- المحامي علي ابوحبله
بواقع الزمان والمكان و بعد عملية الفجر الصادق على قطاع غزه وسلسلة من عمليات الاغتيال في الضفة الغربية كان آخرها ، عملية: "استشهاد 3 شبان وإصابة 40 مواطنا نتيجة العدوان الإسرائيلي على مدينة نابلس"، وهم إبراهيم النابلسي، وإسلام صبوح، وحسين جمال طه".، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، أن حصيلة ضحايا إطلاق النار في القدس ارتفع إلى 10 جرحى منهم 2 في حالة خطيرة، و5 في حالة متوسطة وخفيفة بعملية القدس.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن عملية إطلاق النار بالقدس نفذها شخص واحد أطلق 10 رصاصات خلال 10 إلى 15 ثانية على حافلة ومركبتين ولاذ بالفرار ، وأفادت القناة 12 العبرية، أن منفذ إطلاق النار في القدس استهدف 3 وجهات، أطلق النار نحو ركاب حافلة، ثم سيارة، ثم مارة في شارع معاليه هشالوم.، وقد وقعت عملية إطلاق النار على حافلة قرب حائط البراق في البلدة القديمة بمدينة القدس الليلة. فيما أشارت إذاعة الجيش:* بعد مطاردة 6 ساعات، تم اعتقال منفذ عملية إطلاق النار في القدس
تميزت عملية إطلاق النار في القدس المحتلة فجر اليوم الأحد أنها تأتي بعد سلسله من العمليات لجيش الاحتلال الإسرائيلي اعتبرها قادة الكيان الصهيوني أنها عمليات ردع ضد الفلسطينيين ، فالمكان هو المدينة المقدسة، التي تواجه مخططات لا تنتهي من التهويد ومحاولات إسرائيلية لكي الوعي الفلسطيني للتسليم بالاحتلال. أما الزمان بعد سلسلة من العمليات لجيش الاحتلال وقتل الفلسطينيين وإرهابهم وتأتي عملية القدس لتؤكد رفض الفلسطينيين لكل الإجراءات الاسرائيليه ومقايضة الحقوق الوطنية والتاريخية بالمال السياسي، والتنازل عن ثوابتهم مقابل ما يسمى السلام الاقتصادي.
حسابات خاطئة أثبتت خطأ الحسابات والتقدير من قبل قادة الاحتلال وأن محاولات الاحتلال تغييب الوعي لدى الشعب الفلسطيني باءت بالفشل، وأن العملية دليل على أن الغضب يغلي في قلوب الفلسطينيين من أجل نصرة قضاياهم العادلة. وأن عملية القدس هي ردات فعل طبيعيه على جرائم الاحتلال حسب توقعات المحللين الإسرائيليين .
هذه العمليات تأتي في سياق الرد على ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين من أعمال قتل وهدم البيوت ومصادرة الأراضي والاعتقال السياسي الاسرائيليه مترافقة مع سلسلة عمليات تشهدها العديد من المناطق في فلسطين المحتلة ، وهذه العملية كغيرها من العمليات جميعها تأتي في سياق الرد على أعمال الاعتداءات الاسرائيليه ضد الشعب الفلسطيني في ظل غياب أي أفق للسلام وإمعان حكومة لابيد الانتقالية في إجراءاتها التعسفية بحق الفلسطينيين عبر مجموعه من القرارات التي تشرع أعمال القتل وهدم البيوت وأعمال الاعتقال الإداري واستكمال المشروع الاستيطاني .
حكومة لابيد غانتس مسئوله عن التصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزه وداخل الكيان الإسرائيلي وتتحمل تبعية ما يحدث بالضفة الغربية وغزه بصفتها قوة احتلال بحسب القوانين الدولية. وهي تتحمل تبعة مسؤولية الأعمال في داخل فلسطين.
عملية إطلاق النار في القدس زعزعت الثقة بنظرية الأمن الإسرائيلي لان هذا الاختراق لمربع امني يشكل قلب لكل المعادلات الامنيه الاسرائيليه لتؤكد العملية أن الكيان الإسرائيلي غير محصن امنيا ، وان أي ردود أفعال لحكومة الاحتلال ردا على هده العملية قد تفجر حربا جديدة بقواعد جديدة وبميزان قوة ردع جديدة ولرنما تعيد خلق للأوراق
العملية التي تمت في القدس قلبت كل موازين ومعايير الاحتياطات التي اتخذتها حكومة الاحتلال وقد لا تكون مصادفة أن تأتي العملية متزامنة مع عمليات التصعيد الاسرائيليه ، وتأتي عملية القدس ردا على تنكر المسئولين الإسرائيليين للحقوق الوطنية الفلسطينية وهي تأتي ردا على استمرار الاعتداءات بحق الشعب الفلسطيني ، وهي تأتي في ظل التصريحات لفرض الوصاية على الشعب الفلسطيني وفرض الخيارات على الشعب الفلسطيني ضمن مؤامرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية ، وهي تأتي في سياق التحدي لتهديدات وزير الحرب غانتس ، مما يدلل ويؤكد أن المنطقة أصبحت مفتوحة على كافة الخيارات والاحتمالات وخلط لكافة الأوراق والتي تضع المنطقة على فوهة بركان بانتظار قرارات الكابينت الإسرائيلي ونوعيه الرد التي ستتخذها حكومة الاحتلال وفيما إذا ما كانت حكومة الاحتلال تقرر التصعيد وعدوان جديد على غزه أو حرب تستهدف الجبهة الشمالية ضد حزب الله واتخاذ اجراءات مذله بحق الشعب الفلسطيني مما يبقي الصراع مفتوحا بأوسع أبوابه
إن تعهد رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني للحكومة الانتقالية ، باتخاذ "سلسلة إجراءات هجومية ودفاعية" لمواجهة الهجمات الفلسطينية
هذه التصريحات تؤكد النوايا المبيتة للعدوان على الشعب الفلسطيني ويبقى الانتظار سيد الموقف وفي المحصلة فرضت عملية القدس أن القضية الفلسطينية هي أولوية الصراع مع إسرائيل ومفتاح الأمن للمنطقة حل القضية الفلسطينية حلا عادلا فهل تدرك حكومة المستوطنين مخاطر ما يتهددهم ويتهدد امن المنطقة وهل لحكومة الاحتلال أن تعيد النظر في مجمل سياستها أم أنها ستمعن في استمرار عدوانها وشن حرب وعدوان جديد يؤدي لعملية تصعيد على مختلف الجبهات تعيد عملية خلط الأوراق وزيادة العمليات التي تعيد المنطقة لمربع الرعب من جديد ضمن مسعى مزار الانتخابات الاسرائيليه
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت