونة تخرج من بين الركام لتحقق حلمها بدراسة الطب 2.JPG

سعاد حسونة تخرج من بين الركام لتحقق حلمها بدراسة الطب 1.JPG


 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة - (APA)