دعت لتوثيق شهادات النساء الفلسطينيات في فلسطين والشتات

حوار ينظم ورشة لمناقشة كتاب الدور النضالي للمرأة الفلسطينية في الانتفاضة الثانية

دعا قادة ومسؤولون حكوميون وأكاديميون لتوثيق نضال المرأة الفلسطينية منذ الاحتلال الإسرائيلي عام ١٩٤٨، مؤكدين على مفصلية دورها في مراحل النضال الفلسطيني المختلفة وجوانبه المتعددة.

جاء ذلك خلال ندوة عقدها مركز حوار للدراسات في غزة يوم الاثنين ١٥-٨-٢٠٢٢، لمناقشة كتاب " الدور النضالي للمرأة الفلسطينية في الانتفاضة الثانية ٢٠٠٠-٢٠٠٦" لصاحبته الباحثة ريم فرحات، بحضور وكيل وزارة المرأة الفلسطينية أميرة هارون، ود. مريم أبو دقة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، و تغريد جمعة مدير اتحاد لجان المرأة الفلسطينية وجمع من الأكاديميين والكتاب.

مركز حوار أعلن في اللقاء عن إطلاق قسم دراسات المرأة، وقال وائل المبحوح مدير المركز، إنه يعتبر القسم واحدا من أهم المشاريع التي ستنهض بالدور المجتمعي والفكري للمركز، داعيا إلى تعاون حكومي وأهلي وشراكة دائمة وفاعلة لتحقيق الأهداف.

واعتبرت أميرة هارون وكيلة وزارة المرأة أكدت أن الكتاب الذي يمثل رسالة ماجستير مجازة إن هو دليل على تجاوز مرحلة تهميش المرأة التي تعتبر قيمة كبيرة ومكونا أساسيا في المجتمع الفلسطيني، مؤكدة أن تأسيس قيم خاص بدراسات المرأة مهم على صعيد تعزيز الإنتاج الفكري لمعالج التحديات الكبرى التي تواجهها، خاصة في ظل الدور الفريد والتضحيات الكبيرة التي قدمتها وما زالت تقدمها على طريق الصمود والتحرير في كافة الميادين.

من جانبها أشادت د. مريم أبو دقة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية بموضوع الكتاب وطرحه للمناقشة، مطالبة في الوقت ذاته بتوسيع رقعة البحث والتوثيق لنضال المرأة الفلسطينية ليشمل كافة المراحل والشخصيات، وعدم الاكتفاء بالأحياء والمشاهير، بل التوثيق للمناضلات الراحلات المجهولات أيضا وفاء لما قدمن في سبيل الوطن.

وقالت أبو دقة إن المرأة شاركت في كافة تفاصيل المقاومة الفلسطينية بدءا من العمل العسكري إلى النضال الفكري والأدبي والاجتماعي، فهي السياسية والعسكرية والأم والمعلمة والطبيبة وما إلى ذلك من الأدوار الأساسية في المجتمع، لافتة إلى أن الكثير من الكنوز المعلوماتية والقصص النضالية يصعب توثيقها لما لذلك من خطر أمني ومعلوماتي.

ولفتت أبودقة إلى الأثر المدمر الذي لعبه أوسلو على النضال الفلسطيني عامة وفي القلب منه المرأة، حيث سحبت السلطة العديد من الكوادر والقادة الفاعلين بعيدا عن ميدان المقاومة إلى وهم الدولة.

من جانبها شددت مديرة اتحاد لجان المرأة الفلسطينية على ضرورة تكامل وتواصل العمل التوثيقي لنضال المرأة ليشمل كافة التوجهات السياسية والفكرية، منتقدة الاكتفاء بالدراسات الوصفية بعيدا عن التحليل، متفقة مع د. أبو دقة على الأثر المدمر الذي لعبه أوسلو وما يزال على النضال الفلسطيني عموما ونضال المرأة خصوصا، مؤكدة على ضرورة تحميل الحكومات الفلسطينية جانبا من المسؤولية عن ذلك التراجع.

وطالبت جمعة بالاستفادة من الثورة التكنولوجية في أرشفة تاريخ المرأة إلكترونيا وتعريف الأجيال المختلفة به.

من جانبها عرضت د. إلهام شمالي مشكلة ندرة التواجد القيادي للمرأة خاصة في الصفوف الأولى، ولفتت إلى الدور المهم الذي لعبته في حفظ البيت الفلسطيني وجمع شتات الأسرة في ظل الاستهداف المباشرة لها، عبر اعتقال الأفراد وفي المقدمة منهم الأب.

كما عرض د. خالد صافي مشرف الرسالة، جملة من الدوافع التي دعت الباحثة ريم فرحات للتوجه إلى اختيار هذا الموضوع، ومن بينها ضعف ثقة المرأة بالمرأة، والصدمة الحضارية التي دفعت البعض إلى منعها من ممارسة دورها في العمل المجتمعي والحكومي.

واستعرض التحديات التي رافقت إعداد الرسالة وعلى رأسها جائحة كورونا، مشددا على ضرورة أن تأخذ المرأة حقها في الاعتراف بدورها في حماية البيت الفلسطيني وإدارته في ظل التغييب القسري للزوج.

بدورها أعربت م. غادة العابد الباحثة في المركز الوطني الفلسطيني لأبحاث ودراسات المرأة عن تقديرها للجهد الكبير الذي بذلته الكاتبة في البحث والتوثيق الشفوي مؤكدة عظيم الدور الذي لعبته المرأة الفلسطينية بدءا من حماية الأسرة مرورا توثيق النضال الفلسطيني بالأهازيج والقصص الشعبية المتناقلة بين الأجيال وصولا إلى كافة أشكال المقاومة العسكرية والسياسية والفكرية.

 

ويعد كتاب " الدور النضالي للمرأة الفلسطينية في الانتفاضة الثانية ٢٠٠٠-٢٠٠٦" واحدا من أهم الأعمال التوثيقية في المجال، حيث أوصت الكاتبة بوضع استراتيجية وطنية لدعم حضور المرأة وتمثيلها، وإبراز دورها النضالي.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة